تركز مؤسسة الآغا خان في الهند بالشراكة مع وكالتها الشقيقة، برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية، على دعم التنمية الاقتصادية للمجتمعات المهمّشة وحماية البيئة، وذلك من خلال المناهج المجتمعية لإدارة الموارد الطبيعية ودعم سبل العيش على مستوى القرية، إضافة إلى تركيزها الخاص على تسهيل الحصول على التعليم على المستويين الرسمي والوطني. ويعمل البرنامج حالياً في أكثر من 2800 قرية، حيث يستفيد منه بشكل مباشر قرابة 1.6 مليون شخص في ولايات بيهار، غوجارات، مادهيا، براديش، وأوتار براديش.
يعتبر تعبئة المجتمع ومشاركته محوراً أساسياً لنهج مؤسسة الآغا خان، حيث تضمن، بهذه التعبئة، الملكية المحلية واستمرارية تدخلات برنامجها. تركز مؤسسة الآغا خان في الهند، بالشراكة مع برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية، على تطوير وتعزيز استمرارية عمل مؤسسات المجتمع، وضرورة توحيد هذه المجموعات، بحيث تكون أكثر قدرة على التواصل مع برامج الحكومة المحلية للحصول إلى الاستحقاقات والخدمات العامة.
كما تعمل المؤسسات المحلية على مستوى القرى الثانوية والقرى والمدن، وبالتعاون مع مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية، على تعزيز بناء القدرات الفنية والمؤسساتية، إضافة إلى تعزيز العلاقات مع الإدارات الحكومية والبانشايات (مصطلح هندي يشير للحكم الذاتي المحلي)، وتعمل في بعض الحالات مع مقدمي الخدمات المالية ومورّدي وتجار المدخلات الزراعية.
تعتمد معظم المجتمعات الهندية بشكل كبير على الزراعة، الأمر الذي دفع مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية لتركيز جهودهما هناك على تحسين الظروف الاقتصادية للأسر بهدف زيادة الإنتاجية والتنوع الزراعي، إضافة إلى تعزيز الروابط مع التجار والمصنّعين الزراعيين.
تشمل التدخلات الزراعية التي تقوم بها إدارة الموارد الطبيعية مجموعةً واسعة من المحاصيل الأساسية (أرز، قمح، وبقوليات)، والمحاصيل النقدية مثل القطن، وأعمال البستنة ذات القيمة العالية، فضلاً عن الماشية. وتعمل مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في الهند في هذه القطاعات الفرعية كافة على تحسين الإمداد بالمدخلات عبر إدخال أنواع وسلالات جديدة من البذور، إضافة إلى تسهيل عملية تصنيع الأسمدة العضوية والمبيدات ذات التكلفة المنخفضة، فضلاً عن تحسين إدارة المياه والمحافظة على خصوبة التربة.
يعمل برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في غوجارات ضمن المناطق المعرضة للجفاف وللملوحة الساحلية منذ أكثر من 30 عاماً، وتعاني حالياً بعض مناطق عمل برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية من شحٍ شديدٍ في المياه، ما يجعل من مسألة الحفاظ على المياه والري المجتمعي النهج الأساسي الذي يتبعه البرنامج لاستمرار الإنتاج الزراعي. كما يعمل كلاً من برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية ومؤسسة الآغا خان على تأسيس مجموعات منتجة من المزارعين، وتقديم المساعدة لهم في الوصول إلى اتفاق مع مصنّعي ومورّدي المنتجات الزراعية حول عمليات الزراعة والبيع والشراء.
حقق برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في الهند نجاحاً كبيراً من خلال تبنّيه نظام زيادة إنتاج الأرز، من خلال تحسين إدارة التربة والمياه والنباتات والأسمدة، حيث زادت العوائد في هذا النظام بنسبة تصل إلى 50%، ما سمح للمزارعين بتخصيص مزيد من الأراضي للمحاصيل النقدية القيّمة مثل القطن.
