لم تعد المتاحف مجرد مستودعات للثقافة، بل هي مؤسسات تعليمية حيوية يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الخطاب العام، إضافةً إلى أهميتها في إثبات وجود ثقافات ومعتقدات أخرى بطرق تتجاوز الكلمة المكتوبة أو المنطوقة، وهي تقدم دليلاً على حقائق أخرى، وتواريخ أخرى، وتأثيرات أخرى غير تلك التي ربما تعلمناها أو أدركناها.
تدعم المتاحف في أفضل حالاتها التنوع والتعددية، إضافةً إلى تبادل الأفكار وإثراء العقل، فضلاً عن أن المعارض توفر أدوات جيدة للتواصل مع الآخرين. تشبه الأشياء الموجودة في المعرض الكود الذي يمكن فك شفرته من خلال دراسة متأنية. يمكننا من خلال الاطلاع على حقيقة الأشياء التعرّف على الثقافات الأخرى، ومن خلال لغة الأشياء يمكننا الوصول لفهم مشترك، ومن الفهم تتضح الإنسانية المشتركة، الإنسانية التي تؤكد على حب الآخرين، الإنسانية المليئة بالحب وتحرص عليه، وتناضل للتخلص من العقبات التي تواجهها خلال مرحلة الشباب وصولاً لمراحل العمر المتقدمة أثناء سعيها للحصول على المعرفة والمضمون، وبلوغ مرحلة التفوّق في نهاية المطاف.
افتُتح متحف الآغا خان في تورونتو عام 2013، وهو مركز للتعليم والتعلم، ويهدف لتقديم الفنون والثقافة الإسلامية بكافة تنوعاتها التاريخية والثقافية والجغرافية. ستتضمن المخطوطات الموجودة ضمن المجموعة أقدم نسخة معروفة من كتاب ابن سينا "القانون في الطب" الذي يعود لعام 1052.
يُعد المتحف جزءاً من مجموعة الأنشطة الواسعة التي يقوم بها صندوق الآغا خان للثقافة، والتي تهدف إلى الحفاظ على التراث المادي والروحي للمجتمعات الإسلامية وتعزيزه.