أنت هنا

أنت هنا

  • يقدّم سمو الآغا خان شهادةً لأحد الفائزين خلال حفل توزيع جائزة الآغا خان للعمارة في اسطنبول عام 1983.
    AKDN / Christopher Little
شبكة الآغا خان للتنمية
نظرة على ما قدّمته شبكة الآغا خان للتنمية خلال 65 عاماً في خدمة الإنسانية

أصبح الأمير كريم آغا خان، وهو طالب بجامعة هارفارد ويبلغ من العمر 20 عاماً، إماماً (زعيماً روحياً) لمجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين عندما توفي جده السير سلطان محمد شاه في عام 1957.

كرّس الأمير كريم عامه الأول كإمام لزيارة المجتمعات الإسماعيلية حول العالم. وفي نفس العام، منحته جلالة الملكة إليزابيث الثانية لقب صاحب السمو. شهد سمو الآغا خان كإمام شاب فترة من الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار، ما ترك تأثيراً سيئاً بشكل مباشر على المجتمعات الإسماعيلية وجيرانها. كانت البلدان في إفريقيا وآسيا تكافح لنيل استقلالها عن الحكم الاستعماري أو للتكيف مع استقلالها الجديد.

تابع سموّه خلال هذه الفترة القيام بالأعمال بناءً على ما أسسه جده الراحل من خلال ترسيخ وإنشاء مؤسسات جديدة ومعاصرة لتحسين نوعية حياة أتباعه والمجتمعات التي كانوا يعيشون فيها، حيث ستستمر هذه المؤسسات بالتعاون والعمل معاً لتحقيق أهدافها، وقد تعمل بمفردها ولكنها ستلقى الاعتراف والتقدير ككيانات بين المجتمعات لقاء ما تقوم به من أعمال وتقدمه من خدمات.

بدأ عمل الشبكة بمرور الوقت ينقسم إلى أربع مجالات متميّزة ومترابطة.

00_21073.jpeg

يقف سمو الآغا خان مع عدد من تلميذات مدرسة الآغا خان الثانوية للبنات في حي "کهارادر" بباكستان عام 1960.
Copyright: 
AKDN / Cumber archives

دعم التنمية الشاملة

في بداية الستينيات، كانت أوروبا التي دمرتها الحرب قد أنهت في الغالب إعادة الإعمار وشرعت في طفرة اقتصادية واسعة النطاق. أما بالنسبة لبلدان إفريقيا وآسيا، فإن قضايا التقدم الاقتصادي بدأت للتو في الظهور.

أنشأ سمو الآغا خان مجموعة من الشركات تحت اسم شركة خدمات الترويج الصناعي (IPS) في عام 1963. وقد تم إنشاء كل شركة لتوفير رأس المال الاستثماري وتقديم المساعدات الفنية والدعم الإداري لتشجيع وتوسيع المشاريع الخاصة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.

ركزت استثمارات شركة خدمات الترويج الصناعي آنذاك على توفير السلع والخدمات التي تفتقر إليها تلك المناطق، التي بدأت بالخروج من الماضي الاستعماري، المنكوب بالصراعات. وقد تمثّل الهدف في تحسين سبل العيش من خلال خلق فرص العمل والاهتمام بتدفق الاستثمار.

منحت شركة خدمات الترويج الصناعي أهمية كبيرة لمعالجة المنتجات الزراعية كأحد قطاعاتها الأساسية، بما في ذلك الشركات التي توفر السلع للأسواق المحلية ولأسواق التصدير، وتلعب دوراً مهماً في دعم الاقتصاد الريفي.

تُعتبر شركة فريغوكن، على سبيل المثال، أكبر مُصدّر في كينيا للفاصولياء الخضراء المصنّعة، وقد سعت لصياغة مستقبل أفضل لصغار المزارعين في البلاد. توظّف الشركة حالياً أكثر من 3 آلاف شخص، معظمهم من النساء، وتدعم أكثر من 70 ألف من صغار المزارعين. تنفذ الشركة أيضاً برنامجاً شاملاً للصحة في مكان العمل وتوفر للعائلات الشابة مرفقاً للرعاية النهارية.

