Special initiatives for climate-smart health care
للتقليل من انبعاثات غاز الكربون من مرافق مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، يجب في البداية قياس نسبتها. تَبيّن خلال الجهود التي بدأتها مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في عام 2019 أن الأجهزة الحالية المتاحة لحساب نسبة انبعاثات غاز الكربون من قطاعي الكهرباء والنقل تتم بشكل غير دقيق ومدروس.
يتميّز هذا الجهاز بأنه قابل للنقل ليستخدمه أصحاب المصلحة الآخرين داخل قطاع الصحة وفي القطاعات الأخرى غير الصحية. تضمنت مواصفات تصميم الجهاز ما يلي: تصميم جهاز واحد ومتكامل يُستخدم لجميع مجموعات البيانات المتاحة بسهولة، فضلاً عن أنه سهل الاستخدام ولا يتطلب مهارات أو خبرات مسبقة في هذا المجال، إضافةً إلى أنه يعمل بطريقة تُعلّم وتُثقّف المستخدمين، وتوفّر معلومات تتعلق بالتكلفة ولوحات المعلومات التشخيصية للمساعدة في تحديد النقاط الفعالة وإبلاغ المستخدمين بالإجراءات الضرورية لتصحيح الأخطاء.
For further information on the tool for calculating the carbon footprint
لمزيد من المعلومات حول الجهاز أو نهجنا، يرجى الاتصال بـ: healthcarbonfootprint@akdn.org
يتمتع المهندسون المعماريون والمهندسون العاملون في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بتقليد طويل الأمد في العمل والتعاون معاً لبناء مرافق تتميّز بالقدرة على مواجهة أسوأ الأحوال الجوية، وتستفيد بشكلٍ كامل من الإضاءة الطبيعية والتهوية. في المقابل، تساهم تلك الميزات في التقليل من احتياجات الطاقة للتدفئة والتبريد والإضاءة، إضافةً إلى أن المرافق الجديدة تهدف لتلبية متطلبات التميّز في التصميم للحصول على شهادة بكفاءات أكبر.
يقوم المهندسون فيما يتعلق بالمشاريع الحديثة حيث تلعب المساحة دوراً هاماً بتطبيق تقنيات تسهم في تجميع مياه الأمطار للاستفادة منها إلى أقصى حد، إضافةً إلى استخدام المياه المُعالَجة لغسل المراحيض وسقاية الأراضي. تحتوي بعض المرافق على محطات تناضح عكسي (لتحلية مياه البحر) لإنتاج مياه للشرب عالية الجودة، ما يحدّ من الحاجة لنقل مياه الشرب، والتي لها تكلفة باهظة الثمن على البيئة. تم وضع الخطط لتطبيق وتنفيذ كافة تلك الميزات في جميع المواقع على نحوٍ تدريجي. وعند توفر الإمكانية، ولا سيّما في المشاريع الكبيرة، يتم تشغيل المولدات والمعدات الأخرى من أجل تسخين المياه والحصول على التدفئة التكميلية (إستراتيجية يلجأ إليها الأشخاص لتدفئة أماكن معينة فقط من المنزل نظراً لارتفاع أسعار الطاقة).
