أنت هنا

أنت هنا

  • يلقي رئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا كلمةً خلال حفل افتتاح أكاديمية الآغا خان في مابوتو في 19 مارس 2022.
    AKDN / Akbar Hakim
كلمة رئيس الجمهورية البرتغالية مارسيلو ريبيلو دي سوزا

فخامة رئيس جمهورية موزمبيق فيليب جاسينتو نيوسي،

معالي الأمير رحيم آغا خان،

فخامة الرئيس جواكيم شيسانو،

أصحاب السعادة،

سيداتي وسادتي،

طلاب هذه الأكاديمية،

كنت هنا في يناير 2020 عندما كانت تجري عمليات إنشاء هذه الأكاديمية، حيث توقفتُ لبعض الوقت لأتحدث مع طلاب الأكاديمية عن حاضرها ومستقبلها. كانت الأعمال في بدايتها آنذاك، ولم تكن الأكاديمية جاهزة كما هي أمام أعيننا اليوم.

يبدأ اليوم مستقبل هذه المؤسسة التعليمية، وقد أخبرتكم آنذاك ما سأعيد تكراره هنا اليوم وهو أن الأكاديمية تشكل فرصة فريدة في حياتكم، وهي فرصة مميزة لأنها تتوافق مع رؤية سمو الآغا خان، الرؤية التي انتقلت لسمو الأمير رحيم. وهي رؤية تهتم بالإنسانية وضرورة احترام الآخرين وصون كرامتهم، لأن كافة الأشخاص من لحم ودم. وهم مختلفون ولكل منهم أسلوبه الخاص وحياته الخاصة أيضاً، وهذا يتوافق ويمنح غنى للعيش حسب تقاليد الإسلام. تتمثل رؤية الإسلام في وجود صلة وثيقة بين الإيمان والعمل الاجتماعي. تنبع الإنسانية من الكرامة التي منحها الخالق للإنسان عموماً، وهذا يُعتبر سبباً لنشر التسامح وتعزيز الحوار والانفتاح على الجميع، وبالتالي الانسجام مع الجميع. كثيراً ما أحمل معي اقتباساً من القرآن الكريم يقول: "اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ"، "فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ". وهذا يشكل انفتاحاً على كافة الأديان في جميع أرجاء العالم، وحتى أولئك الذين ليس لديهم دين.

هذه هي الرؤية التي تلهم شبكة الآغا خان للتنمية بأكملها للسعي نحو إحراز التقدم على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي يلهم هذه الأكاديمية. لقد شكلت رسالة شبكة الآغا خان إلهاماً في جميع أنحاء العالم في مجالات التعليم والصحة والتضامن الاجتماعي، فضلاً عن اهتمامها بتقديم الدعم للمحتاجين وتعزيز الأخوة وتشجيع الحوار والالتقاء بين الثقافات والحضارات. نحن في البرتغال ندرك هذا الواقع، حيث يوجد في البرتغال جماعة تنتمي لمجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين الذين يتسمون بالقوة ويتحلون برسالة الإنسانية والأخوة هذه.

عُرفت هذه الرسالة هنا في موزمبيق منذ فترة طويلة مع وجود مجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين، الذي يتميّز بالقوة والحيوية والشجاعة. وتعتبر هذه الأكاديمية بحد ذاتها اعترافاً بأهمية هذا المجتمع، وهذا هو سبب وجود رئيسي الدولتين هنا اللذان يمثلان الشعبين. يؤمن رئيس موزمبيق بقوة ومستقبل وطن عظيم، وطن كريم ومنفتح، وطن يحب العطاء أكثر من الأخذ. كما أنني رئيس البرتغال أشترك بنفس القيم والمبادئ ونجتمع بجو تملؤه الأخوة والمحبة. وكلانا هنا، في سياق زيارتي لموزمبيق، لنتوجه بالشكر لسمو الأمير رحيم على رسالته، رسالة المستقبل، الرسالة التي تحمل إرثاً عريقاً. لكن رغم حضوري فعاليات هذا الحفل وبوجود الرئيس نيوسي وسمو الأمير رحيم، والرئيس شيسانو، الذي لعب دوراً هاماً في الأيام الأولى من هذا المشروع، ما يشكّل أهمية كبيرة هو وجود الطالبات والطلاب، فهم سبب وجود هذه الأكاديمية، حيث لا أكاديمية بدون طلاب، ولا أكاديمية بدون الشباب. وما أريد أن أخبركم به، الأمر الذي قلته قبل عامين، أي قبل انتشار جائحة كورونا، هو أنكم تتمتعون بامتياز.

ثمة الملايين من الأطفال والشباب حول العالم لا يمكنهم الحضور والدراسة في مثل هذه الأكاديمية. يرغب الملايين في جميع القارات وفي جميع البلدان أن يتمكنوا من الحضور في مثل هذه الأكاديمية، وهذا يمنحكم مسؤولية كبيرة تقع على عاتقكم. أولئك الذين يتمتعون بامتياز ويحصلون على المزيد، عليهم أن يقدموا المزيد للآخرين. لا يمكن بناء سعادة المرء إلا مع الآخرين وبمساعدتهم ولأجلهم، والطريقة الوحيدة لتعويض الملايين الذين ليس بإمكانهم القدوم إلى هنا هو أن تكونوا في أفضل حالاتكم وأن توظّفوا أفضل إمكاناتكم. عليكم أن تكونوا الأفضل، وأن تكونوا على قدر هذه الفرصة الاستثنائية التي لم يحظَ بها الآخرون. أشجعكم كثيراً على الدراسة والتعلم والتواصل وتعلم العيش مع الآخرين المختلفين، واحترامهم، فضلاً عن ضرورة رد الجميل وتقديم الأفضل لتحقيق المزيد من التنمية لبناء موزمبيق. تتسم موزمبيق بأنها منفتحة على جميع الأديان، من ضمنهم أولئك الذين ليس لديهم دين، وهي ترحب بكافة الآراء ومنفتحة على جميع الأحلام، إضافةً إلى أنها مستعدة لتبنّي كافة المشاريع من أجل الوصول لمستقبل أفضل، وهذا هو واجبكم.

جاء سمو الأمير رحيم إلى هنا ليقول إن رسالة سمو الآغا خان مكّنت من بناء هذه الأكاديمية، لكنها لن تكون ناجحة إلا إذا حقق كافة الطلاب الذي يدرسون هنا نجاحاً كبيراً ومميّزاً. أتمنى لكم كل السعادة والتوفيق، وهذه السعادة ستكون بالتأكيد لمصلحة موزمبيق. إذا كانت موزمبيق سعيدة وناجحة، ستكون البرتغال أيضاً، وإفريقيا كذلك الأمر، وبالتالي نشر السعادة في جميع أرجاء العالم، فما يفعله كل واحد منا في حياته يؤثر على العالم بأسره. لهذا من واجبكم أن تتعلموا من رسالة سمو الآغا خان، التي يجسدها سمو الأمير رحيم آغا خان والتي تتلخص في تقديم الخدمات للجميع و رد الجميل وتقديم الخدمات على أفضل وجه لـ موزمبيق.