بسم الله الرحمن الرحيم
ضيفة الشرف ميليندا فرينش غيتس
رئيس مجلس أمناء جامعة الآغا خان هايل ديباس وأعضاء المجلس
رئيس الجامعة فيروز رسول
نائب رئيس الجامعة والعمداء وأعضاء هيئة التدريس وموظفو الجامعة
المانحون الكرماء وأنصار الجامعة من جميع أنحاء العالم
الضيوف المميّزون
أولياء الأمور وأفراد العائلات والخريجون
إنه لشرفٌ عظيمٌ أن أنضم إليكم اليوم لتكريم والاحتفال بخريجي دُفعة عام 2020.
أقوم بذلك في ظروف مختلفة عن أي ظروف واجهها العالم في حياتي، فهذه الظروف تذكّرنا جميعاً بمدى أهمية وضرورة وجود الممرضات والأطباء والباحثين والمعلمين للاهتمام بصحة ورفاهية الجميع.
أبدأ بتقديم الشكر والتهنئة لكم أيها الخريجون، فقد اختار كل واحد منكم طريقاً مهماً ومثيراً للإعجاب في مجال تقديم الخدمات للإنسانية.
نتشرف بهذه المناسبة بمشاركة السيدة ميليندا فرينش غيتس، والتي ساعدت من خلال قيادتها لمؤسسة غيتس في تحسين الاهتمام بصحة الإنسان، والنهوض بالتنمية الاقتصادية، فضلاً عن تمكين النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم. تميّزت الشراكة الطويلة الأمد بين وكالات شبكة الآغا خان للتنمية ومؤسسة غيتس بوجود تعاون في كافة المجالات، إضافةً للعمل معاً في أفغانستان وباكستان والهند وشرق إفريقيا.
يسعدنا وفي ضوء هذه العلاقة الخاصة أن نرحب بالسيدة غيتس على نحوٍ خاص خلال حفل توزيع الشهادات.
كرّست كلٌ من شبكة الآغا خان للتنمية ومؤسسة غيتس على مدى عقود جهوداً كبيرةً لتحسين الواقع الصحي والاهتمام بالأنظمة الصحية. تأسست هذه الجامعة أصلاً على أساس الاقتناع بأن جودة وكفاءة المتخصصين بالرعاية الصحية يُعتبر أمراً أساسياً لإحراز أي تقدم في تلك المجالات. لذلك، أشعر بفخرٍ كبيرٍ لرؤية استجابة جامعة الآغا خان ومستشفياتها خلال هذه الجائحة وبدعمٍ سخي من مؤسسة غيتس وغيرها. كما أُحيي شجاعة طاقم الرعاية الصحية والإدارة بجامعة الآغا خان، الذين عملوا بلا كلل أو ملل خلال أشهر الأزمات، وتحدّوا تلك الأوقات الصعبة بكل ثباتٍ وتصميمٍ.
لقد أحدثت الجامعة فرقاً جوهرياً فيما يتعلق بتقديم النصائح والمشورات للحكومات الوطنية، وتدريب الكوادر الطبية في القطاع العام، إضافةً للتعاون والعمل مع المعلمين والمدارس، ورفع مستوى الوعي من خلال وسائل الإعلام والصحافة، وبذل كافة الجهود لعلاج المرضى وإنقاذ حياة الناس.
أود أيضاً أن أُعبّر عن التقدير لأعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعتنا لتمتُّعهم بالمرونة والرشاقة.
لقد أظهرتم جميعاً خلال هذه الأوقات الصعبة قدرةً رائعةً على التكيّف والتفاني والمثابرة. شكراً لكم جميعاً.
تُمثل مساهمات جامعة الآغا خان فصلاً آخر ضمن القصة الطويلة للجامعات العظيمة التي ساعدت في توجيه العالم خلال الاضطرابات التي شهدها التاريخ. ارتكزت الاستجابة العالمية لمواجهة الجائحة على عقود من الأبحاث الجادة، والتي أُجريت غالباً في غموض نسبي، وتمكنت خلال ذلك من تطوير اختبارات جديدة واستراتيجيات للتعقّب، إلى جانب تقديم العلاجات واللقاحات. ورغم شعورنا بالأسف على التوزيع غير المتكافئ لما توصّلت إليه تلك الإنجازات، إلا أنه يجب علينا أيضاً أن نقدّر الانتصار الفكري الذي تم تحقيقه وتطويره.
لعبت السيدة ميليندا فرينش غيتس ومؤسسة غيتس دوراً حاسماً ومحفّزاً. وكما تعلمون، كان باحثو جامعة الآغا خان جزءاً من هذا التقدم، حيث قاموا بتحديد وتعقّب طفرات كوفيد الجديدة وتقييم اللقاحات والعلاجات.