وفي مجال الطاقة الشمسية، استثمرت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية عملياً في هذا المجال في عام 2016 في أفغانستان، عندما تعاونت مع شركائها في بناء المستشفى الجديد في باميان آنذاك. ونظراً لبعد المستشفى عن الشبكة الكهربائية، توجّب الوصول لحلول إبداعية في مجال الطاقة، حيث بدا الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية واعداً ومبشّراً بالنجاح على المدى الطويل، رغم أن التكاليف المقدّرة للتركيب مرتفعة للغاية، ولكن التوقعات تستحق المتابعة. وما إن تم الحصول على التمويل، تم تركيب نظام للطاقة الشمسية بقدرة 400 كيلو واط، والذي كان يعتبر آنذاك أكبر نظام تقوم به شبكة الآغا خان للتنمية. لحسن الحظ، نجحت التجربة على نحوٍ أفضل بكثير مما كان متوقعٌ. توفر فصول الصيف في هذه المنطقة ما يصل إلى 14 ساعة من ضوء الشمس يومياً. وقد تعلمت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية من خلال هذه التجربة أن المستشفيات تستهلك معظم ما تحتاجه من الطاقة أثناء النهار (حيث يقتصر الاستخدام الليلي على الإضاءة والعمليات الطارئة)، وعلى هذا النحو، تُعدُّ الطاقة الشمسية حلاً جيداً، ولا سيّما لعمليات الرعاية الصحية. من الناحية المالية، سوف يستغرق الأمر حوالي 6 سنوات لاسترداد تكاليف الاستثمار في مستشفى باميان، حيث توفر الطاقة الشمسية حالياً 50-60% من جميع احتياجات الطاقة. ونظراً لأن الأنظمة تولّد طاقة أكثر مما يمكن توفيرها أو الاحتفاظ بها، فإن الخطط جارية لإضافة المزيد من البطاريات الجيدة، الأمر الذي سيقلل من استخدام الوقود الأحفوري بشكل أكبر.
تستكشف كافة المرافق التابعة لمؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بعد نجاح التجربة في باميان الخطوات المستقبلية وتهدف للاستفادة إلى أقصى حد من الطاقة الشمسية.
تشمل المشاريع الحديثة تحديث أحد المرافق القديمة في مركز الآغا خان الصحي الشامل في سينغال بشمالي باكستان، إضافةً لمركز الآغا خان الصحي للتوعية في كوز، مومباسا. تتضمن التصميمات المتعلقة بالتوسعات المقترحة في مركز الآغا خان الطبي في غيلغيت، باكستان، ومستشفى الآغا خان في كيسومو، كينيا، أيضاً الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية. تشمل الخطط الحالية أيضاً إنشاء نظام يعمل بالطاقة الشمسية باستطاعة 40 كيلو واط في مركز الآغا خان الطبي في موانزا، تنزانيا، ونظاماً مشابهاً لمركز الآغا خان الطبي في سلمية، سوريا. هذا وتتراوح تقديرات احتياجات الطاقة الشمسية بالنسبة لهذه المشاريع من 40% إلى 90%، مع توقعات باسترداد التكاليف بين خمس إلى ثمان سنوات. تتوقع مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية الحصول على نتائج أفضل في المستقبل مع استمرار انخفاض أسعار تركيب أجهزة الطاقة الشمسية والتحسّن في مجال التكنولوجيا. بينما تعمل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في المناطق التي تفتقر لأشعة الشمس، مثل شمالي باكستان، على استكشاف نماذج أولية مثل الاستثمار في مجال الطاقة الحرارية الأرضية.
فازت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بجائزتين عن مشاريعها في مجال الطاقة الشمسية، واحدة من صندوق الأمير صدر الدين آغا خان للبيئة، وجائزة الوصول إلى الطاقة عن المركز الصحي في سينغال في شمالي باكستان، والمركز الطبي في موانزا، تنزانيا، على التوالي.
نظراً لاستخدام المستشفيات والمنشآت الصحية المحارق لحرق النفايات الخطرة، تولي مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية عنايةً خاصة لهذا المجال، حيث قدمت تدريبات خاصة للتأكد من أن عمليات الحرق تتم عبر أكثر الطرق كفاءةً في استخدام الطاقة، فضلاً عن ضرورة التأكد من مراعاتها شروط الحفاظ على البيئة. يُذكر أنه لولا التدريبات والدعم الذي قدمته المؤسسة للمشغّلين، لقاموا بحرق كميات كبيرة من النفايات أكثر مما ينبغي.
