Primary tabs
سارة كيشفاني هي إحدى خريجات أكاديمية الآغا خان، وهي حالياً في سنتها الأولى في جامعة فيكتوريا، كندا، بعد حصولها على منحة دراسية كاملة كجزء من شراكة طويلة تربط الأكاديميات مع الجامعة، وهي تخطط للتخصص إما في العلوم البيولوجية، مع تركيز على علم الأعصاب أو علم الحركة، أو في الكيمياء الحيوية.
تزايد حبُّ سارة للعلوم خلال برنامج الدبلوم في أكاديمية الآغا خان في حيدر أباد. وعبر بحثها الموسّع الذي قامت به، تمكنت من الحصول على فرصة لمعرفة المزيد عن كيفية مساهمة علم الأحياء بتقديم حلول للتحديات الحديثة التي تواجهها المجتمعات المحلية، لذا قررت معالجة مشكلة نقص المياه ونقص مغذيات التربة التي تعوق زراعة الأرز على نطاق واسع في ولاية تيلانجانا، الهند، وهي المشكلة التي أدت إلى انخفاض إنتاج المحاصيل. يُذكر أنه وبسبب نقص الزنك في التربة، يلجأ المزارعون إلى استخدام كميات هائلة من الأسمدة، ما يؤدي إلى تدهور جودة التربة.
تركزت أبحاث سارة على الزراعة المائية كحلّ محتمل لمواجهة هذه المشكلة، حيث يتم زراعة النباتات في المحاليل المائية القائمة على المغذيات بدلاً من التربة. تشرح سارة تلك العملية بقولها: "لقد حظيت هذه التقنية على اهتمام كبير في الآونة الأخيرة، حيث أظهرت التجارب أن النمو تضاعف مقارنةً مع الطرق التقليدية للزراعة". وتضيف: "يعتبر امتصاص العناصر الغذائية في التقنية الجديدة أكثر كفاءة، ويمكن للمزارعين التحكم في نوع المغذيات التي يحتاجها النبات، من أجل تعزيز الميّزات المختلفة للمحاصيل. لا يزال استخدام الماء في الزراعة المائية أكثر كفاءة من استخدامه في حقول الأرز المفتوحة التي يجب تغطيتها في الماء خلال أوقات معينة من دورة المحاصيل".
وتضيف قائلةً: "لقد صممت نظامي الخاص بالزراعة المائية شبه المغلق، اعتماداً على تقنية الاستزراع في المياه العميقة، وبدلاً من شراء المحاليل المغذية، قمت بصناعتها بنفسي. أردت أن أشاهد على وجه التحديد تأثير امتصاص الزنك على الصحة العامة للنبات، لذا قمت باستخدام أربعة تركيزات مختلفة من الزنك، في حين لم أضف الزنك للمجموعة الخامسة من النباتات، وسجلت البيانات على مدار ثلاثة أسابيع، حيث تم تحليل تأثير الزنك عبر خمسة متغيرات: مقدار النمو، الجذور: معدل النمو، محتوى الكلوروفيل، الكتلة الحيوية ونسبة محتوى الماء النسبي. وكان الهدف من ذلك معرفة مقدار التركيز الأمثل للزنك من بين تلك المقادير المركّزة الأربعة المختلفة".
توصلت سارة إلى استنتاجات إيجابية، ولاحظت النمو السريع، والمرونة في ضبط امتصاص المغذيات التي لعبت دوراً كبيراً في صحة النبات الأمثل، وأدركت أن النظام المغلق كان سيوفر نتائج أكثر دقة، حيث أن معدلات التبخر المرتفعة تسببت في اضطرابات مستويات الحموضة. وبالعموم، استنتجت أن هذه التقنية يمكنها بالتأكيد مواجهة التحديات التي يواجهها مزارعو الأرز.
لعبت إنجازات سارة في مجال الزراعة المائية دوراً أساسياً في جعلها تتولى مهمتها كمساعدة في أبحاث جزيئات علم الأحياء في الجامعة، حيث تشمل واجباتها تقديم المساعدة للأساتذة وطلاب الدكتوراه في أبحاثهم، وصيانة المختبر الأساسي وحفظ المخزون، وإعداد وسائل النمو للبكتيريا والنباتات، فضلاً عن أخذ عينات من النباتات والمحاليل لتحليلها، إضافةً إلى عملها مع طلاب الدراسات العليا والدكتوراه على تجارب تشمل عزل الحمض النووي والتضخيم والاستنساخ.
وعندما سُئلت عن مرحلتها الجديدة، قالت سارة: "لعب منهاج البكالوريا الدولية في أكاديمية الآغا خان دوراً محورياً في بناء العديد من المهارات الأساسية في حياتنا الجامعية. وكان للنزاهة الأكاديمية والاستقلالية أثر كبير عليّ. لقد تعلمت التفكير بشكل نقدي بدلاً من متابعة الكتب المدرسية بصورة عمياء، إضافةً إلى أن منهاج التعلم القائم على المهارات، وربط التعليم بالفصل الدراسي مع العالم الواقعي، ساهم أيضاً في إعدادي على نحو جيد للتعليم العالي".
نُشرت هذه المادة أصلاً في موقع أكاديميات الآغا خان.