أنت هنا

أنت هنا

  • In Mumbai, prior to the COVID-19 lockdown, a teacher helps her Class 4 students at Diamond Jubilee High School.
    AKDN / Jean-Luc Ray
مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية
الاعتناء ببعضهم البعض، النمط الهندي

تقدر منظمة اليونسكو أن أكثر من 63 مليون معلم تأثروا بجائحة كوفيد-19 (كورونا) الطارئة، مع إغلاق مدارسهم ومحاولة طلابهم التعلم من المنزل. تعمل مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية على ضمان قدرة معلميها وموظفيها على إتباع نصائح منظمة الصحة العالمية: البقاء على اتصال، والحفاظ على نمط حياة صحي، والاستمتاع بما لديكم وطلب المساعدة إن احتجتم إليها.

اسأل أي شخص من طلاب مرحلة ما قبل المدرسة وخريجي الجامعات، وعمال المكاتب والموسيقيين عن الأشياء التي يفتقدونها خلال القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19 (كورونا)، وسيخبرك معظمهم أنهم يفتقدون للتواصل البشري. ورغم أن المكالمات عبر تطبيق "فيس تايم" و"زووم" وإجراء محادثة عبر الهاتف هي أفضل من لا شيء، فإننا نتوق إلى الوقت الذي يمكننا فيه ببساطة أن نكون معاً مرةً أخرى.

للتباعد الاجتماعي والعزلة تأثير على الرفاهية والصحة العقلية، وهذا يزداد أهمية في وسائل الإعلام والنقاش العام مع استمرار عمليات الإغلاق وزيادة الصعوبة في الحفاظ على الروابط بيننا.

أخذ فريق مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في الهند النصائح المتعلقة بالرفاهية على محمل الجد، وقام بوضع مجموعة من الأنشطة للقيام بذلك، حيث حافظ 550 موظفاً على التواصل مع بعضهم البعض، وقاموا بمشاركة ما يفعلونه، ما جعلهم يشعرون بالسعادة.

جنباً إلى جنب مع إجراء التجارب والتأكد من صحتها، فإن قضاء الأوقات الممتعة والرائعة تعتبر جزءاً من الإستراتيجية. تتراوح التكتيكات بين نشر "رسائل تحفيزية يوم الاثنين"، وإرسال معلومات موثوقة تتعلق بالصحة العقلية أثناء تفشي جائحة كوفيد-19 (كورونا)، وتقديم نصائح حول العمل بكفاءة من المنزل وإعطاء نصائح عن ممارسة رياضة اليوغا. تقوم مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في الهند بإجراء تجارب على برامج التعريف الافتراضية للموظفين الجدد.

يعمل جميعهم ضمن المجموعة، إضافةً إلى أنهم يقومون بالتقاط صور سيلفي لما يفعلونه من مسابقات في المنزل.

أسفرت المنافسة الشعبية والتقاط صور سيلفي لما يقومون به في المنزل عن مشاركة 150 شخصاً. شهد أسبوع الامتنان سيلاً كبيراً من بطاقات الشكر المتبادلة، وأنتج قائمة كبيرة وطويلة من الأشخاص والأماكن والإجراءات التي يعبر من خلالها الموظفون عن امتنانهم لهذا الوقت من الإغلاق. وقد وجد قادة مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في الهند طريقةً للاحتفال بعيد الأم علناً مع زميلات يشاركن صورهن مع أطفالهن.

تقول آشا جوزيف، وهي معلمة في مدرسة اليوبيل الماسي الثانوية في حيدر آباد، "لقد منحتنا فترة الإغلاق الشعور بأهمية الأسرة، وأننا متحدون حتى في هذه اللحظات الصعبة. بينما قال شاشانك سود، المنسّق في مكتب غوجارات الإقليمي: "لقد ساعدت رسائل البريد الإلكتروني كثيراً في التعامل مع الأمر عند العمل من المنزل، حيث تعرفنا على المهام وكيفية القيام بها، فضلاً عن إجراء التمارين، والنصائح المتعلقة بتحسين الاتصالات، إضافةً إلى أنهم حفّزوني وساعدوني للحصول على آخر المستجدات المتعلقة بالوباء الحالي ".