ونظراً للممارسات السيئة التي يتم إتباعها عموماً في هذا المجال، بدأت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية تخصيص مساحة خالية في محارقها لمرافق صحية أخرى. ففي مركز غيلغيت الطبي في شمالي باكستان، يقدم المركز خدمات الحرق للعمليات الصحية الخاصة، إضافةً للمستشفى الحكومي الإقليمي. ومن خلال هذا التعاون، حصل جميع الشركاء على نتيجة تمثلت في إدارة أفضل للنفايات. يجري تركيب محرقة أخرى لتوسيع تقديم تلك الخدمات إلى عدة مرافق في ثلاث مناطق ضمن نطاق 100 ميل، إضافةً للتوسع في تطبيق أفضل الممارسات ضمن هذه العملية. تدرك مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية أن الفوائد البيئية تفوق بكثير تكلفة نقل النفايات إلى هذا المرفق المركزي، وتأمل المؤسسة مواصلة جهود التوسّع، وضرورة انتهاج أفضل الممارسات في إدارة النفايات وحرقها داخل البلدان التي تعمل فيها.
مع التحسينات الحاصلة في مجال التكنولوجيا، تستبدل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية الوحدات القديمة بوحدات مصممة بشكل أفضل من حيث استهلاك الطاقة والتقليل من تلوث الهواء. تتواجد أحدث منشآت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في دار السلام، وهي إحدى المنشآت التي تتمتع بأرقى التصاميم ذات الكفاءة في استهلاك الوقود، والمخصصة لحرق النفايات الطبية والمحلية والحيوانية، ومن المتوقع ألا تؤدي لحدوث تلوث مباشر. على سبيل المثال، عند حرق 200 كغ من المواد خلال ساعة واحدة، فمن المتوقع حدوث الانبعاثات التالية: "نسبة انبعاث غاز ثاني أُكسيد الكربون 5%، الأوكسجين 6%، الماء 29%، النتروجين 54%، الدخان 0%، والروائح 0%.
تساهم العديد من أدوية التخدير على نحوٍ كبيرٍ، كما هو معروف، في زيادة انبعاثات غاز ثاني أُكسيد الكربون خلال تقديم الرعاية الصحية. بالإضافة لكونها غازات تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، تُعد بعض غازات التخدير أيضاً مواد مستنزفة لطبقة الأوزون، الأمر الذي يسبب حدوث سرطان الجلد، ولهذا يبحث العاملون في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية عن طرق للتقليل والحد من انبعاثات الغازات من تلك المنتجات.
يعمل موظفو مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بنشاط على الحد من آثار تلك الغازات من خلال:
• التحول قدر الإمكان من استخدام الغازات ذات النسبة العالية من الكربون أو الغازات المستنزفة لطبقة الأوزون إلى بدائل تصدر القليل من غاز الكربون، وتتميّز بأنها أكثر صداقة مع طبقة الأوزون.
• العمل على الحد من استخدام أُكسيد النيتروس واستبداله بالأكسجين أو الهواء الطبي خلال العمليات الجراحية.
• زيادة استخدام أدوية التخدير منخفضة التدفق (أسلوب تخدير عن طريق الاستنشاق) للتقليل من كمية الغازات المستخدمة.
• استخدام بدائل للغازات المفلورة (غازات من صنع الإنسان وتساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتحتوي على الفلور)، مثل التخدير الوريدي.
• العمل قدر الإمكان على التحكم بالغازات المخدرة وإعادة استخدامها.
تقوم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في جميع الحالات بدراسة طرق لاستخدام تلك الغازات بحكمةٍ، إضافةً لقيامها بتجربة استخدام تقنيات جديدة تقلل من استهلاك تلك الغازات ولكن دون المساس بموضوع السلامة. يؤدي إجراء مثل تلك التغيّرات في كثير من الحالات، وليس كلها، إلى التقليل من التكاليف أيضاً.
يقوم عدد من أطباء التخدير في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية على تنفيذ وإجراء التغيّرات ومشاركة الدروس المستفادة عبر الشبكة، إضافةً لسعي المؤسسة لإجراء حوارات مع أطباء التخدير في القطاعين الخاص والعام لتوفير الفرص الرامية لتبادل المعلومات المتعلقة بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ومعرفة كيفية مساهمة غازات التخدير باستنزاف طبقة الأوزون من أجل تبنّي أفضل الممارسات على نطاق أوسع.
