تعمل شبكة الآغا خان للتنمية عبر طيف من البرامج، لتحفيز حدوث تنمية اقتصادية طويلة الأجل في البلاد، بدءاً من تسهيل عمل مجموعات الادخار المجتمعية، التي تمكّن الأسر ذات الدخل المحدود في المناطق النائية جداً، والذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات المالية الرسمية، من الادخار واقتراض مبالغ صغيرة للمساعدة في تسهيل إدارة إيراداتهم المالية غير المنتظمة والتعامل مع الحالات الطارئة، إضافةً إلى تنمية المهارات المهنية عند الشباب في المناطق الريفية ومواءمتها مع فرص العمل خارج الزراعة، وصولاً إلى الخدمات المصرفية التجارية والخدمات المالية للشركات.
أعطت تقاليد المساعدة الذاتية القديمة والراسخة زخماً للجمعيات التعاونية المجتمعية الصغيرة، التي تطورت بعد تلقيها مساعدة من صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية لتتحول إلى بنوك تعاونية صغيرة، ثم اندمجت بعد ذلك لتُشكّل البنك التعاوني للتنمية، وتحولت في نهاية المطاف خلال التسعينيات إلى ما يُعرف الآن باسم البنك التعاوني للتنمية.
تتسم الهند بمستويات عالية من الهجرة من الريف إلى المدينة، إضافةً إلى امتناع أعداد كبيرة من الشباب عن العمل في الزراعة. واستجابةً لهذا الواقع، تعمل مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في الهند على تطوير قدرات الشباب في الريف ومواءمتها مع فرص العمل.
دعم المهاجرين
رداً على الهجرة الواسعة من الريف إلى المدينة، قامت مؤسسة الآغا خان أيضاً بمبادرة لدعم المهاجرين يتم تجريبها في مقاطعات منطقة باهريتش في ولاية أتر برديش. تركز المبادرة على إعداد الشباب المهاجرين لاكتساب المهارات والمعرفة والدعم الاجتماعي للوصول إلى هجرة أكثر أماناً وربحية، إضافةً إلى توفير معلومات حول خطط الضمان الاجتماعي من خلال مركز لدعم المهاجرين، فضلاً عن تأمين الروابط مع المخططات ذات الصلة.
الطاقة البديلة
تشجع مؤسسة الآغا خان وبرامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية استخدام الطاقة البديلة في المجتمعات التي تعمل معها، وذلك بهدف الحد من أشكال النقص في الطاقة داخل المناطق الريفية. ركزت هذه البرامج على توفير الكهرباء للأسر ذات الدخل المحدود، وفي نفس الوقت تخفيف عبء جمع الأخشاب والروث الملقى على كاهل النساء والأطفال، إضافة لتوفير بيئات خالية من التلوث، إلى جانب توفير إضاءة منزلية، والتقليل من الاعتماد على الوقود الغالي المشبع بالكربون والملوّث للقيام بأعمال الري وتوزيع مياه الشرب. ساعد هذا البرنامج الشباب والنساء من المجتمعات المهمشة على التحول لرواد أعمال في مجال الطاقة الشمسية، حيث باتوا يكسبون رزقهم الآن من بيع وتجميع وإصلاح منتجات الطاقة الشمسية ذات التكلفة المنخفضة في مجتمعاتهم المحلية.
من أجل زيادة الادراج المالي للمجتمعات الأكثر تهميشاً في الهند، قامت مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في الهند بتأسيس أكثر من 5 آلاف مجموعة مساعدة ذاتية في كجرات، وماديا براديش وبيهار، حيث باتت النساء تشكل نسبة 86% من أعضائها.
يساهم أكثر من 20 اتحاد بين مجموعات المساعدة الذاتية في تعزيز القدرات والإشراف على عملية الدعم المقدمة لـ1096 من مجموعات المساعدة الذاتية. قامت مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في بيهار في الهند، إضافةً إلى الشركاء المنفذين المحليين بحشد 35300 شخص (92% من النساء) في 1807 من مجموعات الادخار المجتمعية. وخلافاً لمجموعات المساعدة الذاتية، يقوم أعضاء مجموعات الادخار المجتمعية بتوفير مبالغ مختلفة وتسديد أموالهم سنوياً، ونتيجةً لذلك، يبدو أن معدلات التوفير في مجموعات الادخار المجتمعية أعلى بعدة مرات. واعتماداً على نموذج مجموعة الادخار المجتمعية الذي طورته مؤسسة الآغا خان في شرق إفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا، إضافة إلى النموذج الحالي لمجموعة المساعدة الذاتية، كانت مؤسسة الآغا خان في الهند أيضاً رائدة في نموذج جديد يجمع ميزات مجموعات الادخار المجتمعية ومجموعة المساعدة الذاتية، التي تساهم في تمكين أعضائها من الحصول على نسبة عالية من المدخرات، إضافةً إلى الحصول على الائتمان من المؤسسات المالية. يتم تنفيذ نموذج مجموعة المساعدة الذاتية ذات الأفضلية في ريف ولاية بيهار، مع رؤية لتوسيعه ليشمل الولايات الأخرى، حيث توجد مؤسسة الآغا خان وبرنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في الهند، وفي المناطق الحضرية أيضاً.