أنت هنا

أنت هنا

  • يُلقي الدكتور شمش قاسم لاكا، رئيس مجلس الأمناء وممثل جامعة آسيا الوسطى كلمةً أمام الحضور خلال افتتاح حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ.
    UCA
افتتاح حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس إمام علي رحمون،

معالي أعضاء حكومة جمهورية طاجيكستان وحاكم إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم،

أصحاب المعالي،

أمناء جامعة آسيا الوسطى،

الضيوف المميّزون،

أعضاء هيئة التدريس والموظفون والطلاب،

السلام عليكم

أرحب ترحيباً حاراً بزعيم الأمة، فخامة إمام علي رحمون، والضيوف المميّزون في جامعة آسيا الوسطى، واسمحوا لي أن أُعرب عن امتناني الصادق نيابةً عن مجلس أمناء جامعة آسيا الوسطى لفخامة الرئيس إمام علي رحمون لافتتاحه حرم جامعة آسيا الوسطى في خوروغ.

أذكر بوضوح أن الرئيس رحمون كان أول من انضم إلى مستشار جامعة آسيا الوسطى، سمو الآغا خان في وضع تصوّر لفكرة إنشاء هذه الجامعة، فضلاً عن أن سعادته كان أيضاً الأول من بين رؤساء الدول المؤسِّسة الثلاث، الذي وقع على ميثاق جامعة آسيا الوسطى في أغسطس 2000، وهذا في الواقع دليلٌ على بصيرته والتزامه بالتعليم العالي.

وأغتنم هذه الفرصة لأُوجه الشكر لوزير التربية والتعليم سعيد نور الدين سعيد وزملائه في الوزارة على الدعم الذي قدموه لجامعة آسيا الوسطى. يُعد التوقيع الأخير على اتفاقية التعاون بين وزارة التربية والتعليم وجامعة آسيا الوسطى مثالاً هاماً على التعاون الذي من شأنه تعزيز علاقة المنفعة المتبادلة.

يهتم أسلاف سمو الآغا خان بتقاليد رعاية التعليم العالي منذ أكثر من 1000 عام، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال التزام سموّه بهذا التقليد في رعاية جامعة الآغا خان في عام 1983، وجامعة آسيا الوسطى، وإننا نُعرب عن امتناننا المميّز لسمو الآغا خان الذي من خلال رؤيته وإدارته المستمرة واهتمامه بجوانب هذه الجامعة كافةً تمكّنا من أن نشهد هذا اليوم المميّز.

تأسست الجامعة بموجب اتفاق وميثاق دولي وقع عليه رؤساء كل من جمهورية طاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وسمو الآغا خان، وصدّقت عليه البرلمانات المعنية وتم تسجيله لدى الأمم المتحدة. وضع المؤسسون تصوراً لجامعة آسيا الوسطى بوصفها جامعةً واحدةً تراعي المساواة بين البلدان الثلاثة، إضافةً إلى أن موقعها وبرامجها الأكاديمية مستمدة من التزام المؤسسين بتحسين نوعية حياة شعوب آسيا الوسطى، ولا سيّما سكان المناطق الجبلية.

يقوم المستشار والرؤساء الموقرون للدول الثلاث، والذين هم رعاة الجامعة، بتعيين الأمناء لتولي مسؤولية إدارة الجامعة، ويتحلى الأمناء بدورهم بخبرةٍ كبيرةٍ ويتمتعون بخلفيات متميزة في الأوساط الأكاديمية والحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وبناءً على توصياتهم، قام المستشار بتعيين البروفيسور الدكتور سيد سهيل نقفي كأول رئيس لجامعة آسيا الوسطى، والذي يمتاز بمجالات الأبحاث والإدارة الأكاديمية وإصلاحات التعليم العالي.

ويأتي الافتتاح الرسمي اليوم لحرم الجامعة في خوروغ عقب افتتاح الحرم الجامعي الأول في نارين، قرغيزستان عام 2016، وسيتم بناء الحرم الجامعي الثالث قريباً في تيكيلي، كازاخستان.

يُذكر أن المهندس المعماري الياباني أراتا إيزوزاكي، الحائز على عدة جوائز، قد قام بتصميم المخطط الرئيسي لجامعة آسيا الوسطى. وتعتبر الأبنية في الحرم الجامعي في مرحلتها الأولى، وقد تم بناؤها بشكل أساسي من مقاولين صغار ومتوسطي الحجم لضمان تحقيق منفعة اقتصادية قصوى للاقتصاد المحلي والإقليمي.

تم توفير الاستثمار الذي بلغت قيمته 95 مليون دولار لحرم جامعة خوروغ من شبكة الآغا خان للتنمية، على أن يتم استكمال ما تبقى من خلال قرض مُيسّر عبر مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار في الولايات المتحدة.

سيقوم الطلاب هنا بحرم الجامعة في خوروغ بدراسة أقسام الاقتصاد، علوم الأرض والبيئة، بينما يتخصص الطلاب في قيرغيزستان في علوم الكمبيوتر والإعلام والاتصالات، في حين سيقدم الحرم الجامعي في كازاخستان أقسام إدارة الأعمال والعلوم الهندسية، إضافةً إلى أن التدريس سيكون باللغة الإنجليزية، إلى جانب الطاجيكية واللغات والإقليمية.