يوضح الجدول أدناه الآثار النسبية لغازات التخدير، حيث يتم إجراء مقارنة حول إمكانية مساهمة الغازات في استنزاف طبقة الأوزون، ويأتي في مقدمتها غاز الفريُّون 11 (كلوروفلوروكربون)، إضافةً إلى إظهار إمكانية مساهمة الغازات الأخرى بظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، والتي يأتي في مقدمتها غاز ثاني أُكسيد الكربون.
| إمكانية استنزاف غاز الفريون 11 لطبقة الأوزون | إمكانية مساهمة غاز ثاني أُكسيد الكربون في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي |
غاز الفريون 11 | 1 |
|
ثاني أُكسيد الكربون |
| 1 |
الهالوثان | 1.56 | 50 |
إنفلوران | 0.04 | 816 |
الأيزوفلورن | 0.03 | 510 |
ديسفلوران | 0 | 2540 |
السيفوفلوران | 0 | 130 |
أُكسيد النيتروس | 0.017 | 265 |
رغم أن الهالوثان ليس من الغازات القوية جداً المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أنه يُعد من المواد القوية المستنزفة لطبقة الأوزون، وبالتالي، يتم العمل على استكشاف طرقٍ للحد من استخدامه. يُعد أيضاً غاز أُكسيد النيتروس من الغازات القوية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، فضلاً عن تأثيره على استنزاف طبقة الأوزون. ونظراً للكميات الكبيرة المستخدمة من غاز أُكسيد النيتروس، فإنه يساهم بشكل كبير في استنزاف طبقة الأوزون وحدوث التغيّرات المناخية، وهو يشكّل بالتالي مصدر قلقٍ كبيرٍ أيضاً.
من المعروف أن العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تعمل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، يشكّل فيها تلوث الهواء مشكلةً، ولكن ما هو غير معروف يتمثل في حقيقة أن بعض المواد المستخدمة لعلاج أمراض الجهاز التنفسي يمكن أن تساهم في حدوث التغيّرات المناخية.
ولحسن الحظ، ثمة بدائل. تمتلك بعض أجهزة الاستنشاق مواد دافعة، وهي تعتبر أفضل من غيرها في إيصال نفس النوع من الأدوية، إما لأنها تستخدم مواد دافعة أقل أو أقل ضرراً، وفي معظم الحالات، يمكن لأجهزة الاستنشاق القائمة على المسحوق الجاف أن تكون فعالة من الناحية السريرية وذات تأثير قليل على البيئة. ولهذه الأسباب، يشجّع 90% من الأطباء في السويد خلال وصفاتهم على استخدام أجهزة الاستنشاق بالمسحوق الجاف.
تلتزم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بالحد من مساهمتها في تلوث الهواء والتقليل من تأثيرات غاز ثاني أُكسيد الكربون خلال تقديم الرعاية المتعلقة بأمراض الجهاز التنفسي، إضافةً إلى:
• الحد من مساهمة كافة عملياتها في زيادة تلوث الهواء (على سبيل المثال، انتهاج أفضل الخيارات الذكية في استخدام الوقود وممارسات الحرق في المرافق الصحية).
• مراجعة كيفية كتابة وصفاتٍ بأجهزة الاستنشاق وصرفها واستخدامها (في كثير من الأحيان لا يتم استخدام أجهزة الاستنشاق بشكل كامل أو صحيح، ما يقلل من فوائدها الصحية، ويؤدي إلى تشكيل نفايات غير ضرورية).
• تفضيل استخدام بدائل لأجهزة الاستنشاق الخالية من الكربون أو من المواد الدافعة حيثما أمكن من الناحية السريرية.
• التخلص من أجهزة الاستنشاق بطريقة آمنة بيئياً.
بدأت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بفحص أجهزة الاستنشاق التي كانت تشتريها في عام 2019 إلى جانب قيامها ببرنامج تعليمي لتنبيه الأطباء والصيادلة حول التأثيرات النسبية لأجهزة الاستنشاق المختلفة. هذا وتم إنشاء نظامٍ لتتبع عمليات الشراء والوصفات الطبية في عام 2020 بهدف إجراء تغييرات وتخفيضات قدر الإمكان. تعتزم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في البلدان التي تعمل فيها على تبادل المعلومات مع المهنيين الصحيين في القطاعين العام والخاص، والتي تتعلق بانبعاثات غاز ثاني أُكسيد الكربون في أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المضغوطة والبدائل عنها.