ولقد قام المزارعون بإعادة تطبيق خطوات نظام زيادة إنتاج الأرز على محاصيل أخرى مثل الذرة والقمح، الأمر الذي حقق تحسناً كبيراً في الإنتاج. وكجزء من عملها لتحسين سبل عيش المزارعين، بدأت مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية عام 2015 مبادرةً جديدة مع المزارعين في غوجارات لإنتاج نوعية قطن أفضل، إضافة إلى مشروع القطن العضوي في ولاية ماديا براديش.
تقوم مؤسسة الآغا خان وبرنامج دعم المناطق الريفية في ولاية غوجارات بمساعدة صغار المزارعين على ضرورة استخدام المياه بكفاءة أكبر عبر تبني تقنية الري بالتنقيط، إضافة إلى مساعدة المزارعين في الحصول على الدعم الحكومي لتطبيق هذه التقنيات.
كما يتلقى المزارعون المهتمون بزراعة القطن العضوي في ولاية ماديا براديش الدعم، إلى جانب مساعدتهم في الوصول إلى أفضل الأسواق، ونتيجة لذلك استفادت حوالي 20000 أسرة من مشاريع الري و40000 أسرة من إجراءات المحافظة على المياه وخصوبة التربة في ولايتي غوجارات وماديا براديش منذ عام 2002، إضافة إلى الاستفادة من مساحة 48301 هكتار من الأراضي عبر تحسين أماكن تجمّع مياه الأمطار، فضلاً عن ري مساحة 15000 هكتار إضافي عبر تحسين الآبار والبرك الزراعية وإعادة تأهيل القنوات وما إلى ذلك، وكمحصلة لذلك تضاعفت الدخول بشكل ملفت، حيث يكسب المزارعون اليوم 1000 دولار أمريكي سنوياً بعد أن كان دخلهم حوالي 500 دولار أمريكي عام 2001.
تُعتبر الغابات وسيلة أخرى لتحسين سبل عيش المجتمعات الزراعية، وقد ساعد برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في إحياء تقاليد الحماية المجتمعية لأراضي الملكية العامة، وقد واجهت هذه الجهود ضغوطات مختلفة بسبب عدم وجود الاستحقاق والنمو السكاني الكثيف. ومن خلال الجهود الرامية إلى إعادة زراعة الأشجار الحرجية في ولايتي غوجارات الجنوبية وماديا براديش، ساعد برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية المجتمعات على التخفيف من الأعمال الشاقة التي يقوم بها النساء والأطفال، إضافة إلى تحسين البيئة المحلية والمساهمة في جهود إعادة التشجير.
تمثل الثروة الحيوانية رصيداً محورياً للأسر الأشد فقراً، والتي تعاني من عدم إمكانية حصولها على مصادر إنتاجية أخرى، لذلك تركّز التدخلات على عمليات تدريب هذه الأسر بهدف تحسين تربية الحيوانات وسهولة حصولهم على الخدمات البيطرية، إضافة إلى إقامة علاقات مع معامل الألبان المحلية. تساعد تربية الماعز في ولايتي ماديا براديش وأوتار براديش العائلات على كسب ما يصل إلى 500 دولار أمريكي إضافي في العام، إضافة إلى التركيز على تحسين كفاءة النساء العاملات في مجال صحة الحيوان، اللواتي يُطلق عليهن تسمية "باشوساخيس"، حيث تختص تلك النسوة بتقديم العناية للحيوانات في القرى البعيدة وبأسعار مقبولة، ويتم حالياً تدريب الـ"باشوساخيس" في ولاية بيهار كجزء من برنامج أوسع لدعم المرأة، عبر تعزيز القدرة الذاتية لأعضاء المجموعات النسائية في تبنّي الممارسات البيطرية الحديثة مع الحيوانات المجترّة الصغيرة، وضرورة تأهيل النساء ليتخصصن في المجال البيطري.
تصل أنشطة مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في مجال الزراعة وإدارة الموارد الطبيعية إلى أكثر من مليون شخص (28% من الإناث)، ويتم تقديم الدعم لهم على نحو متزايد من خلال التمويل الحكومي، إضافة إلى المِنح التي تقدمها الشركات والمؤسسات المحلية.