بالإضافة إلى معالجة المنتجات الزراعية، تتعاون شركة خدمات الترويج الصناعي أيضاً مع الحكومات والمؤسسات المالية والجهات المانحة لابتكار حلول واسعة النطاق لتلبية احتياجات البنية التحتية الملحة، بما في ذلك توليد الطاقة وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية.

تُعد هذه التدخلات الآن جزءاً من صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية (AKFED)، الذي يعمل أيضاً في مجالات الإعلام والترويج السياحي.

000_21826_redimensionner.jpeg

يزور سمو الآغا خان "مجموعة الأمة للطباعة والنشر" في نيروبي بكينيا عام 1981. تم إطلاق صحيفتي "صنداي نيشن" و"ديلي نيشن" في عام 1960.
Copyright: 
AKDN / Christopher Little

يدير الصندوق شركات تجارية معترف بها في البلدان التي يعمل فيها، من ضمنها على سبيل المثال بنك "دياموند ترست" و"بنك حبيب المحدود" و"مجموعة الأمة الإعلامية" و"فنادق سيرينا"، وذلك بهدف بناء مؤسسات سليمة وتعزيز الاقتصادات المحلية.

تستثمر شركاته في بناء وتعزيز الموارد البشرية المحلية بمرور الوقت بما في ذلك المهارات الإدارية والفنية والتسويقية والمالية، ويتم إعادة استثمار الفوائض، التي يتم توليدها، في مزيد من أنشطة التنمية.

قال سمو الآغا خان خلال افتتاح شركة "أُلتيكس إي بي زد المحدودة" في نهر أثي بكينيا عام 2003: "شكّل إعادة تأهيل الاقتصادات الناشئة نتيجةً للصراع الأهلي أو الاضطرابات الداخلية تحدياً كبيراً، وقد واجهنا ذلك في بيئات متنوعة مثل أفغانستان وبنغلاديش وموزمبيق وطاجيكستان وأوغندا. لا يتعلق الأمر بالمكاسب التجارية قصيرة الأجل، بل بالاستثمار على المدى الطويل في المجالات ذات التأثير الإنساني على المجتمعات بشكل واسع".

اقرأ المزيد عن صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية

قدّمت العديد من المؤسسات التي أنشأها سمو الآغا خان ولأكثر من 60 عاماً أيضاً خدمات التمويل الصغير من خلال برامج التنمية المتكاملة ومؤسسات التمويل الصغير القائمة بذاتها. كما قامت المؤسسات بتنظيم مجموعات الادخار وقروض الإسكان الدوارة في وقت مبكر من الخمسينيات.

ساعدت هذه البرامج في بدء المشاريع التجارية، وخلق فرص العمل، وبناء المنازل وتحسينها، وشراء البذور والماشية، والتخفيف من تأثير التكاليف الصحية غير المتوقعة، وإتاحة الوصول للتعليم العالي. كما قامت وكالة الآغا خان للقروض الصغيرة (AKAM) بتبني العديد من هذه البرامج وإدارتها.

تتمثل مهمة وكالة الآغا خان للقروض الصغيرة في إحداث تحسن دائم وقابل للقياس في حياة عملائها من خلال تقديم الخدمات المالية ذات الصلة الرامية للتقليل من ضعفهم وتمكين الإدماج المالي والاقتصادي والاجتماعي.

توفر الودائع للأشخاص من ذوي الدخل المحدود مكاناً آمناً ومناسباً للادخار. بالإضافة لذلك تتيح خدمات الائتمان والادخار والحوالات والتحويلات لأصحاب المشاريع الصغيرة والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة الاستثمار في أعمالهم ومزارعهم والتحكم بشكل أكبر في سبل عيشهم. تسهم الخدمات التي تساعد في خلق فرص العمل، إلى جانب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في تشكيل أساس متين وقوي لاقتصاد وطني مستقر.

اقرأ المزيد عن وكالة الآغا خان للقروض الصغيرة

مساعدة الناس على تحقيق النجاح

بدأ الانتقال من مرحلة الاستعمار إلى الاستقلال في إفريقيا بالتسارع في منتصف الستينيات، في حين كانت المجتمعات الريفية في جنوب آسيا تكافح لمواجهة الجفاف والمجاعة.

