Primary tabs
تغيرت حياة سيرين يوسف على نحو كبير نتيجة الأزمة المستمرة في سوريا، حيث فقدت منزلها ووظيفتها كصيدلانية أثناء اندلاع الصراع في حلب. سيطر اليأس عليها جسدياً وذهنياً، ورغم ذلك سعت إلى دعم عائلتها وعائلة زوجها من خلال العودة إلى مسقط رأسها في طرطوس.
علمت في طرطوس من أحد جيرانها وأحد أقاربها عن مؤسسة التمويل الصغير، وكلاهما مستفيد من القروض المقدمة من المؤسسة، انبهرت سيرين بخبراتهم الإيجابية، وتقدمت بطلب للحصول على قرض. تمت الموافقة على طلبها، وحصلت على قرضها الأول ومقداره 50 ألف ليرة سورية (150 دولاراً)، فبدأت عملها الخاص في بيع وشراء الأدوية الأساسية.
ومن خلال قرض ثانٍ بقيمة 150 ألف ليرة سورية، قامت بتوسيع خدماتها الصيدلانية إلى مجموعة أوسع من المنتجات، بما في ذلك مختلف المستلزمات الطبية والملحقات ولوازم الأطفال ومستحضرات التجميل.
ونتيجة لافتتاحها هذه الصيدلية، ضاعفت سيرين دخل أسرتها من 30 ألف إلى 75 ألف ليرة سورية، فساهم الاستقرار المالي الذي حققته سيرين عبر عملها الخاص إلى تحسين قدرتها وقدرة عائلتها على دعم أنفسهم وتحسين نوعية حياتهم.
تمكنت سيرين من دفع تكاليف علاجها خلال فترة حملها بتوأم. إضافة إلى أن القرض سمح لها بمواصلة توسيع خدماتها الصيدلانية، وكون صيدليتها هي الوحيدة في عشرة قرى مجاورة، تحسنت نوعية الحياة في المجتمع العام.
تخطط سيرين لتوسيع وتحسين أعمالها من خلال المزيد من القروض والاستثمارات. وهي تفكر حالياً في المشاركة في برنامج الدراسات العليا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مؤسسة التمويل الصغير الأولى، فضلاً عن أن سيرين وزوجها يقومان بترميم منزلهما وبناء طابق آخر. وهكذا، أتاح القرض لسيرين تحسين مستوى معيشتها، والوفاء بالتزاماتها الاجتماعية تجاه أسرتها، فضلاً عن المساهمة في صحة مجتمعها.