تلعب المجتمعات المدنية، التي تتسم بالمرونة والتعددية، دوراً محفّزاً في تعزيز جودة الحياة والحفاظ عليها لجميع الناس، بغض النظر عن الجنس، العرق، المعتقدات، العمر، والخلفية. يشير مصطلح المجتمع المدني إلى "الطاقات الطوعية الخاصة لخدمة الصالح العام"، ويتعزز ذلك عندما يجتمع الأفراد، خارج رعاية الحكومة، لفعل الخير داخل مجتمعاتهم وبلدانهم وفي جميع أنحاء العالم.
يتطور المجتمع المدني الدائم والعضوي، والذي يعود تاريخه إلى العصور القديمة، باستمرار لتلبية المواقف والاحتياجات المتغيرة. يمثل المجتمع المدني اليوم مجموعة من المؤسسات والحركات والمنصات المكرسة للتعليم والثقافة والعلوم والأبحاث، والمساواة بين الجنسين وحقوق الفئات الضعيفة والمهمشة، والشواغل التجارية والعمالية والعرقية والدينية، ومجالات الصحة والسلامة والمسائل البيئية، والخدمات الإنسانية، أو الفنون ووسائل الإعلام، فضلاً عن الجمعيات المهنية في القانون، المحاسبة، المصارف، الهندسة والطب.
تعمل مؤسسة الآغا خان بالشراكة مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم لتعزيز قدرات العمل الجماعي، وتحسين تقديم الخدمات الأساسية، ورعاية المجتمعات القائمة على القيم، فضلاً عن تعزيز الأعمال الخيرية المحلية، وتعزيز الشفافية والمساءلة المتبادلة. يتطلب القيام بذلك العمل عن كثبٍ مع مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة الفردية في المجتمع المدني، إضافةً إلى إقامة روابط وتفاهم جديدة بين المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومة والعمل الخيري.
يسلط البرنامج الضوء على 1: تقدم منظمات المجتمع المدني، التي تدعمها مؤسسة الآغا خان، الخدمات لأكثر من 1.6 مليون شخص.
يسلط البرنامج الضوء على 2: تدعم مؤسسة الآغا خان تعزيز أكثر من 51 ألف منظمة من منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم.
التعزيز التنظيمي
تتعاون مؤسسة الآغا خان مع الجهات الفاعلة المحلية في المجتمع المدني لدعم تحسين نوعية الحياة عبر مجموعة برامج مؤسسة الآغا خان في جميع المناطق الجغرافية. تعمل مؤسسة الآغا خان مع مجموعة واسعة من المجموعات، ومن ضمنها جمعيات المجتمع، المجموعات النسائية، جمعيات مستخدمي المياه، المنظمات غير الحكومية، والجمعيات المهنية. تتضمن مشاركة مؤسسة الآغا خان مع مجموعات المجتمع المدني التقييم التنظيمي والتعزيز، تسهيل تبادل الآراء بين الأقران، الروابط المتعلقة بالسمسرة، والإبداع المشترك والتنفيذ التعاوني. تعمل منظمات المجتمع المدني المحلية جنباً إلى جنب مع مؤسسة الآغا خان لتقديم الخبرات المهمة والمعرفة المحلية لتحسين نوعية حياة أفراد المجتمع.
تعزيز النظم المحلية
تشارك مؤسسة الآغا خان في نظم التنمية المحلية عبر برامجها، بما في ذلك أنظمة الصحة والتعليم والزراعة والتوظيف. تلعب مختلف الجهات الفاعلة من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص داخل كل من هذه الأنظمة البيئية أدواراً حاسمة في تحديد النتائج التي تؤثر على جودة الحياة، يسهم تحليل الأنظمة المحلية على تصور وتحليل النظم البيئية التي تعمل المؤسسة على دعمها مع الجهات الفاعلة التي تشارك فيها، حيث تساعد هذه العملية جميع الجهات الفاعلة على اتخاذ أفضل القرارات حول مكان المشاركة وكيفية استغلال الموارد، فضلاً عن اختيار الأماكن التي يمكن أن يكون لها تأثير أكبر.