أسس سموّه مؤسسة الآغا خان في عام 1967، وهي أول وكالة لما سيصبح شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN). وهذا شكّل خطوة مهمة نحو تعزيز التآزر بين الأنشطة التنموية المختلفة للإمامة الإسماعيلية في ظل هيكل مؤسسي واحد.

لم تكن الحكومات في البلدان النامية مستعدةً لتهيئة مجتمعاتها المهمشة نحو إحراز تقدم مستمر، لذلك ركزت مؤسسة الآغا خان جهودها المبكرة على تقديم الخدمات في مجالات الصحة والتغذية والأمن الغذائي، وسرعان ما تبعها مجالي التعليم وتنمية الطفولة المبكرة.

تقوية وتعزيز المجتمع المدني

أشار مايكل كوكر، المدير العام لمؤسسة الآغا خان، إلى أن المؤسسة ووفقاً لرؤية سموّه "تمنح اهتماماً كبيراً للتنمية بقيادة المجتمع ولتنفيذ البرامج طويلة الأجل بدلاً من المشاريع قصيرة الأجل".

قامت برامج المؤسسة على مدى عقود بتوظيف الديمقراطية الشعبية والاستفادة منها كنقطة انطلاق لتحقيق تحسّن كبير في الظروف المعيشية عند الناس في سلاسل الجبال النائية، والمناطق الساحلية وغيرها من المناطق الريفية ذات الدخل المحدود.

جاء تطوير المنظمات القروية بقيادة المواطنين بشكل دقيق في صميم هذا التحول، حيث تسهم العمليات الشاملة لتلك المنظمات بتمكين عدة مجتمعات من البحث عن حلول مشتركة والعمل على تنفيذها. تقدم هذه المنظمات حالياً المساعدة لأكثر من ثمانية ملايين شخص لتحقيق أكبر قدر من الأمن الغذائي ودخل أُسري أعلى وتوفير فرص متزايدة.

تُعرف هذه المجموعات القروية الآن باسم منظمات المجتمع المدني، وهي ليست تجارية ولا حكومية. كما أنها تهتم بتسخير الطاقات الخاصة للمواطنين من أجل الصالح العام. وقد مكّنتها قدرتها على دفع وتعزيز التقدم من الحصول على الاعتراف والتقدير، المفهوم الذي كان جديداً في السبعينيات والثمانينيات.

هذا وأشار السيد كوكر إلى ما يمتلكه سمو الآغا خان من رؤية وبصيرة رائعتين، قائلاً: "يحتل سموّه مكانة متميّزة للغاية كقائد عالمي، وهو يمنح اهتماماً كبيراً للنهوض بالمجتمع المدني منذ سنوات، عندما كان عدد قليل جداً من الناس يتحدثون عن ذلك".

0_left_22829.jpeg

يتفقد سمو الآغا خان التقدم المحرز في برنامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية في قرية تيرو بمنطقة غيلغيت.
Copyright: 
AKDN / Gary Otte

اقرأ المزيد عن مؤسسة الآغا خان

رعاية وتشجيع العقول المشبعة بالفضول

شرع سمو الآغا خان في الثمانينيات بمشروع يمتد لسنوات عبر تأسيس ما سيصبح جامعة الآغا خان (AKU)، والتي تأسست كأول جامعة خاصة في باكستان عام 1983، حيث اتخذت في البداية شكل كلية التمريض. وقد توسعت على مر السنين إلى ستة فروع في ثلاث قارات، ما سهّل الحصول على التعليم ضمن مجموعة متنوعة من التخصصات.

بدأت الجامعة في الآونة الأخيرة بتقديم برامج تهتم بتعليم المعلمين وتشجّع على دراسة الحضارة الإسلامية، فضلاً عن الاهتمام بالصحافة وتنمية الطفولة المبكرة والسياسة العامة. يشكّل أكثر من 16 ألف خريج من جامعة الآغا خان، من ضمنهم الأطباء والممرضات والمعلمين ومدراء المدارس - ثلثهم من النساء - مجتمعاً عالمياً من القادة، الذين يسهمون برفع المعايير بشكل ناجح في مجالات تخصصهم. وبالمثل، يقوم الباحثون بتوليد معرفة جديدة ويضعون المعايير الضرورية لحل المشكلات التي تؤثر إيجاباً على نوعية حياة ملايين الأشخاص في العالم النامي.

aku_east_africa_3.jpeg

أُقيم حفل توزيع جوائز جامعة الآغا خان في دار السلام بتنزانيا في 24 فبراير 2015.
Copyright: 
AKDN / Zahur Ramji

تنظر ميليندا فرينش غيتس، الرئيس المشارك في مؤسسة غيتس، إلى جامعة الآغا خان بوصفها مؤسسة أساسية، وقد أكدت في حفل التكريم العام الماضي على أن "جامعة الآغا خان مورداً عالمياً وقوة تحويلية في مجال النهوض بالصحة العامة وصحة المرأة".