لكن الروابط الشخصية هي التي كسبت قلوب المعلمين وأجبرتهم على المشاركة والانخراط.

لقد أحدثت إشارات بسيطة في جعل العالم مختلفاً، حيث تم جدولة محادثات منتظمة غير متعلقة بالعمل بين الموظفين أثناء احتساء الشاي أو القهوة، ويمكن عرض المواهب المخفية أو مشاركة الإحباطات، أو الاحتفال بأعياد الميلاد عبر تطبيق "زووم"، أو حتى مشاهدة حفلات التنكر الغريبة، حيث ارتدوا خلالها القبعات ووضعوا المناديل المزينة بالرسوم وشرائط الشعر. هذه التفاعلات السهلة والسريعة والمتكررة تقلل من مشاعر العزلة وتبقي الناس على اتصال.

وقد كان لإحدى الاستراتيجيات الرئيسية تأثير عميق على الروح المعنوية، حيث قام فريق متعدد الوظائف، ومن ضمنهم الرئيس التنفيذي وكبار المدراء، إضافةً إلى موظفين من قسم الموارد البشرية والمالية والاتصالات التابعون للمكاتب الإقليمية لمؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في الهند، بإجراء اتصالات عبر الهاتف والتحدث شخصياً مع كافة المعلمين والمدراء للاطمئنان على صحتهم وعن أخبار أُسرهم.

بدورها قالت حميدة فكرني، معلمة في ثانوية "النجم الصغير" (ليتل ستار) في أديلاباد: "لقد شعرت بسرور بالغٍ عندما تلقيت اتصالاً من أعضاء الفريق، حيث أبدوا قلقهم بشأن سلامتنا. إن تمنياتهم لنا بالسلامة والصحة خلال أوقاتنا الصعبة منحتنا الشجاعة، وجعلنا اتصالهم نشعر بالراحة والسعادة."

من جانبها، عبّرت شارميلا نايكر، معلمة في مدرسة الآغا خان في سيدبور، عن مشاعر مماثلة، وقالت: "لا أعرف عدد المؤسسات التي تهتم برفاهية أسرة أحد الموظفين خلال هذه الحالة التي لا يمكن التنبؤ بها، لكنني كنت مندهشةً، وقد شعرت بسعادةٍ كبيرةٍ عندما تلقيت المكالمة. من الطبيعي أن تهتم بنا عائلتنا أو أصدقاؤنا أو أقاربنا أو جيراننا، لكنها أول تجربة في حياتي أشعر خلالها باهتمام إدارة العمل بسلامة وأمن موظفيها بهذه الطريقة ".

يخبرنا البحث أن الحفاظ على نشاط عقولنا وتعلم مهارات جديدة يساهم أيضاً في الحفاظ على الصحة العقلية الجيدة، لذلك ركز فريق مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في الهند على التطوير المهني المستمر لموظفيها، حيث تم إجراء ندوات عبر الإنترنت حول اليقظة أو إدارة الوقت، والبحث عبر الإنترنت، والأهم من ذلك، تم ربط كل معلم بموجّه التكنولوجيا.

"يقوم الموجهون بتقديم الدعم والتوجيه للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور في تبنّي تقنيات جديدة مثل تطبيقات "زووم"، و"صيغ إم إس"، و"تينو"، و"بادليت"، وهانغأوتس"، و"ويبكس"، وما إلى ذلك. يقوم الموجّهون بتوجيه الرسائل ويرسلون الروابط، فضلاً عن إنشاء دروس وتعليمات بصيغة "بي.دي.إف"، ومكالمات الفيديو. قال جيريدار ريدي، مدير مدرسة الآغا خان في موندرا: "إنهم يستمتعون بمساعدة المعلمين والطلاب والآباء. ويتعلم الموجهون أكثر من الطلاب والمعلمين لأنهم يتحرّون عن كل تساؤلٍ وشكٍّ."

وقد تمثلت أحدث فكرة جاءت من فريق الرفاهية في منح الشهادات الإلكترونية للتعبير عن التقدير للموظفين الذين قاموا بأعمالٍ للتصدي لجائحة كوفيد-19 (كورونا)، وقد كانت أعداد المرشحين كبيرة.