تهدف جامعة الآغا خان لأن تكون على صلة بالأزمة الصحية العالمية القادمة كما كانت جزءاً من الجهود لمواجهة هذه الأزمة. تقوم جامعة الآغا خان حالياً ببناء وتعزيز قدرتها على إجراء الأبحاث المتطورة التي من شأنها معالجة المخاطر الصحية التي تواجه السكان في آسيا وإفريقيا. وستسعى الجامعة لتسخير الإمكانات الهائلة للتقدم في الذكاء الاصطناعي والطب الجيني وعلوم الخلايا الجذعية لمواجهة تحديات المستقبل، وكذلك تحديات اليوم.
تتطلب ترجمة هذه الإمكانات على أرض الواقع أموراً تتجاوز الابتكار، فهي تتطلب مهنيين قادرين على إصدار أحكام معقّدة تحقق توازناً مع ثقافات وتقاليد تلك المناطق. لهذا السبب تتطور جامعة الآغا خان إلى جامعة شاملة ونشطة في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
بينما تتجه أفكارنا نحو المستقبل وما تتمتع به جامعة الآغا خان وخريجيها من الإمكانات الرائعة، يجب أن أتوقف قليلاً للتفكير في هذه اللحظة الانتقالية المهمة.
يمثل حفل توزيع الشهادات لهذا اليوم منعطفاً ذا أهمية كبيرة في تاريخ جامعتنا، حيث للمرة الثالثة فقط منذ تأسيسنا للجامعة في عام 1983، سيكون لجامعة الآغا خان رئيس جديد.
كما تعلمون جميعاً، طلب الرئيس رسول التقاعد، وقد وافقت على مضض، فأنا أُدرك مدى أهمية قضاء فيروز وسايدا السنوات القادمة مع أطفالهما وأحفادهما في كندا.
شهدت جامعتنا تحت قيادة فيروز نمواً ملحوظاً في السنوات الـ15 الماضية، حيث تم إنشاء مرافق جديدة وحرمات دراسية جديدة وكليات جديدة، فضلاً عن انتهاج تقنيات جديدة ورائعة. كما نمت الجامعة وتطوّرت أيضاً كقوة أكاديمية وفكرية رائدة، إضافةً إلى وصول خريجي جامعة الآغا خان إلى أعلى مستويات التأهيل والإنجاز. وإنه لمن دواعي السرور أن نرى عودة بعضهم إلى جامعة الآغا خان كأعضاء وقادة في هيئة التدريس.
تُشكّل هذه الإنجازات مصدر سعادةٍ كبيرةٍ بالنسبة لي ولأمناء الجامعة، وقد منحتنا إنجازات الرئيس رسول الرائعة الثقة لتوسيع آفاقنا وتطلعاتنا نحو المزيد من التميّز في المستقبل.
مع هذه التطلعات الواضحة للعيان، قمت بتعيين سليمان شهاب الدين رئيساً لجامعة الآغا خان، والذي بدأ مسيرته المهنية في جامعة الآغا خان منذ 35 عاماً، وسيعود "إلى وطنه" برفقة زوجته زينات، التي تخرّجت من الجامعة وتحمل درجة الدكتوراه في التمريض.
لقد عرفت سليمان منذ سنوات عديدة، فقد شغل منصب الرئيس التنفيذي الإقليمي لمؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في شرق إفريقيا لمدة عشر سنوات، وكان الرئيس التنفيذي السابق لمستشفيات الآغا خان في كينيا وتنزانيا. وقد أُعجبت كثيراً بالتزامه وقدراته كقائد وتفانيه المستمر في التعليم.
أرجو أن تنضموا لي في الترحيب بهما في جامعة الآغا خان.
تحدثت في وقت سابق عن التحوّلات. لقد حضرتم سابقاً حفل توزيع الشهادات كطلاب. وفي نهاية احتفالات اليوم، ستكونون من خريجي جامعة الآغا خان، وستقومون بأدوار ومسؤوليات جديدة.
إنني واثق من أنكم خريجو دُفعة عام 2020 ستسيرون على خطى زملائكم الخريجين كقادة خلال سعيكم لتحقيق التميّز حيثما تقودكم مساراتكم.
في الوقت الذي تبدأون فيه رحلتكم، فإننا نستغل هذه المناسبة لنجدد التزامنا بمستقبل أكثر تفاؤلاً، مستقبل أكثر ثراءً بعناصر الابتكار والإبداع البشري، وأكثر عدلاً في توزيع تلك الابتكارات والإبداعات خدمةً للسكان، وأكثر وفرةً من خلال نشر الاحترام والتعاطف بين بعضنا البعض.
أقدم لكم أخلص التهاني.
شكراً لكم.