 

بدورها، قالت معالي أدريان كلاركسون، الحاكم العام السابق لكندا، في عام 2016: "كان سمو الآغا خان المؤسس الملهم للجامعات والكليات، فالتعليم هو أحد الركائز الديمقراطية التي يقدّرها ويهتم بها. وهو يؤكد دائماً على ضرورة الوصول لحلول للمشكلات، فضلاً عن أهمية الانفتاح المستمر على الأسئلة الجديدة".

اقرأ المزيد عن جامعة الآغا خان

ساهم التركيز على حل المشكلات والانفتاح على الأسئلة الجديدة في توجيه نهج سموّه نحو منح المزيد من الاهتمام لتعليم الطلاب الأصغر سناً في دور الحضانة والمدارس الابتدائية والثانوية.

قام السير سلطان محمد شاه بإنشاء مدارس الآغا خان الأولى منذ أكثر من 100 عام في الهند وشرق إفريقيا. تبعها مدارس اليوبيل الماسي للفتيات في شمالي باكستان في الأربعينيات. وقد ورث سموّه المسؤولية عن هذه الشبكة المتنامية من المدارس، وورث معها اهتماماً واسعاً بضرورة النهوض بمستوى التعليم، ولا سيّما في العالم النامي.

لهذا قام سموّه على مدى السنوات التالية بإنشاء مدارس جديدة في المناطق التي تفتقر للتعليم، والتي سيكون هدفها التثقيف والتعليم بدلاً من انتهاج أسلوب الحفظ عن ظهر قلب.

01_1dx0969.jpeg

تُجري إحدى معلمات مدرسة الآغا خان الثانوية العليا في غاكوتش في شمالي باكستان درساً في الهواء الطلق مع طلابها.
Copyright: 
AKDN / Kamran Beyg

قال سمو الآغا خان خلال كلمته بمناسبة الاجتماع السنوي لبرنامج البكالوريا الدولية في أتلانتا عام 2008: "يجب أن يهتم التعليم من أجل القيادة بتطوير المهارات والابتعاد عن أسلوب الحفظ عن ظهر قلب. كما ينبغي للتدريبات أن تهتم بتطوير المهارات نظراً لاختلافها عن التعليم في مجال الفن وعلم التفكير".

يُعتبر مجال الفن وعلم التفكير المحور الأساسي للمؤسسة المعروفة اليوم باسم مدارس الآغا خان (AKS)، حيث تزود مراكز التعلم التابعة لها التلاميذ، بدءاً من الأطفال الصغار وصولاً للمراهقين، بالمعرفة والمهارات والمواقف والقيم اللازمة للنمو في عالم معقد وحيوي. هذا ويتم تعليم المتعلمين في مدارس الآغا خان كيفية اتخاذ خيارات أخلاقية واحتضان التعددية، فضلاً عن تقديم الخدمات لأبناء مجتمعاتهم.

تفخر مدارس الآغا خان أيضاً بالنموذج المبتكر لأكاديميات الآغا خان (AKA) إلى جانب إدارتها لأكثر من 200 مدرسة في 13 دولة.

أنشأ سمو الآغا خان شبكة متكاملة من المدارس المتميزة في عام 2000، والتي تهدف لتوسيع نطاق الوصول إلى تعليم ذي معايير دولية. افتُتحت أكاديمية الآغا خان الأولى في مومباسا بكينيا في عام 2003، في حين تم افتتاح الأكاديمية الثانية في حيدر أباد بالهند في عام 2011، بينما افتُتحت الأكاديمية الثالثة في مابوتو بموزمبيق عام 2013.

