Primary tabs
تُعد جائحة كوفيد-19 تجربةً عالميةً مشتركةً من نواحٍ كثيرةٍ. وبالنسبة للطلاب، تستمر الجائحة بتعطيل بيئتهم التعليمية، مع انتقال بعض المدارس إلى تقديم الفصول الدراسية عبر الإنترنت، في حين ثمة إغلاق كامل للبعض الآخر.
إلى ذلك، تحدثت نيميت رينر، مديرة مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية، إلى مؤسسة الآغا خان خلال الفعالية الرقمية بعنوان: "انتبه للفجوة"، وأشارت إلى ما سببته الجائحة من تأثير على نظام مدارس مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية، الذي يشمل 12 دولة في إفريقيا وآسيا. وأوضحت كيف استجابت مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية للجائحة، إلى جانب اهتمامها بأهمية تحقيق الرفاهية عند الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.
أدى إغلاق المدارس، بالنسبة للطلاب والمعلمين، إلى تعطيل علاقاتهم وروتين التعلم والتعليم والمشاركة والالتزام. ومع تفشي الجائحة، تمثل الهدف الرئيسي لمؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في ضمان استمرارية التعلم مهما حدث. قام أعضاء هيئة التدريس بدءاً من المناطق النائية جداً التي تفتقر للاتصالات أو للوصول إلى الطلاب وصولاً للمناطق الحضرية بممارسة مهامهم المختلفة في متابعة التعليم عن بُعد نتيجةً للحالة الطارئة التي فرضتها الجائحة.
وقالت نيميت: "إننا في المراحل الأولى للوصول لابتكار مذهل، والذي يأتي ضمن سياق صعب للغاية. لقد شكّل وجود أعضاء هيئة التدريس في مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية على أرض الواقع أمراً رائعاً وملهماً للغاية".
كانت الابتكارات مهمة في المناطق ذات الاتصال الضعيف أو المعدوم نهائياً. في شمالي باكستان، على سبيل المثال، دخلت مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية في شراكة مع محطات التلفزيون المحلية لتنظيم دورات مدرسية عبر بث برامج تلفزيونية تعليمية.
وفي أفغانستان، مُنح المعلمون والأُسر شرائح للهاتف المحمول ليتمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض بانتظام. بالإضافة إلى إنشاء حزم تعليمية صُممت للعائلات التي تفتقر للاتصالات، حيث تطوّع أعضاء من هيئة التدريس بتوصيلها للعائلات عن طريق السفر أميالاً سيراً على الأقدام، وهذا يعني أيضاً أن أولئك المتطوعون كانوا قادرين على توصيل الرسائل الصحية المتعلقة بالجائحة للعائلات.
سلّطت الجائحة الضوء أيضاً على أهمية التعليم من الناحية الاجتماعية والعاطفية، حيث تميّز البالغون نظراً لتحلّيهم بالرفاهية والمرونة، وشكّل ذلك محط تركيز واهتمام جديدين، فقد تغيرت أدوار أولياء الأمور والمعلمين بشكل أساسي. على سبيل المثال، مع انتشار الجائحة وما فرضته من ضغوط صحية واقتصادية جديدة على العائلات، استمر المعلمون بالتواصل مع أُسر طلابهم لتقديم النصائح الضرورية، إلى جانب التعامل مع نفس الضغوط التي يواجهونها هم أنفسهم ضمن أُسرهم وتقديم الدعم اللازم.
وأضافت نيميت: "ركّزت أولويتنا كنظام على الاهتمام أولاً وقبل كل شيء برفاهية البالغين ضمن النظام، إضافةً إلى مناقشة مسألة أن النساء والفتيات يتحملن آثار الجائحة بشكل غير متناسب، فهنّ غالباً ما يأخذن نصيباً أكبر من تقديم الرعاية غير مدفوعة الأجر في المنزل حتى قبل جائحة كوفيد-19. هذا وأدت محدودية الحركة والتنقّل بسبب التدابير المختلفة والضرورية الرامية لإبطاء انتشار المرض إلى تسريع "جائحة الظل"، والتي تمثلت في العنف القائم على النوع الاجتماعي.
يُذكر أن الإجهاد والتوتر الذي يعاني منه البالغون غالباً ما ينتقل عن غير قصد إلى الأطفال، إضافةً إلى أن المهارات الناعمة مثل الذكاء العاطفي والعمل الجماعي والتكيّف تشكّل أهميةً للتلاميذ الصغار من أجل التعلم، إلى جانب أن الحلول عبر الإنترنت والتعلم عن بُعد غالباً ما تكون غير مفيدة في تعليم تلك المهارات.
وأشارت نيميت: "أشعر بالقلق نتيجةً لتأثير ذلك على الأطفال الصغار جداً، ولا سيّما إذا كانوا في بيئات تعاني من ضغوطات كبيرة ومنذ فترة زمنية طويلة، وليس لديهم نماذج يُحتذى بها في كيفية التعامل مع المواقف المختلفة. وهذه الأمور تحتّم علينا القيام ببعض المهمات والتأكد من تنفيذها، فضلاً عن معالجة مسألة التجاوب والمرونة إلى جانب تضمين أنواع من المهارات المطلوبة والضرورية لمعرفة كيفية إدارة العلاقات والسيطرة على التوتر".
شكّل بناء وتعزيز العلاقة بين المعلمين والأُسر أمراً أساسياً للوصول لفهم من أجل تمكين ودعم تعليم الأطفال وتنميتهم، ما جعل تلك العلاقة تتقدم لتتجاوز استخدام أدوات التعلم عبر الإنترنت والتعلم عن بُعد.
وأضافت نيميت: "تعمّقت تلك العلاقة كثيراً، حيث بدا واضحاً التزامنا كأشخاص بالمشاركة، وبضرورة منح الاهتمام والتعاطف، والقيام بتنفيذ مهماتنا رغم أننا عُرضة للخطر، إلى جانب التحلّي بروح التجاوب والمرونة، وكل تلك الأمور نطمح لتحقيقها، ما يساعدنا على تنفيذ المهمات الأخرى التي تنتظرنا. أعتقد أن مشاركاتنا الإنسانية ستتطلب منّا دائماً التحلي بتلك الصفات".
في الفيديو أدناه، يمكنك مشاهدة المقابلة الكاملة مع نيميت رينر
اقتُبس هذا المقال من مدونة نُشرت على موقع مؤسسة الآغا خان في كندا.