أنت هنا

أنت هنا

  • يضمن برنامج تمديد شبكات المياه الذي تدعمه وكالة الآغا خان للسكن حصول السكان المحليين على مياه نظيفة وآمنة. دفع أفراد المجتمع المحلي 30% من تكلفة المشروع، وهم يقومون بدفع الرسوم الشهرية من أجل الاستمرار بعمليات الصيانة.
    AKDN / Christopher Wilton-Steer
جامعة الآغا خان
الأسبوع العالمي للمياه لعام 2021: تعزيز الوصول لإمدادات المياه المستدامة

غالباً ما يواجه السكان صعوبةً في الوصول للمياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي في جنوب الكرة الأرضية بسبب فشل الحكومات في تطوير البنية التحتية اللازمة. حتى عندما تستثمر الحكومات في البنية التحتية، فإنها غالباً ما تتدهور نتيجةً لعدم قدرة المستخدمين على دفع رسوم المياه.

تحاول "إدارة المياه المجتمعية" حل المشكلة من خلال حشد أفراد المجتمع المحلي لدفع تكاليف البنية التحتية للمياه وتشغيلها. قامت وكالة الآغا خان للسكن في إقليم غيلغيت - بالتستان الجبلي في شمالي باكستان بتطبيق هذا النهج في أكثر من 400 مجتمع ريفي يبلغ مجموعها 100 أُسرة من خلال برنامج تمديد شبكات المياه والصرف الصحي.

وقد نجح هذا النهج بشكلٍ جيدٍ في المناطق الريفية حيث المجتمعات الصغيرة متماسكةٌ بإحكام. تعمل وكالة الآغا خان للسكن حالياً على توسيع نطاق برنامج تمديد شبكات المياه والصرف الصحي ليشمل المزيد من المناطق الحضرية في المنطقة، والتي تضم عدداً كبيراً من السكان العابرين (مجموعات من الناس لا يقيمون في المدينة أو البلدة طوال اليوم، وقد يشمل ذلك المسافرين والتجار والطلاب والسياح) وتشهد أنشطة اجتماعية مختلفة.

ولتحديد فيما إذا كانت عمليات التوسّع ممكنةً، أطلق معهد دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة الآغا خان في لندن دراسةً عن برنامج تمديد شبكات المياه والصرف الصحي في إقليم غيلغيت - بالتستان، إضافةً لمشروعين كبيرين حديثين في مجال المياه في المناطق الحضرية في دانيور وجوشَل.

تجمع الدراسة باحثين في مجالات الاقتصاد والأنثروبولوجيا والجغرافيا والعلوم البيئية والهندسة من معهد دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة الآغا خان وجامعة كاراكورام الدولية في غيلغيت، بالإضافة إلى المهندسين والممارسين في مجال التنمية من وكالة الآغا خان للسكن. يعتبر البروفيسور المشارك جيف تان، الخبير الاقتصادي في معهد دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة الآغا خان الباحث الرئيسي في المشروع، وكان قد نشر العديد من المقالات عن خصخصة المياه والبنية التحتية. كما أن الأستاذ بمعهد دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة الآغا خان ستيفن ليون والبروفيسور عطا الله شاه من جامعة كاراكورام الدولية هما من ضمن الباحثين المشاركين.

ستسهم المقابلات، التي أُجريت مع 1200 أُسرة في أكثر من 60 موقع تابع لبرنامج تمديد شبكات المياه والصرف الصحي فضلاً عن مواقع أخرى غير تابعة للبرنامج عبر إقليم غيلغيت - بالتستان، في توضيح الأدلة التي توصلت إليها الدراسة جنباً إلى جنب مع المناقشات التي أجرتها مجموعات التركيز ونتائج اختبار جودة المياه والتدقيق الفني (تدقيق يجريه مهندس أو خبير لتقييم أوجه القصور أو مجالات التحسين).

تركّز الدراسة على العوامل التي تؤثر على رغبة أفراد المجتمع في تقديم مساهمات نقدية وعينية للمساهمة في بناء البنية التحتية، ودفع الرسوم الشهرية. كما ستبحث الدراسة فيما إذا كانت التعبئة الاجتماعية الناجحة مرتبطة بحجم المجتمع وبمدى الدعم الذي تقدمه المؤسسات، إلى جانب الانتماء والمعتقدات الدينية، ومستويات التعليم ومجموعة الأنظمة الاجتماعية. كما ستنظر الدراسة في مصادر الصراع مثل مرور أنابيب المياه في الأراضي ذات الملكية الخاصة وفيما إذا كانت القضايا المتعلقة بالوضع الاجتماعي أو الطائفي تقوّض من عملية التعبئة الاجتماعية داخل المجتمع.

ستبحث الدراسة في كيفية تأثير التضاريس المحلية على إدارة المشروع، ومدى استفادة المرأة من التعبئة الاجتماعية والمساهمة فيها، إضافةً لأهمية تحسين نتائج الصحة والنظافة.

وأشار البروفيسور تان قائلاً: "تتوضع أنظمة المياه المستدامة في صُلب المجتمعات المزدهرة. سينجم عن هذه الدراسة دروساً قيّمة تتعلق بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتقنية التي تحكم إدارة موارد المياه الشحيحة، فضلاً عن تمكين المجتمعات المحلية من تحسين سبل عيشها."

يأمل فريق البحث أن تكون الدروس المستفادة مهمةً ليس لوكالة الآغا خان للسكن فحسب، بل ولحكومة إقليم غيلغيت - بالتستان والجهات الفاعلة في أماكن أخرى من العالم النامي حيث يمثل الوصول للمياه مشكلةً كبيرةً. يقوم برنامج البنى التحتية الحضرية للرفاهية التابع للأكاديمية البريطانية بتمويل المشروع لمدة عامين.

اقتُبس هذا النص من مقال نُشر على موقع جامعة الآغا خان على الإنترنت وتم نشره اليوم في 24 أغسطس 2021 دعماً للأسبوع العالمي للمياه.