المدن التاريخية

وعلى سبيل المثال، فقد ساهم إنشاء حديقة الأزهر التي تبلغ مساحتها 30 هكتاراً (74 فداناً) في مدينة القاهرة ذات المساحة الخضراء الصغيرة للغاية في جذب حوالي مليوني زائر سنوياً. لم تتمكن حديقة الأزهر، التي بلغت تكلفة إنشائها 30 مليون دولار أمريكي قدمها سمو الآغا خان كهدية لمدينة القاهرة، من توليد الأموال الكافية لصيانتها فحسب، بل أثبتت أيضاً كونها محفزاً قوياً للتجديد الحضري في حي الدرب الأحمر الذي كان أحد أفقر أحياء المدينة في يومٍ من الأيام.

ويقوم مشروع التجديد الحضري لمقبرة همايون ومنتزه "ساندر نيرسري" وحي حضرة نظام الدين باستي وفي دلهي، بالجمع بين مشروع للتراث الثقافي والمبادرات الاجتماعية الاقتصادية. ويتمثل الهدف العام من المشروع في الارتقاء بجودة حياة الناس في المنطقة بالتزامن مع تشكيل منطقة خضراء جديدة هامة لسكان دلهي. وسيكون المتحف الموجود في الموقع والذي يركز على التراث المغولي بمثابة نموذج للمواقع التراثية في جميع أنحاء الهند.

أما في أفغانستان، فقد تم تنفيذ مجموعة من عمليات الصيانة، وتحسين ظروف المعيشة، وبرامج تنمية المجتمع، بالتزامن مع تنفيذ مبادرات التخطيط في العديد من أحياء مدينة كابل القديمة التي دمرتها الحرب، لا سيما ترميم حدائق بابور وضريح تيمور شاه ومشاريع تجديد المناطق الحضرية في حي "عاشقان وعارفان". وتم حتى الآن إنجاز ما يزيد 120 مشروعاً في كابل وهيرات وبلخ.

وتسعى هذه المبادرات، التي يجري تنفيذها من أفغانستان إلى زنجبار ومن الهند إلى مالي، للاستفادة من القوة التحويلية الفريدة التي تتمتع بها الثقافة وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة في العديد من المجتمعات الفقيرة - وهي مجتمعات غالباً ما تتمتع بتراث ثقافي غني ولكنها تعيش في حالة فقر.