أنت هنا

أنت هنا

  • يتسلم ماهر بهالو جائزته الأولى خلال فعاليات حفل توزيع "جوائز زنجبار للشباب" لعام 2021.
    AKDN
ماهر بهالو: طالب في الأكاديمية يقترح إنشاء محطة مستدامة لتوليد الكهرباء وذات تكلفة معقولة في زنجبار

فاز ماهر بهالو، أحد طلاب الصف العاشر في أكاديمية الآغا خان في مومباسا، كينيا، بأول جائزة له عن فئة "أفضل مبتكر في مجال العلوم التقنية للعام"، وكان أصغر مشارك خلال فعاليات حفل توزيع "جوائز زنجبار للشباب" لعام 2021. وكمشروعه الشخصي في الأكاديمية، عمل ماهر على تصميم وتطوير مقترح لإنشاء محطة للطاقة الشمسية تتميز بأنها صديقة للبيئة وذات أسعار معقولة، الأمر الذي وافقت حكومة زنجبار على تنفيذه مؤخراً.

تجذب مياه تنزانيا الزرقاء النقية والصافية، إضافةً إلى شواطئها الرملية البيضاء وتاريخها العالمي الغني آلاف السائحين سنوياً لزيارة جزيرة زنجبار الجميلة. أدى زيادة الإقبال على شراء الأجهزة الكهربائية والتقنية الجديدة خلال السنوات الأخيرة إلى زيادة الطلب على الكهرباء في الجزيرة، والتي يعاني سكانها من عدم قدرتهم على تحمّل تكاليف الكهرباء المرتفعة، رغم أنها ضرورية جداً ليس فقط للحياة اليومية، بل ولتشجيع وتعزيز عملية التنمية في مجالات التعليم والرعاية الصحية والصناعة والأعمال وما إلى ذلك.

نشأ ماهر في زنجبار، وشاهد كيف أن العائلات في مجتمعه تكافح لدفع ثمن الكهرباء المرتفع جداً، ولاحظ أيضاً عدم وجود مبادرات مستدامة وصديقة للبيئة تساهم في الحفاظ على زنجبار للأجيال القادمة. وكانت هاتان المسألتان في صلب تفكيره أثناء متابعة تعليمه في الأكاديمية.

انضم ماهر إلى أكاديمية الآغا خان في عام 2016 كطالب مقيم، وقد جلب معه حبّه الكبير لمسقط رأسه، وحلمه برؤية زنجبار مزدهرة وناجحة على نحوٍ دائمٍ. بالإضافة إلى مشاركته في تقديم الخدمات للمجتمع، الأمر الذي يعتبر أحد العناصر الأساسية ضمن المهمة التعليمية للأكاديمية ورؤيتها للمسؤولية الاجتماعية، شارك ماهر أيضاً في تنظيف الشواطئ والمنتزهات في زنجبار للحفاظ على بلدته نظيفة وجميلة.

يُطلب من طلاب الصف العاشر في أكاديميات الآغا خان القيام بمشروع شخصي يجمع بين شغفهم ودراساتهم. وهنا يلقون التشجيع على مشاركة معارفهم والتعاون مع الآخرين في مجتمعهم لتحسين نوعية حياة الناس، وقد عرف ماهر على الفور المشروع الذي سيعمل عليه.

قال ماهر: "لدي شغفٌ بالبيئة، وأهتم كثيراً بتطوير مدينتي وتقديم الخدمات لأبناء المجتمع، وهو ما تعلمناه في الأكاديمية باعتباره أحد الجوانب المهمة في الحياة. تمكنت من خلال مشروعي الشخصي من الجمع بين تلك الاهتمامات لتحقيق رؤيتي في جعل جزيرة زنجبار تهتم بتوظيف الطاقة الشمسية، وذلك عبر مقترح لإنشاء محطة للطاقة الشمسية والانتقال من استخدام الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، لزيادة توفر الكهرباء بشكل مستدام وبأسعار معقولة في زنجبار".

عمل ماهر على تصميم نموذج لمحطة تعمل بالطاقة الشمسية باستخدام الخشب والعشب والخلايا الشمسية الحقيقية، وقال: "ساعدتني المواد الدراسية مثل 'تصميم المنتجات' و'الفيزياء' التي درستها في الأكاديمية على تطوير نموذجي. وقد ساعدتني المقدرة على استخدام الوقت بشكل فعّال ومنتج إلى جانب المهارات التنظيمية التي تعلمتها في الأكاديمية على مواصلة مشروعي بشكل جيد وتسليمه في الوقت المحدد".

صُممت محطة الطاقة الشمسية للاستفادة من طاقة الشمس لتوليد كهرباء رخيصة ونظيفة وموثوقة لمعظم المنازل المحلية في الجزيرة، إضافةً إلى مكافحة الآثار الخطيرة للوقود الأحفوري، والتي تضر بالبيئة وبالصحة العامة.

قدم ماهر نموذج مشروعه المكتمل لإنشاء محطة الطاقة الشمسية إلى السيد محمد عبد الله محمد، مدير الطاقة في زنجبار، الذي أُعجب بالمبادرة، وساعده على تقديم مشروعه إلى وزيرة الأراضي والمياه والإسكان والطاقة في زنجبار، سعادة سلامة عبود طالب، والتي بدورها وافقت على الفور على تنفيذ المشروع، مشيدةً بالتزام ماهر المبتكر بإحداث تغيير إيجابي في زنجبار وتحسين نوعية حياة السكان.

بينما ينتظر تحقيق حلمه برؤيته "جزيرة زنجبار تهتم باستخدام الطاقة الشمسية"، يخطط ماهر بالفعل للبدء ببرنامج الدبلوم في الأكاديمية العام المقبل، وقال: "أريد إنشاء منظمة تهتم بجمع التبرعات لتركيب الألواح الشمسية ووضعها في خدمة المجتمعات الأقل حظاً في زنجبار". ورغم أنه يطمح لمواصلة تعليمه في إحدى الجامعات في الخارج، إلا أن ماهر يفكر بعد إنهاء دراسته بالعودة لوطنه زنجبار لرد الجميل لمجتمعه.