تمر أفغانستان حالياً بمرحلة حرجة في تاريخها. ارتفعت درجة مؤشر التنمية البشرية في البلاد بنسبة 70% تقريباً منذ عام 1990 على الرغم من العديد من الشكوك السياسية والأمنية. ومع ذلك، فإن هذا التقدم يواجه في الوقت الراهن تحدياً وجودياً بعد انهيار الحكومة في 15 أغسطس 2021.
الوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني في وقت الحاجة الماسة
نجم عن الصدمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تداعيات خطيرة على الشعب الأفغاني. وقد كانت الآثار واضحة على نحوٍ خاص في المناطق الريفية، حيث تعطلت الأنشطة الاقتصادية وسبل العيش بشدةٍ.
كما تؤدي عمليات النزوح الناجمة عن الصراع والجفاف وزيادة الفقر وانعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن استمرار جائحة كوفيد-19 إلى حدوث أزمة إنسانية خطيرة.
تقدر الأمم المتحدة أن حوالي 24.4 مليون شخص في أفغانستان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في عام 2022، وهذا يمثل أكثر من 60% من عدد السكان. كما قدرت الأمم المتحدة أن 97% من الأفغان سيعيشون تحت خط الفقر بحلول يونيو.
الآن ليس الوقت المناسب لأن يدير العالم ظهره للشعب الأفغاني.
بدأت شبكة الآغا خان للتنمية عملها في أفغانستان منذ منتصف التسعينيات من خلال تقديم المساعدات الإنسانية في ذروة الحرب الأهلية. ومنذ ذلك الحين، استثمرت شبكة الآغا خان للتنمية في كافة الخطوات التي من شأنها تحقيق التعافي والتقدم في أفغانستان عبر مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
يمثل العمل في أفغانستان تحدياً كبيراً ولكننا نجحنا، وهذا دليل على نجاح نهجنا المرتكز على المجتمع، حيث قمنا بتعزيز الثقة مع الأفغان على مدى الثلاثين عاماً الماضية، فضلاً عن التزامنا بالابتكار والتكيّف مع الظروف المتطورة والصعبة.
ثمة حاجة حالياً للاستمرار بتقديم الدعم أكثر من أي وقت مضى في الوقت الذي يكافح فيه الشعب الأفغاني لمواجهة أزمته الإنسانية.
هذا ولا يزال التزام شبكة الآغا خان للتنمية تجاه الشعب الأفغاني في هذا الوقت العصيب ثابتاً وراسخاً.
نقوم وبدعمٍ من الشركاء الدوليين والمحليين بتنفيذ استجابة إنسانية واسعة النطاق تشمل مجالات الأمن الغذائي والصحة والتعليم، فضلاً عن أهمية التكيّف مع التغيّرات المناخية وتوفير سبل العيش، بما في ذلك تمكين المرأة من الناحية الاقتصادية. نعتقد أن هذه الاستثمارات ضرورية للحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها خلال السنوات الثلاثين الماضية والبناء عليها.
من خلال استمرارنا بالاستثمار في أفغانستان معاً، يمكننا الوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني، وتشجيع التقدم الذي تم إحرازه والمساعدة في بناء وتعزيز الأمل في المستقبل.