يمكن رؤية مجموعة من تأثيرات الكربون على نحو تقديري في العديد من أجهزة الاستنشاق الشائعة أدناه:
جهاز الاستنشاق | الجرعة | المادة الدافعة | إمكانية مساهمة المادة الدافعة باستخدام غاز ثاني أُكسيد الكربون في ظاهرة الاحتباس الحراري | انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من المادة الدافعة في كل جهاز على نحو تقديري |
فينتولين إيفوهالر | سالبوتامول | HFA134a | 1300 | 24 كغ (يقدر بـ 18.5 غرام من المادة الدافعة |
سلامول إيزي- بريذ | سالبوتامول | HFA134a | 1300 | 10 كغ (يقدر بـ 7.5 غرام من المادة الدافعة) |
فلوتيفورم | فلوتيكازون بروبيونات / فورموتيرول فومارات | HFA227ea | 3350 | 37 كغ (يقدر ب 11 غرام من المادة الدافعة) |
سيمبيكورت تربوهيلر | بوديزونيد/فورموتيرول فومارات | بلا مسحوق | 0 | 0 كغ |
رغم أن للتغذية دور مهم جداً في تحسين الصحة، إلا أنه ثمة وعيٌ قليل حول التأثيرات الكبيرة للغذاء على الاستدامة البيئية.
يواجه العالم أيضاً تحدياً هائلاً يتمثل في إطعام عدد متزايد من السكان، إضافةً إلى أن العديد من البلدان التي تعمل فيها مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية تعاني بالفعل من نقص في نسبة الأراضي والمياه. تشير ظاهرة الاحتباس الحراري المضافة لتلك الضغوط الحالية إلى أن انعدام الأمن الغذائي سيشكّل مشكلةً متزايدةً. لهذا وفي ظل هذه الحقيقة، ثمة أدلة كثيرة على المشاكل الحاصلة في مجال الغذاء مع انتشار التقزم على نحو واسع، فضلاً عن السمنة المتزايدة وأمراض القلب والسكري. تشير عمليات التفكير الحالية إلى أن حجم التغييرات المطلوبة نتيجةً لأسباب تتعلق بالصحة والاستدامة تتحقق بشكل أفضل من خلال المستهلكين، إضافةً لمنح الاهتمام بمجال الخلق والابتكار بدلاً من الاعتماد على المورّدين.
استرشدت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في دراستها المتعلقة بعروض الطعام في مستشفياتها بالنتائج التي توصلت إليها "لجنة إيت لانسِت" 'EAT-Lancet Commission' (وتهتم بالغذاء والكوكب والصحة وتضم 37 عالماً من رواد العالم من جميع أنحاء العالم للإجابة على السؤال التالي: هل يمكننا إطعام 10 مليار شخص في المستقبل بنظام غذائي صحي داخل حدود الكوكب؟( (https://eatforum.org/eat-lancet-commission/) والتي تروّج لنظام "غذائي شبه نباتي".
يمثل مصطلح "النظام الغذائي شبه النباتي" (النظام الغذائي المرن) مزيجاً من كلمتي "مرونة" و "نباتي". يهتم هذا النظام الغذائي بعدم تناول اللحوم المصنّعة، إلى جانب تناول كميات صغيرة من اللحوم الحمراء (حصة واحدة في الأسبوع)، وكميات معتدلة من الأطعمة الأخرى ذات المصدر الحيواني (الدواجن والأسماك ومنتجات الألبان)، فضلاً عن تناول كميات كبيرة من الأطعمة النباتية (الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات).
بدأت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية بحثها عن طرق لتعزيز الخيارات الغذائية الصحية المستدامة، والتي لها فوائد مشتركة على الصحة والبيئة وذات أسعار معقولة بشكلٍ عام، وهو أمرٌ يشكّل أهميةً كبيرةً على نحوٍ خاص للمجتمعات التي نقدم لها الخدمات.
