سيداتي وسادتي،
اسمحوا لي أن أبدأ كلمتي بالترحيب مرة أخرى بسمو الأمير رحيم آغا خان والوفد المرافق له. أثق في أنكم تستمتعون بضيافتنا التقليدية المليئة بالمحبة الكبيرة، وأتمنى أن تستمتعوا بمأكولات موزمبيق النموذجية.
إنه لمن دواعي سروري دائماً أن يتواجد سموك على أرض وطننا، وإنني أتذكر حقاً أنني أكدت على ذلك مراراً عندما كنت مع سمو والدك في فرنسا. نحن على يقين من أنه أينما تذهبون، فأنتم سفراء لنا في الترويج لمعالمنا المتمثلة في حسن الضيافة والترحيب، إضافةً للترويج للاستثمار الاقتصادي والاجتماعي.
كما نود مرة أخرى أن نوجّه تحياتنا الحارة لفخامة الأخ والصديق العزيز، رئيس الجمهورية البرتغالية، صديق المواطنين في موزمبيق. بالأمس فقط، قيل لي إنك تحدثت لمدة ثلاث ساعات في المقهى مع عدد من مواطني هذا البلد. أنت أيضاً صديق لشبكة الآغا خان للتنمية، ولهذا أكدنا على ضرورة تواجدك معنا في حفل الافتتاح هذا لأكاديمية الآغا خان.
لذلك يمكننا القول إنه لشرف كبير أن أكون حاضراً معكم في هذا الحفل الرسمي لافتتاح هذه الأكاديمية وللاحتفال بتاريخ شبكة الآغا خان للتنمية الحافل بالنجاح والنمو في موزمبيق.
أُجدد الدعوة التي سأوجهها إليكم رسمياً حيث سنكون في أغسطس أيضاً بمهمة أخرى في كيليماني.
إنه لشرف عظيم أن نفتتح اليوم أكاديمية الآغا خان في مابوتو، في مدينتنا الجميلة ماتولا بمقاطعة مابوتو. هذه هي الأكاديمية الثانية لشبكة الآغا خان للتنمية التي يتم تنفيذها في بلدنا.
يمثل الحفل الذي حضرناه اليوم شهادة أخرى على أن أجندة شراكتنا التي تركز على التنمية ستكون دائماً أولوية، مع الاهتمام جوهرياً بتنمية رأس المال البشري.
سمو الأمير، نشعر بالتأثيرات الإيجابية للعديد من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تنفذها شبكة الآغا خان للتنمية، والتي تساهم بشكل كبير في تنمية وتقدم موزمبيق بما يتماشى مع برنامج بلدنا للتنمية.
اسمحوا لي أن أذكركم بما تحدثنا عنه بالأمس عندما كنا نحن الثلاثة معاً.
تشكل البنية التحتية أهمية، ولكن الأكثر الأهمية يتمثل في الشراكة مع شبكة الآغا خان للتنمية، والتي على ضوئها سنبني مستشفى في موزمبيق، ما سيُحدث فرقاً، لأنه سيساعد في التقليل من الحاجة للسفر، وبحسب وصف الرئيس مارسيلو، سيكون لهذا المستشفى تأثير إيجابي على تحسين الواقع الصحي هنا.
لذلك، يسعدنا أن نقول إن افتتاح هذه الأكاديمية يُعتبر جزءاً من رؤية بعيدة المدى وجزءاً من تعزيز العلاقات التعاونية الجيدة التي نؤسسها مع شركاء مختلفين يحلمون معنا ببناء مجتمع مزدهر على نحو متزايد.
أعتقد أنكم تعلمون أننا سنوقع مرة أخرى قريباً الاتفاقية التي يجري العمل عليها وستكون هذه الاتفاقية أداة لتعزيز علاقاتنا.
تأتي هذه الأكاديمية ثمرةً لعلاقتنا وشراكتنا مع شبكة الآغا خان للتنمية، والتي قمنا بتعميقها في السنوات الأخيرة، فضلاً عن اهتمامنا بتوسيع مجال نشاطها، وبالتالي نموها. إنني مقتنع بأن موزمبيق لا يمكنها أن تنجح في بناء دولة مزدهرة إلا إذا نجحت في برنامجها لتنمية رأس المال البشري، والذي يتضمن تعزيز الوصول الشامل إلى تعليم جيد قادر على تلبية طلبات سوق العمل من الناحية الكمية، وقبل كل شيء من الناحية النوعية.
نشجع الأنشطة التي طورتها شبكة الآغا خان للتنمية في موزمبيق، مثل الاهتمام ببرامج التنمية الاجتماعية، والخدمات الرامية للترويج للسياحة بوجود إدارة فندق بولانا سيرينا كعلامة مهمة، فضلاً عن الاهتمام بخدمات الإنتاج الصناعي مثل صناعة المنسوجات هنا في ماتولا، ومعهد بيليبيزا الزراعي في مقاطعة كابو ديلغادو، والذي كان للأسف هدفاً لعمل إرهابي.
مع افتتاح هذه الأكاديمية في مدينة ماتولا، أدعو الله أن يكتسب مواطنو بلدي من سكان هذه المدينة ومن أنحاء أخرى من موزمبيق الجميلة ومن العالم المعرفة والمهارات التي ستوفرها هذه المؤسسة التعليمية. يجب أن توظفوا المعرفة والإمكانات الكبيرة التي ستكتسبونها هنا في دفع عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدنا قدماً، إضافةً إلى الاهتمام بتقديم الخدمات للجميع دون تمييز.
أود أن أختم كلمتي بتوجيه الشكر لكل الحاضرين ولكل من عمل وساهم بتتويج نجاح هذا المشروع. كما أود أن أقول شيئاً آخر: يجب أن تستفيد مقاطعة مابوتو من هذه البنى التحتية بطريقة عقلانية ووفقاً لأنظمة هذه المؤسسة. لا نريد لهذه المؤسسة أن تكون مجرد إضافة جمالية للمدينة، بل ونريد أن تخرج المعرفة من هنا.
أتوجه بالشكر الكبير لسمو الأمير رحيم آغا خان من شبكة الآغا خان للتنمية على هذه المبادرة، وأُقدم لك التحية شخصياً وأشكرك أيضاً على حضورك شخصياً فعاليات هذا الحدث ذي الأهمية الكبيرة بالنسبة لسكان موزمبيق.
كما أُوجه الشكر الخاص لأخي فخامة البروفيسور مارسيلو دي سوزا، رئيس الجمهورية البرتغالية، على حضوره المشرف لهذا الحفل، فقد أكدنا يوم أمس على ضرورة توجيه اهتمامنا نحو المشاريع المهمة، والتي من شأنها خلق رفاهية لأولئك الذين هم بأمس الحاجة إليها.
شكراً جزيلاً لكم على اهتمامكم.