المساءلة المتبادلة
من أجل تعزيز الثقة داخل أنظمة التنمية المحلية، تُسهّل مؤسسة الآغا خان تنفيذ آليات الملاحظات والتعليقات البنّاءة، التي تمكّن أفراد المجتمع من توفير مدخلات للحكومة المحلية ومنظمات المجتمع المدني بشأن تخصيص الموارد وتقديم الخدمات. يتم جمع الملاحظات والتعليقات البنّاءة رقمياً أو شخصياً، ثم يتم تحليلها واستخدامها لإحداث تأثير على السياسة والعمل. هذا ويتم التوقف عن تلقي الملاحظات والتعليقات البنّاءة عندما يتم الإبلاغ عن التغييرات التي حصلت نتيجةً لتعليقات من قدّموا المدخلات الأولية. تمكّن هذه الإجراءات الرجال والنساء والشباب من المشاركة الهادفة في عمليات صنع
القرار على المستوى المحلي، من أجل تشكيل مجتمعات تعمل لصالح الجميع.
يسلط البرنامج الضوء على 1: تقوم أكثر من 100 من المجتمعات المستهدفة باتخاذ إجراءات المساءلة الاجتماعية من خلال تطبيق آليات مثل عمليات التدقيق الاجتماعي وبطاقات تقرير المواطن (استطلاعات تشاركية تطلب آراء المستخدمين حول جودة وأداء الخدمات العامة من أجل زيادة وعي المواطن وتحقيق إصلاحات في نظام تقديم الخدمات العامة في نهاية المطاف) في الهند.
يسلط البرنامج الضوء على 2: تعمل مؤسسة الآغا خان منذ أكثر من 40 عاماً على تعزيز نمو المنظمات القروية الشفافة والمنتخبة ديمقراطياً في وسط وجنوب آسيا.
تنمية المجتمع
تعمل مؤسسة الآغا خان على تعزيز عمل المؤسسات والآليات على المستوى المجتمعي، ويهدف نهجها، الذي يقوده المجتمع تجاه الجهات الفاعلة في التنمية، إلى الوصول لأفضل فهم حول كيفية معالجة مجموعة من الفرص والتحديات، بدءاً من الصحة والتعليم، إلى حقوق المرأة وإدارة الموارد الطبيعية.
تقوم مؤسسة الآغا خان بذلك من خلال منصات مجتمعية مثل مجالس تنمية المجتمع في أفغانستان، ومنظمات تنمية القرى في موزمبيق، ولجان المحلة في طاجيكستان، والمنظمات القروية والمنظمات النسائية في باكستان. تمكّن أساليب مؤسسة الآغا خان المجتمعات المحلية من الابتعاد عن مشاركة النخبة التقليدية لتشمل القيادات الشابة والنساء وتبنّي تطبيق عمليات صنع القرار الشفافة.
السلام والمرونة المجتمعية
يعزز نهج التنمية متعدد القطاعات الخاص بمؤسسة الآغا خان، والذي يقوده المجتمع، من خطوات تعزيز السلام وحل النزاعات وتحقيق التماسك الاجتماعي على المستوى المحلي. في أفغانستان، باكستان، طاجيكستان، جمهورية قيرغيزستان، وموزمبيق، تساعد برامج مؤسسة الآغا خان المجتمعات المحلية على فهم الأسباب الرئيسية لحدوث النزاعات، والتي غالباً ما تتعلق بعدم المساواة، القضايا العرقية، الاستبعاد الاجتماعي، إدارة الأراضي والموارد الطبيعية، الفقر، تغيّر المناخ، والبطالة.
من خلال العمل بشكل وثيق مع قادة المجتمع، وهياكل الحكومة المحلية، والنساء والشباب، تسهم التدخلات التي تقوم بها مؤسسة الآغا خان في اتخاذ قرارات شاملة وشفافة، فضلاً عن تعزيز أنظمة وآليات التظلّم، وأساليب الوساطة وحل النزاعات لمعالجة النزاعات.