بدأت بالفعل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية القيام بإصلاحات في عدد من مرافقها الصحية، حيث قام موظفو المطبخ في مستشفيات مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في كينيا وتنزانيا وطاجيكستان في عام 2020 وكجزءٍ من التجربة بمراجعة قوائمهم بدعمٍ من أخصائيي التغذية واستخدموا آلة حاسبة خاصة بالطعام (تم تطويرها محلياً) للإشارة إلى معدلات الكربون في المواد الغذائية ولتتبع فضلات الطعام. وقد ظهر بشكلٍ واضحٍ أن البدائل الصحية ممكنة، ما أدى أيضاً إلى التقليل من الاعتماد على المنتجات كثيفة الكربون بشكلٍ كبيرٍ، وتحديداً اللحوم ومنتجات الألبان والأسماك والزيوت، فضلاً عن الأطعمة المصنّعة والمجمّدة. ونتيجةً لهذه البيانات والمعلومات الداعمة الإضافية، تم إجراء التغييرات التالية:
• قُلّلت كمية فضلات الطعام على نحوٍ كبيرٍ تقريباً عبر القيام بمجموعة من عمليات الشراء الحكيمة، إضافةً للاهتمام بتوقيت تناول الوجبات استجابةً لعمليات الطلب وإعادة تدوير نفايات الطعام لتحويلها لسماد وأعلاف للحيوانات، والتي يُؤخذ الكثير منها للمنازل من قبل الموظفين وكذلك المزارعين.
• تم تخفيض كمية اللحوم ومنتجات الألبان بشكلٍ كبير.
• تم التخلص من المشروبات الغازية إلى حدٍ كبيرٍ نتيجةً للاعتماد على عصائر الفاكهة، إضافةً إلى الامتناع عن تقديم الوجبات الخفيفة المقلية التي تحتوي سكريات. ثمة أيضاً تركيزٌ أكبر للاعتماد على المنتجات المخبوزة والمطبوخة على البخار.
• حَلّت الأغذية الطازجة محل المنتجات المجمّدة والمعلّبة، والتي ساهمت، بصرف النظر عن فوائدها الصحية، في التقليل من احتياجات الطاقة للتبريد والتجميد.
• تشجيع الحصول على الغذاء محلياً بشكل متزايد وذلك من خلال الاعتماد على مجموعة من المزارعين والمنتجين، الذين يتم فحصهم منتجاتهم محلياً مع منح اهتمام أكبر للمنتجات الموسمية.
• تتم مشاركة المواد لتثقيف المرضى والموظفين حول الأنظمة الغذائية المفيدة للصحة وكوكب الأرض.
• تم التخلص تدريجياً من جميع أدوات المائدة والأواني الفخارية والبلاستيكية والتي تستخدم لمرة واحدة.
• أدّت التغييرات في نوعية الطعام إلى زيادة مستوى الوعي عند الموظفين والمرضى.
تأمل مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية من الآن فصاعداً تنفيذ هذه الإجراءات والتغييرات في جميع وحداتها الصحية. وهي تود إجراء حوار مع البلديات المحلية لمتابعة ومناقشة وسائل العمل مع أصحاب المصلحة بهدف زيادة الاهتمام بإعادة تدوير الأغذية والتقليل من مكبّات النفايات. تشكل حالياً مخلفات الطعام على سبيل المثال في إحدى المناطق في كينيا، والتي تعمل فيها مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، حوالي 20% من مكبات النفايات.
تخطط مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية أيضاً مناقشة فوائد الأنظمة الغذائية شبه النباتية مع المجتمعات المحلية، إضافةً إلى تشجيع القيام بتغيّرات في الإجراءات المتعلقة بتربية الحيوانات والممارسات الزراعية. كما تخطط المؤسسة لزيادة الاستعانة بالمصادر والموارد التي يقدمها المنتجون المحليون للمساعدة في خلق فرص العمل. كما يدعو الطهاة نظرائهم من المرافق الحكومية والفنادق لمشاركة ما يتعلمونه.