واجه محمد صابر شاه (33 عاماً) العديد من صعوبات الحياة، فقبل عشرة أعوام خسر صابر ذراعه اليسرى وكسرت ساقيه جراء حادث تركه طريح الفراش. عاش تجربة مؤلمة، حيث أجبره وضعه على الاعتماد على إخوته وزوجته من الناحية الجسدية والمادية لسنوات عديدة. ورغم القيود التي يعانيها نتيجة لإصابته، أراد صابر إيجاد طريقة لتوليد الدخل والاستقلال المالي.

سمع عن خدمات الدعم المالي التي يقدمها بنك التمويل الصغير الأول في باكستان، لذلك توجه نحو البنك ليبدأ عمله الخاص المتمثل بإنشاء مركز لبيع مواد البناء والتشييد بالتجزئة في مدينة غوجرانوالا الصناعية (البنجاب). حصل على قرضه الأول من بنك التمويل الصغير الأول في باكستان عام 2009، وتبعه العديد من القروض الأخرى على مر أعوام بهدف توسيع أعماله، وبمساعدة من بنك التمويل الصغير الأول، تمكّن صابر من تغيير حياته.

بدأ محمد أول نشاط له في المدينة السابعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في باكستان من خلال غرفة واحدة من منزله، وبطلبات صغيرة. حصل في البداية على 10 آلاف روبية باكستانية (100 دولار) فقط في الشهر، ونجح في تطوير عمله من مشروع صغير إلى مشروع أكبر، حيث تجاوزت مبيعاته الشهرية 250 ألف روبية باكستانية، ما زاد من دخله الشهري إلى 40 ألف روبية باكستانية أو أكثر.

ومع تحسن دخله، يحاول صابر ضمان حصول أطفاله الأربعة على التعليم المناسب لمنحهم أفضل بداية في الحياة، وخاصة ابنته البالغة من العمر ست سنوات. إضافة إلى أنه يوفر فرص عمل لأشخاص آخرين في مجتمعه. كان صابر مبتكراً في عمله، وسعى إلى التعاون مع مقدمي خدمات العمل والبناء والإصلاح في منطقته لشراء المواد الخام منهم.

ساعدته هذه الاستراتيجية التسويقية في أن يصبح نقطة اتصال فيما يتعلق بأعمال الإصلاح والبناء. كما قام بإيصال الخدمات لزبائنه، ما ضاعف من دخلهم الشهري. وكانت خطوته التالية استئجار متجر وتحويله إلى مستودع لتخزين مواد إضافية، ما سمح له البدء بمشاريع أكبر.