يرتكز القبول في الجامعة على نحو صارمٍ على الجدارة التي تحددها القدرة الأكاديمية والحافز للدراسة، ويتلقى الطلاب تعليماً واسع النطاق في تقاليد الفنون الليبرالية (مثل الأدب والتاريخ)، أي التعليم العام الذي يفتح آفاقهم في مجالات العلوم الإنسانية والفنون والعلوم قبل التخصص في المجال الذي يختارونه. وسيتعلم كافة الطلاب هنا في خوروغ جمال اللغة الطاجيكية، ويدرسون التاريخ الغني لإمبراطورية سوموني، فضلاً عن استيعاب ثقافة طاجيكستان، إلى جانب فهم وتطبيق البيتين الشهيرين للشاعر الفارسي الرّودكي (أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حكيم بن عبد الرحمن بن آدم، 858 - 940 م):

المعرفة في القلب مصباحٌ مشعٌّ

ودرع لجسمك في وجه الشدائد

يتعرف الطلاب في بيئةٍ سكنيةٍ بالكامل على التنوع والتعددية والأخلاق بشكل عملي، في حين تعمل الجامعة جاهدةً لضمان استيعاب الطلاب من كافة أنحاء طاجيكستان والدول المؤسِّسة الأخرى ومن الدول الإقليمية.

إن تشريف فخامتكم بحضور هذه المناسبة، إلى جانب تغطية وسائل الإعلام الوطنية للأخبار المتعلقة بجامعة آسيا الوسطى سيُسهم في قطع شوطٍ طويلٍ نحو إخبار شعب طاجيكستان والطلاب بما توفّره الجامعة من فرصٍ تعليمية جديدة على المستوى العالمي في البلاد.

لا يمكن الاستعانة بمصادر خارجية للبحث عن حلول للمشاكل التي تواجه أبناء المجتمع، ما يحتّم القيام بذلك على المستوى المحلي، ولهذا تهتم كلية الدراسات العليا للتنمية على نحوٍ كبيرٍ بإجراء الأبحاث، وسيرتكز ذلك على تاريخ وثقافة هذه المنطقة وعلى مقربة من قضايا الشعوب.

هذا ويتعاون معهد السياسة العامة والإدارة في بيشكيك مع معهد الإدارة العامة التابع لمكتب الرئيس في طاجيكستان، ويهدف كليهما إلى تقديم برنامج يهتم كثيراً بالسياسات الاقتصادية التي تشجّع الابتكار والنمو.

يقع معهد أبحاث المجتمعات الجبلية التابع لجامعة آسيا الوسطى في حرم جامعة خوروغ، الأمر الذي يسمح له بتكامل أوثق مع قسم علوم الأرض والبيئة، وستقوم أبحاثه بالتركيز على قضايا مثل الاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية والأمن الغذائي في المناطق المعرضة للخطر، إضافةً إلى أن المعهد يشارك في تطوير الأبحاث في كلية العلوم الطبيعية والبيولوجية في جامعة خوروغ الحكومية.

قمنا بتعيين أعضاء هيئة التدريس على أساس الجدارة من آسيا الوسطى وروسيا وأمريكا الشمالية وجنوب آسيا وأوروبا وذلك للوصول إلى مستوى عالٍ في التعليم. وبموجب خطة تهدف لتعيين مواطنين من طاجيكستان وآسيا الوسطى، أرسلنا حوالي 40 باحثاً إلى جامعات مرموقة، وقد تخرج بالفعل 8 منهم وانضموا إلى هيئة التدريس في جامعة آسيا الوسطى.

وبما أن الحرم الجامعي في خوروغ جديد، تفتخر جامعة آسيا الوسطى بتاريخها في الالتزام والمشاركة في طاجيكستان. قام القسم الثالث، كلية التعليم المهني والمستمر بجامعة آسيا الوسطى منذ عام 2006 بتدريب أكثر من 64 ألف متعلم في دوشانبي وخوروغ باللغة الإنجليزية من أقسام تكنولوجيا المعلومات، والمحاسبة المالية واختصاصات أخرى. وسنقوم قريباً بافتتاح مركز تعليمي في بوختار وآخر في خوجاند.

اسمحوا لي فخامة الرئيس رحمون أن أؤكد لكم أن الأساتذة والأخصائيين في جامعة آسيا الوسطى على استعداد للتعاون مع حكومتكم، وسيعملون من خلال أبحاثهم على معالجة التحديات التي تعتبرونها ذات أهميةٍ كبيرةٍ.

أُعرب أخيراً وبالنيابة عن أعضاء جامعة آسيا الوسطى عن تقديرنا العميق للرئيس رحمون وحكومتي طاجيكستان وإقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم، ولسمو الآغا خان ولوكالات شبكة الآغا خان للتنمية على دعمهم وتشجيعهم الكبيرين.

اسمحوا لي أن أختتم كلمتي باقتباس للشاعر نظومي الذي آمل أن يطبّق فحواه طلاب اليوم على نحو جدّي وكافة الطلاب الذين سيدرسون في قاعات هذا الحرم الجامعي في المستقبل:

من لا يخجل من التعلم

يمكن أن يحوّل شوكةً إلى زهرة، وحجراً إلى ياقوت

شكراً لكم.