الأساتذة والطلاب المميّزون،
الضيوف الأعزاء،
السيدات والسادة،
أود أن أتقدم بالتهنئة بمناسبة افتتاح حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ، أحد مؤسسات التعليم العالي، إلى كافة الأساتذة المتميزين والطلاب والضيوف وأولياء الأمور، وإلى جميع المقيمين في بلدنا.
أنجزت حكومة طاجيكستان خلال السنوات الأخيرة إلى جانب تنفيذ إصلاحات مستمرة على جميع مستويات التعليم، قدراً كبيراً من الأنشطة لجعل نظام التعليم العالي في البلاد متماشياً مع المعايير الدولية.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنه بفضل استقلالنا، تعمل حالياً 43 مؤسسة للتعليم العالي في بلدنا، وتقدم التدريبات للمهنيين المؤهلين تأهيلاً عالياً في قطاعات مختلفة خدمةً لاقتصادنا الوطني.
تفتح جامعة آسيا الوسطى في خوروغ صفحةً جديدة في نظام التعليم في بلدنا من خلال البدء بأنشطة تهتم بالمناهج الدراسية القائمة على المعايير الدولية.
هذا وقامت حكومة طاجيكستان بهدف تدريب المهنيين الذين يستوفون المعايير الدولية بعدد من الأنشطة والمبادرات، ومن ضمنها إنشاء مركز البرامج الدولية، ومنحة "داركشانداجون"، التي أطلقها رئيس جمهورية طاجيكستان، والتي تهدف إلى إرسال المواهب الطاجيكية الشابة للدراسة في الجامعات المرموقة في الخارج.
السيدات والسادة،
أقامت جمهورية طاجيكستان تعاوناً متعدد الأوجه مع شركائها في مجال التنمية لتحسين البنية التحتية المادية لنظام التعليم على كافة المستويات، ولا سيّما مؤسسات التعليم العالي. وفي سياق هذا التعاون، وقّعنا اتفاقاً مشتركاً لإنشاء جامعة آسيا الوسطى مع جمهورية قيرغيزستان وجمهورية كازاخستان، والإمامة الإسماعيلية في أغسطس 2000.
تم القيام بأنشطة بناء الجامعة في فترة قصيرة نسبياً ضمن هذه الاتفاق، ونشهد اليوم إطلاق المنشأة الجديدة التي تم إنشاؤها حديثاً.
كانت حكومة جمهورية طاجيكستان هي أول من بدأ بهذا المشروع التعليمي، وقد قدمنا له دعماً كبيراً نظراً لأن إنشاء هذه المؤسسة الدولية سيشكّل أهمية لدول آسيا الوسطى.
إنني مقتنع بأن تشغيل هذا المرفق الجديد لن يصبّ في مصلحة بلادنا فحسب، بل وسيعزز أيضاً من التعاون متعدد الأوجه بين دول المنطقة في مجال التعليم.
قام مؤسسو الجامعة بتأسيس حرمها الأكاديمي والسكني الحديث وفقاً لتصميم متطابق مع كافة الشروط اللازمة للدراسة والترفيه لأعضاء هيئة التدريس والطلاب في خوروغ بطاجيكستان ونارين بجمهورية قيرغيزستان وتكيلي في كازاخستان.
يدرس حالياً 150 طالب في جامعة آسيا الوسطى في خوروغ، وتشكّل الإناث نسبة 55% من الطلاب من جمهورية أفغانستان الإسلامية وجمهورية كازاخستان وجمهورية قيرغيزستان.
أصبحنا اليوم على دراية بالأنشطة الإدارية والأكاديمية للجامعة واقتنعنا أنها ستوفر بيئةً متقدمةً ومميّزةً في مجال التعليم.
تضم الجامعة مباني أكاديمية مجهّزة بمعدات تعليمية حديثة ومختبرات كمبيوتر ومرافق فاخرة للترفيه والاتصالات، فضلاً عن مبانٍ إدارية ومكتبة وملاعب رياضية مختلفة، وغيرها من البنية التحتية الضرورية.
ستقوم هذه المؤسسة التعليمية بتدريب المهنيين المؤهلين تأهيلاً جيداً وعالياً في أقسام علوم الأرض والبيئة والاقتصاد الدولي.
ستضم الجامعة أيضاً "قسم التحضير للسفر"، إضافةً إلى تدريس الدورات باللغة الإنجليزية وستضم عضوية هيئة التدريس أساتذة من طاجيكستان وبلدان أخرى.
يجري تطوير المناهج الدراسية للمؤسسة وفقاً للتشريعات الطاجيكية عبر مراعاة المواد الإلزامية على المستوى الوطني والمُوافَق عليها من قبل وزارة التعليم والعلوم في طاجيكستان.
هذا وسيتعين على إدارة الجامعة والأساتذة إدارة أنشطتهم ضمن المناهج الدراسية المعتمدة من قبل الوزارة، فضلاً عن ضرورة احترام العادات والتقاليد الإنسانية الوطنية والشاملة في تعليم المهنيين الشباب.
ستجذب هذه المنشأة التعليمية طلاباً يمثلون العديد من دول العالم في المستقبل، ولهذا من الضرورة والأهمية إتباع العادات والتقاليد النبيلة للشعب الطاجيكي، فضلاً عن احترام عادات الدول الأخرى بالتماشي مع الالتزام بعملية التعليم على أساس معايير مؤسسات التعليم العالي المتقدمة على المستوى الدولي، إلى جانب احترام التشريعات الحالية في جمهورية طاجيكستان.
كما أود أن أُوضح أن الجامعة ستقبل أفضل المتقدمين من مختلف المدن والمناطق على أساس الجدارة، إضافةً إلى منحها الأفضلية بالكامل للأيتام والأشخاص من ذوي الإعاقة من الفئتين الأولى والثانية، وكذلك الفائزين في المسابقات التعليمية الدولية والإقليمية والوطنية.
أنشأت الجامعة أيضاً إطاراً جيداً لتعليم المهن وذلك من خلال تقديم التدريبات الضرورية للقوى العاملة المؤهلة. وهي تعمل مسبقاً على تدريب مثل هؤلاء المتخصصين في عدد من المهن منذ عدة سنوات. وأعتقد أنها ستوسّع من قائمة المهن المتعلقة بالتدريب بمجرد الانتهاء من تعزيز قدراتها المالية.
كما أود أن أُسلّط الضوء على أنها عند البدء بممارسة أنشطتها، ستقوم المؤسسة بتوظيف العشرات من المواطنين، ومن ضمنهم أفراد من السكان المحليين.
الأصدقاء المميّزون،
نظراً لأن إنشاء هذا النوع من المرافق التعليمية يشكّل تجربةً جديدةً لبلدنا، لهذا تقع على عاتق أعضاء هيئة التدريس والطلاب مسؤولية كبيرة. سيحتاج أعضاء هيئة التدريس في الجامعة إلى تثقيف الطلاب بضرورة التحلي بالروح الإنسانية النبيلة مثل حب الوطن واللطف والتسامح والشعور بالمسؤولية. وبالتالي فإن إتباع مثل تلك الميزات يشكّل أهمية أكثر من أي وقت مضى في الوقت الراهن.
في الختام، اسمحوا لي مرةً أخرى أن أُقدم التهاني بمناسبة إطلاق حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ إلى جميع الأساتذة والطلاب في هذه المنشأة الجديدة ولجميع العاملين في قطاع التعليم، وأتمنى للجميع الصحة الجيدة والسعادة، مع تمنياتي لكم بالتوفيق في مساعيكم المستقبلية.
شكراً لكم