أنت هنا

أنت هنا

  • ألكيش فازافا، واحد من بين 25 ألف شاب تلقوا تدريباً على المهارات والتوظيف في برنامج "يوفا جنكشن".
    AKDN / AKRSP (India)
ألكيش فازافا: سبل العيش البديلة للشباب في مناطق الهند الريفية

قرأت، منذ أكثر من شهر بقليل، للمرة الأولى عبارةً لـ"ماري ويلسون"، الكاتبة والمنسقة السياسية ومؤسسة مشروع البيت الأبيض، تقول فيها: "لا يمكنك أن تكون ما لا تستطع رؤيته". شكّلت تلك العبارة وصفاً دقيقاً للحالة التي مرت معي عندما سافرت عبر المناطق الريفية في غوجارات، حيث قابلت العديد من الشباب والشابات الذين يقتصر العالم الذي يعرفونه عادة على دائرة نصف قطرها 20 ميل تقريباً من الأراضي الزراعية المحيطة بهم. في هذا المحيط الريفي، يوفر برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية فرصاً للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً لاستكشاف مصادر رزق متنوعة تتجاوز الزراعة التقليدية، وذلك عبر "برنامج يوفا جنكشن".

تطوير المهارة

يوجد في جميع أنحاء الهند دافع لتطوير مهارات الشباب، بهدف الوصول إلى 500 مليون شاب بحلول عام 2020. يساهم "برنامج يوفا جنكشن" بشكل فريد في تحقيق هذا الهدف الوطني من خلال عمله في المناطق النائية والريفية والقبلية في غوجارات وبيهار وماديا براديش، حيث يمثل الدخل الزراعي هناك المصدر الرئيسي لسبل العيش. يحشد "برنامج يوفا جنكشن" المجتمع ويعمل بنشاط مع أولياء الأمور والخريجين لإنشاء نظام بيئي موات للشباب لاستكشاف سبل معيشتهم المحتملة والبديلة، فضلاً عن كسر الحواجز المرتبطة بحدودهم الجغرافية. إن القيود المفروضة على نطاق المزارع الصغيرة والوصول إلى الأسواق يجعل من الصعب للغاية زيادة الدخل عبر المصادر الزراعية وحدها. وبالنسبة للجيل الأصغر سناً، أصبحت الحاجة إلى مصادر دخل أكثر تنوعاً أمراً ملحاً على نحو متزايد.

التقيت مؤخراً مع ألكيش فازافا، البالغ من العمر 20 عاماً من قرية رامبورا في مقاطعة سورات، والذي يسافر نحو 14 ميلاً للحضور في أحد مراكز التدريب السبعة التابعة لبرنامج "يوفا جانكشن" في غوجارات. ألكيش هو متدرب نموذجي في برنامج "يوفا جنكشن"، وهو ينتمي إلى عائلة مكونة من خمسة أفراد تمتلك حوالي 4 فدانات يزرعون فيها القطن والبازلاء، ويبلغ متوسط دخلها السنوي نحو 63 ألف روبية (حوالي 1000 دولار أمريكي). سيخضع ألكيش قريباً لتدريب لمدة ثلاثة أشهر ضمن برنامج "يوفا جنكشن" ومن المحتمل أن يبدأ وظيفة في قطاع التجزئة في سورات، على بعد 80 ميلاً من قريته. ومن المرجح أن يبلغ راتبه السنوي المبدئي نحو 84 ألف روبية (حوالي 1350 دولار أمريكي). كان ألكيش أكثر تصميماً من أي وقت مضى على استغلال هذه الفرصة لبناء مستقبل مهني يتجاوز ما كان يمكن أن يتخيله لنفسه، ويوازي الجهد الذي يبذله، وهذا بالنسبة له أمر لا يقاوم.

التدريب المهني الشامل

بدأ برنامج "يوفا جنكشن" أعماله في مركز المجتمع للتكنولوجيا والتعلم الأول، الذي تم إطلاقه في ولاية ماديا براديش عام 2007 بهدف تعليم المهارات الأساسية لشباب الريف في استخدام الكمبيوتر. تطور البرنامج ليشمل تقديم دورات تدريبية في المناهج، بما في ذلك قطاع البيع بالتجزئة، إضافةً إلى الاستعانة بمصادر خارجية في العمليات التجارية والمحاسبة، إلى جانب التدريبات المنظمة في تعليم اللغة الإنجليزية، وتعليم المهارات الأساسية المتعلقة باستخدام الكمبيوتر، فضلاً عن المهارات الحياتية لتسهيل الاستعداد للوظيفة. بدأ برنامج "يوفا جنكشن" في الآونة الأخيرة بتوظيف المتدربين في وظائف مبتدئة مع أرباب عمل معروفين في المدن القريبة. وتمكن عام 2014 من تدريب 991 شاباً في غوجارات ونجح بتوظيف 567 منهم.

يدرك برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية (في الهند) أيضاً بأن العديد من المتدربين في "برنامج يوفا جنكشن" يواجهون تحديات مرتبطة بالهجرة والتغيّرات الثقافية. وفي تقييم لإمكانية إجراء توسيع في مجال البرمجة في المستقبل القريب، سيركز "برنامج يوفا جنكشن" على تقديم الخدمات للمتدربين التي من شأنها تسهيل انتقالهم وتمكينهم من الاحتفاظ بالوظيفة. يتعاون البرنامج مع أولياء الأمور منذ البداية، ويوفر خدمات الاستشارة من خلال مرحلة الإنضمام. تعد هذه العناصر أساسية لدعم المتدربين والاحتفاظ بهم بعد تعيينهم في الوظيفة، وهو أمر مهم ولا سيّما للمتدربات.

زار ألكيش سوارت مرة واحدة فقط، ورغم ذلك، فهو واثق حقاً من قدرته على الفوز. لدي آمال كبيرة بالنسبة له ولجميع الرواد الذين قام برنامج "يوفا جنكشن" بضمّهم إليه وتدريبهم. وهم يساهمون معاً في تحقيق النجاح والتطور، ما ينعكس إيجابياً على منازلهم.

قامت فرناز غلام حسين بكتابة هذه القصة خلال فترة تدريبها في برامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية   (الهند)، وتم نشر هذه المقالة لأول مرة عام 2015 على موقع مؤسسة الآغا خان في الولايات المتحدة الأمريكية. خلال السنوات العشر الماضية، درّب "برنامج يوفا جنكشن" أكثر من 25 ألف شاب على مهارات مختلفة وساعد في توظيفهم عبر شراكات مع العديد من الصناعيين.