أنت هنا

أنت هنا

  • تقوم إميلدا كوفومبي، خريجة كلية التمريض والقبالة التابعة لجامعة الآغا خان، بزيارة للمرضى في مركز صحي في تنزانيا.
    AKU
شارون براوني: الاحتفال بمساهمات الممرضات والقابلات في شرق إفريقيا

بقلم شارون براوني، باحثة مشاركة في جامعة أكسفورد وعميد سابق لكلية التمريض والقبالة بجامعة الآغا خان.

في شهر مايو من كل عام، تتحد المجتمعات العالمية للاعتراف بالمساهمات التي تقدمها الممرضات والقابلات والاحتفال بهنّ. تعد الممرضات والقابلات البالغ عددهن 23 مليون شخص من أكبر مهن الرعاية الصحية في العالم، حيث يمثلن 50% من إجمالي القوى العاملة في مجال الصحة، وما يصل إلى 85% في البيئات ذات الموارد المنخفضة. كمهنة، تعد الممرضات والقابلات الأساس في تقديم الرعاية - في السرير وفي المنازل وفي المجتمعات المحلية – يشهدن عن قرب التأثير المباشر للعوامل الإجتماعية والبيئية والإقتصادية والسياسية على صحة العائلات والمجتمعات، وبالتالي تتمتع الممرضات بقدرة كبيرة على التأثير في السياسات والممارسات المتعلقة بالصحة والمجتمع والإقتصاد، فضلاً عن قدرتهنّ على ممارسة تلك القوة على نطاق عالمي، حيث أن الممرضات والقابلات يتمتعن بقدرة كبيرة على الدعوة لأفضل الممارسات وإحداث أكبر تأثير وتغيير. إنهن يتلقين الدعم على نحو صحيح ويُسمح لهن بممارسة كامل إمكاناتهن، فهن تمسكن بمفتاح التحكم بالأسعار وجعلها معقولة، إضافة لجعل الرعاية الصحية في متناول الجميع.

في الوقت الحالي، يفتقر حوالي مليار شخص إلى الرعاية الصحية الجيدة. لا يوجد مكان أكثر صحة من أي مكان آخر في الأماكن ذات الموارد المنخفضة مثل شرق إفريقيا. في إفريقيا على وجه الخصوص، توجد حاجة وفرص واسعة النطاق لمشاركة قسم التمريض في معالجة وحل المشاكل المتعلقة بصحة الأم والطفل وصحة المراهقين، إضافةً إلى القضايا الإجتماعية والإقتصادية. في معظم مرافق الرعاية الصحية الأولية، تُشكّل الممرضة أو القابلة أساس المهنة الصحية. ورغم ذلك، فإن أكثر ما نسمعه عن الممرضات والقابلات في الأماكن ذات الموارد المنخفضة هو قلة أعداد القوى العاملة والفجوات الواسعة النطاق في مجال تقديم الرعاية للمرضى. ورغم هذا النقص، ثمة العديد من الممرضات العاملات في هذه السياقات، وهنّ يقدمن الرعاية في بيئات صعبة، ويعملن بمهارة وتفان رغم العجز الحاصل في الموارد، ورغم أعداد المرضى الكبيرة، فقصصهم الكثيرة تنتظر روايتها وكشف النقاب عنها.

وبالتالي، بينما نحتفل باليوم العالمي للممرضات والقابلات لعام 2019، يشرفني ويسعدني أن أكون قد عملت مع فريق من المؤلفين والمصورين البارزين لتقديم مجموعتين من المقالات الفوتوغرافية التي تشرح العمل الاستثنائي والمساهمات التي قامت بها 65 ممرضة وقابلة في دول شرق إفريقيا في كينيا وأوغندا وتنزانيا وأرخبيل زنجبار.

يوضح ثراء وتنوع قصصهم المساهمات الهائلة التي يمكن للممرضات والقابلات تقديمها في سبيل خدمة صحة مجتمعاتهن، وفي إحراز تقدم نحو تحقيق تغطية صحية شاملة. تُظهر قصصهنّ مدى مهارتهن في ممارسة القيادة، وفي ضبط السياسة العامة وفي التدريس. تتضمن القصص أمثلة عن الخدمات التي تقودها الممرضات، فضلاً عن قيامهن في مشاركة المهام مع أعضاء آخرين من الفرق باختصاصات متعددة وممارسات مستقلة، الأمر الذي يُظهر كيف أن الممرضات والقابلات في شرق إفريقيا في طليعة ابتكارات وممارسات الرعاية الصحية.

شكراً لكل ممرضة وقابلة شاركت قصتها معنا. معاً نحتفل بقصصكنّ عن القيادة والابتكار والرعاية الشجاعة للمجتمعات التي تقدمن لها الخدمات.

يشار أن الأستاذة شارون براوني تدرّس حالياً في جامعة أكسفورد، وكانت قد تسلمت سابقاً منصب عمادة كلية التمريض والقبالة التابعة لجامعة الآغا خان من سبتمبر 2015 إلى أبريل 2019، إضافةً إلى أنها شاركت في تأليف كتابين: الممرضات والقابلات - رواد في مجال الرعاية الصحية في شرق إفريقيا وزنجبار، والممرضات والقابلات: تغيير المشهد الصحي.