تنشط مؤسسة الآغا خان في أفغانستان منذ عام 2002، حيث تقوم بتنفيذ أنشطة الحوكمة التشاركية وإدارة الموارد الطبيعية وغيرها من النشاطات.
ويتماشى هذا النهج بطريقةٍ جيّدة مع التزام مؤسسة الآغا خان بإشراك المجتمعات من أجل تعزيز الملكية والاستدامة على المستوى المحلي. ويغطي إعداد برنامج التضامن الوطني الذي تقوم به مؤسسة الآغا خان حالياً ما يزيد عن 1500 من مجالس التنمية المجتمعية الموجودة في 28 منطقة تنتشر في خمس مقاطعات. وقامت مؤسسة الآغا خان بتصميم وتنفيذ برنامج التضامن الوطني الأكبر لتسريع وتعميق قدرات التنمية الخاصة بمجالس التنمية المجتمعية، وذلك عبر تضمين التدريبات المتخصصة في مجال تحديد المناطق الفقيرة، والوعي الجنسي والتخفيف من حدة النزاع في عمل البرنامج. ويجري حالياً دمج العديد من هذه المكونات في الخطط الوطنية لبرنامج التضامن الوطني، فضلاً عن تطبيق الشركاء لها في جميع أنحاء الدولة.
كما قامت مؤسسة الآغا خان ببناء قدرات كبيرة مع لجان تنمية المجموعات، وجمعيات تنمية المناطق، ومكاتب المحافظات الإقليمية، والإدارات الرئيسية في المقاطعات على مستوى قضايا مماثلة لمشاركة المجتمع في إعادة التشجير والتحاق الفتيات بالمدارس. ويأتي ذلك في إطار إدراك المؤسسة لحاجة العديد من قضايا التنمية إلى تعاونٍ يتجاوز مستوى القرية. ووصلت مؤسسة الآغا خان عبر هذه الأنشطة إلى ما يزيد عن ثلاثة ملايين شخص يعيشون في 55 منطقة مستهدفة، حيث تم القيام بذلك بفضل بدعم تمويلي من الحكومة الأفغانية ومن ألمانيا والولايات المتحدة والنرويج.
تعد التدخلات التي يتم القيام بها في قطاع الزراعة من العوامل الأساسية للحد من معدلات الفقر، خاصةً إذا ما علمنا أن حوالي 80% من السكان الأفغان يعتمدون في حياتهم على الزراعة. وشهدت الأعوام العشرة الماضية انتقال برنامج الزراعة وإدارة الموارد الطبيعية التابع لمؤسسة الآغا خان من توزيع السلع الزراعية إلى أنشطةٍ أكثر استدامة أدت إلى زيادة الإنتاج وتحسين الأمن الغذائي، بالتزامن مع تزويد المزارعين المحليين بقدرةٍ أكبر على التواصل مع الأسواق.
وقامت مؤسسة الآغا خان منذ عام 2003 بدعم 35 من مزودي المدخلات الخاصة الذين باتوا مستدامين بالكامل ويساهمون في توفير الأصناف المحسنة من البذور، والأسمدة، ومبيدات الآفات، والمعدات الزراعية، والتدريب والخدمات الفنية (كالتقليم) لما يزيد عن 400 ألف مزارع سنوياً. وتعمل ﺗﺳﻌﺔ ﻣشاتل أساسية، تمت خصخصتها بالكامل، على أنواع مختلفة تزيد ﻋن 80 ألف من اﻷﺷﺟﺎر واﻟﺷﺗﻼت اﻟﻣﺣﺳﻧﺔ لأﮐﺛر ﻣن ألف ﻣزارع سنوياً. وساهمت هذه التدخلات منذ عام 2005 في زيادة معدّل إنتاجية القمح (بنسبة 58٪) والبطاطا (بنسبة 25٪) والتفاح (بنسبة 116٪) والخضراوات (بنسبة 25٪).
ويجري تنفيذ أعمال تنمية مهارات الزراعة داخل المزارع عبر مدارس المزارعين الميدانية ومجموعات التطوير التكنولوجي التشاركية، والمحاولات المتكاملة لإدارة المحاصيل، والبساتين الإرشادية، وقطاعات المحاصيل الحقلية. وتتيح هذه التدخلات للمزارعين تبادل الخبرات المرتبطة بالأصناف المحسنة والتكنولوجيات الجديدة. وتركز مؤسسة الآغا خان حالياً على تدريب موظفي الإرشاد الحكومي بهدف تقديم التدريب للمزارعين عبر مدارس المزارعين الميدانية.
كما قامت مؤسسة الآغا خان بتقديم دعم كبير لمراكز البحوث الزراعية الحكومية في ثلاث مقاطعات، وأربعة مختبرات مخصصة لمكافحة الآفات البيولوجية وتغطي منطقة البرنامج، فضلاً عن مختبر متخصص في فهرسة الفيروسات بكابول. وتجدر الإشارة إلى نقل إدارة معظم هذه المؤسسات إلى الحكومة. وفي إطار الجهود الرامية لتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، قامت مؤسسة الآغا خان بتدريب مجالس التنمية المجتمعية على تنفيذ خطط موارد الملكية المشتركة في عموم منطقة البرنامج.
وتضاف إلى هذه الخطط تدابير استصلاح الأراضي والمراعي وتجمع الأمطار. واستفاد من هذه التدابير 23 من جمعيات مستخدمي المياه، و63 من لجان إدارة المراعي و7 من لجان إدارة مناطق تجمّع الأمطار في خمس مقاطعات. وعادت هذه الإجراءات بالفائدة على 630 ألف شخص، في ظل استصلاح وسقاية 40 ألف هكتار من الأراضي لتأمين الاستخدام الأفضل للموارد.
كما قامت مؤسسة الآغا خان بإنشاء 35 مركزاً لتنمية الثروة الحيوانية، علماً بأنه تم تخصيص 80% منها بالكامل. ووفرت هذه المراكز مع 140 من وحدات حقول تنمية الثروة الحيوانية المرتبطة بها إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة الحيوانية لأكثر من 1.2 مليون شخص. وأبلغ مزارعو المواشي في المناطق المستهدفة عن انخفاض معدل وفيات وأمراض الحيوانات بنسبة 65%. كما أشار المزارعون إلى زيادة إنتاج الحليب واللحوم بنسبة تتراوح بين 35 و40 بالمئة، بالتزامن مع زيادة حجم القطعان بنسبة 25% خلال الأعوام الخمسة الماضية.