التعددية والاندماج
يُعد التنوع حقيقة واقعة في جميع المجتمعات التي تعمل فيها مؤسسة الآغا خان. لكن التعددية خيار، ناجم عن القرارات اليومية التي تتخذها الدولة والجهات الفاعلة في المجتمع المدني وكذلك الأفراد للتعرف على الاختلاف البشري وتقديره. تدعم مؤسسة الآغا خان المجتمع المدني لتعزيز المؤسسات والممارسات التعددية من خلال الإدماج المدروس والمتعمّد لقضايا العرق، الدين، الثقافة، والإعاقة ضمن ارتباطاتنا الخاصة مع شركاء المجتمع المدني. تتعاون مؤسسة الآغا خان مع المركز العالمي للتعددية لدمج مجموعة من الأدوات والمناهج وطرق التفكير ضمن عملنا.
المساواة بين الجنسين
تعمل مؤسسة الآغا خان في العديد من الأماكن التي لديها معايير وتقاليد قوية حول أدوار النساء والرجال، وحيث تستمر عدم المساواة بين الجنسين في إعاقة عملية التنمية. في هذه السياقات، من الأهمية بمكان معالجة عدم المساواة بين الجنسين بشكل مباشر وغير مباشر، ولكن لا بد من القيام بها من خلال طرق يقودها المجتمع وتستجيب لاحتياجات وقيم المجتمع. ولتحقيق ذلك، تعمل مؤسسة الآغا خان مع كل من النساء والرجال والفتيات والفتيان لفهم ومعالجة المعتقدات والممارسات الأساسية التي تخلق وتعزز عدم المساواة بين الجنسين، وتمكين المحرومين، ذكوراً وإناثاً، من تنمية الثقة والمهارات والتحكم بحياتهم، وإنشاء مؤسسات تسهّل إنشاء بيئة داعمة للمساواة بين الجنسين.
يسلط البرنامج الضوء على 1: تمكنت منظمات المجتمع المدني، التي تدعمها مؤسسة الآغا خان في مصر، من جمع ما يعادل 560 ألف دولار أمريكي من خلال التبرعات الخيرية على المستوى المحلي.
يسلط البرنامج الضوء على 2: ساعدت مبادرة "يتو"، التي تدعمها مؤسسة الآغا خان، منظمات المجتمع المدني في كينيا في جمع أكثر من 1.5 مليون دولار أمريكي لمعالجة العديد من القضايا في كينيا.
البنية التحتية للأعمال الخيرية
تمتلك مؤسسة الآغا خان تاريخاً طويلاً في إطار دعمها للأعمال الخيرية المحلية في البلدان التي تتواجد فيها. يقوم مركز باكستان للعمل الخيري والمعهد الأفغاني للمجتمع المدني بإدارة برامج إصدار الشهادات للمجتمع المدني المحلي، وتعزيز الثقة على نحو أكبر بين منظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة الرئيسيين بما في ذلك الحكومة والجهات المانحة. تشارك مبادرة المجتمع المدني الخاصة بجامعة آسيا الوسطى في أبحاث رائدة للعمل الخيري في آسيا الوسطى. في كينيا، تستفيد مبادرة "يتو" من المنصات الرقمية لتعزيز العمل الخيري على المستوى المحلي. تساهم كل من هذه المؤسسات في خلق بيئة مناسبة للأعمال الخيرية المحلية في المناطق الجغرافية لبرنامج مؤسسة الآغا خان.
العمل الخيري الشعبي
بفضل دعم مؤسسة الآغا خان لهيئات المجتمع المدني المحلية للانخراط في الأعمال الخيرية المجتمعية، يمكن لمنظمات المجتمع المدني مثل مجالس التنمية المجتمعية في أفغانستان، ولجان المحلة في طاجيكستان (جهاز يمثل المواطنين) ولجان إدارة المدارس في جميع أنحاء شرق إفريقيا، أن تقوم بحملات للتمويل المحلي لأجل مبادرات التنمية، وأن تعمل كجهاتٍ مانحة، ويمكن أن تكون الموارد المحلية مالية، أو قد تكون عينية أو أعمال تطوعية. من خلال مناقشة مواردها الخاصة على طاولة الحوار، تحصل المجتمعات على ملكية أكبر، ما يعزز من الاستدامة المحتملة لمبادرات التنمية المحلية.