يعتمد اقتصاد طاجيكستان إلى حدٍ كبيرٍ على الزراعة، التي تؤمّن نصف إجمالي فرص العمل. يؤدي الافتقار إلى الأراضي المنتجة، ومحدودية الوصول إلى المدخلات الزراعية الجيدة ورأس المال، فضلاً عن انخفاض المعرفة بالشؤون الغذائية والزراعية، وعدم توفر البنية التحتية الإنتاجية إلى انعدام الأمن الغذائي وتهديد سبل العيش.
تعاني 24% من الأُسر في البلاد منذ عام 2018 من انعدام الأمن الغذائي، ما ساهم في ارتفاع مستويات التقزم عند الأطفال، ومن المتوقع أن يتدهور الأمن الغذائي في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومحدودية الوصول إلى المدخلات الزراعية، إضافةً إلى انخفاض التحويلات نتيجةً للظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19. وستزداد هذه التحديات تعقيداً بسبب التغيّرات المناخية، ما يؤثر سلباً على المجتمعات التي تعيش في المناطق المرتفعة بشكل خاص.
تهدف مؤسسة الآغا خان، من خلال برنامج دعم تنمية المجتمعات الجبلية، إلى تحقيق ضمان ملموس في مجال الأمن الغذائي، والاهتمام بالتنمية الزراعية، وإدارة الموارد الطبيعية مع التركيز بشكل خاص على احتياجات المجتمعات الريفية في المناطق الجبلية والمناطق ذات الموارد المحدودة.
ومن خلال دعم التدخلات المستدامة والمتكيّفة على المستوى المحلي، تساهم مؤسسة الآغا خان وبرنامج دعم تنمية المجتمعات الجبلية في تحسين نوعية الغذاء للأُسر وتحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب تقديم الدعم لـ 300 ألف مزارع لتمكينهم من التكيّف مع التغيّرات المناخية، فضلاً عن توفير فرص اقتصادية أكبر، والتخفيف من حدة المخاطر في المناطق المعرضة للكوارث.
تدرك مؤسسة الآغا خان أن الاستثمارات في مجال الأمن الغذائي الأُسري لا تؤدي دائماً إلى تحقيق تنوع مناسب في الغذاء ويكون مُتاحاً أمام النساء والأطفال، إضافةً إلى أن المؤسسة تعمل على دمج أنشطة التدخل في مجال الغذاء لمعالجة سوء التغذية عند الأمهات والأطفال.
تواصل مؤسسة الآغا خان وبرنامج دعم تنمية المجتمعات الجبلية تحفيز الاستثمارات في مجال البنية التحتية الريفية المحلية والعابرة للحدود، والتي تشكّل أولويةً للمجتمعات، ومن ضمنها إنشاء الجسور والطرق وأنظمة الري ومرافق التخزين.
تعمل مؤسسة الآغا خان وبرنامج دعم تنمية المجتمعات الجبلية على زيادة التنوع في المحاصيل، ورفع مستوى إنتاجيتها، فضلاً عن الاهتمام بالجودة والقيمة الغذائية وتعزيز الحراجة الزراعية الفعّالة. كما تعمل المؤسسة على توفير المياه وإدارة الثروة الحيوانية وجلب التقنيات وأفضل الممارسات إلى المؤسسات العامة ومقدمي الخدمات من القطاع الخاص والمجتمعات الريفية.
تعمل مؤسسة الآغا خان على تكييف أنظمة الزراعة مع التغيّرات المناخية، إلى جانب التركيز على التقنيات والمدخلات الجديدة، ومن ضمنها تحديد أنواع البذور المناسبة وتنفيذ ابتكارات جديدة في إدارة المياه.
ولتعزيز القدرات والاستدامة المحلية، تتعاون مؤسسة الآغا خان وجامعة آسيا الوسطى مع المؤسسات البحثية المحلية مثل معهد بامير للنباتات وجامعة خوروغ الحكومية.