000_26005.jpeg

يلتقي سمو الآغا خان بطلاب المرحلة الابتدائية ومعلمتهم في أكاديمية الآغا خان في مومباسا.
Copyright: 
AKDN / Gary Otte

وبناءً على إطار برنامج البكالوريا الدولية (IB)، يهتم منهاج الأكاديميات بتدريس موضوعات محددة لمنح الطلاب الاستثنائيين المهارات اللازمة للقيادة في مجالاتهم على المستويين المحلي والعالمي من خلال تعزيز الوعي الدولي والمسؤولية الاجتماعية والإبداع، فضلاً عن الالتزام بالمعايير الأخلاقية العالية. تقبل الأكاديميات الطلاب على أساس الجدارة فقط، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية أو قدرة الأُسرة على الدفع.

تعمل الأكاديميات على تعزيز أنظمة التعليم الوطنية من خلال التطوير المهني المستمر للمعلمين وذلك أثناء رعاية وتثقيف هؤلاء الطلاب الموهوبين ليصبحوا قادة على المستوى المحلي وضمان تمتعهم بكفاءات ذات جودة عالمية.

اقرأ المزيد عن مؤسسة الآغا خان للخدمات التعليمية و أكاديميات الآغا خان

تنمية الصحة العامة والاهتمام بها

رغم أن التنمية الريفية والتعليم هما من المدخلات الحيوية في معضلة التنمية، إلا أن الصحة تشكّل أهمية كبيرةً أيضاً. لهذا السبب، بذل سموّه جهوداً كبيرة في إنشاء عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في إطار ما سيصبح مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية (AKHS).

قال سمو الآغا خان خلال مقابلة معه في عام 2011: "علمتنا التجربة أن أي فكرة للتخفيف من حدة المشكلات يجب أن تبدأ بإجراء تحليل معمّق للأسباب المتعددة التي تتطلب حلولاً. كما تعلمنا أن الاستجابات الجزئية غالباً ما تكون هشة وقصيرة الأجل، لهذا يجب أن تكون الاستجابات ذات نطاق واسع وعلى المدى الطويل".

تقوم شبكة الآغا خان للتنمية بالكثير من الأعمال، وهي تتبع نهجاً شاملاً وبعيد المدى في مجال الصحة لمعالجة القضايا المزمنة في المجتمعات ذات الدخل المحدود. تقدم الشبكة خدماتها مباشرةً من خلال مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، وهي إحدى أكبر أنظمة الرعاية الصحية الخاصة غير الهادفة للربح في العالم النامي. يتمتع نظامها الصحي بخبرة تمتد لعدة عقود، وقد دربت المؤسسة الآلاف من الممرضات والقابلات والأطباء. كما أنها تتولى إدارة مشاريع صحية مجتمعية من خلال التعاون مع برامج تنموية أخرى في بعض المناطق النائية والأكثر فقراً في العالم.

تأسس مستشفى الآغا خان للنساء والأطفال في حي "کهارادر" في عام 1924 كدار لرعاية الأمومة، وهو أول مشروع من نوعه وبدعمٍ من السير سلطان محمد شاه، الذي أسس المزيد من المراكز الصحية على مدى العقدين المقبلين. وكما هو الحال مع المدارس، ورث سمو الآغا خان الحالي هذه المرافق، ومنح الكثير من الاهتمام للقطاع الصحي في البلدان النامية.

بدوره، وصف الدكتور هايس وُلرافن، مدير الصحة بشبكة الآغا خان للتنمية، الزيارة التي قام بها سموّ الآغا خان إلى باكستان في أوائل الثمانينيات للاطلاع على التقدم المحرز في المشاريع الصحية هناك، حيث ظهر جلياً اهتمام سموّه وعنايته العميقة بالتفاصيل قائلاً: "لقد أدرك سموّه بالفعل في ذلك الوقت أهمية استمرارية تقديم الرعاية، إلى جانب الاهتمام بنموذج 'محور ثنائي المستوى، الذي يؤمن الاتصال بين مرافق استقبال الخدمات ومرافق تقديم الخدمات'، فضلاً عن أهمية التعليم والبحث، وإتاحة هذا النظام الصحي الشامل القائم على أساسٍ جيدٍ جداً في كل مكان".

يقع المركز في حي "کهارادر"، وهو حالياً مستشفى مجهز على نحوٍ جيدٍ ويضم 48 سريراً مع غرفة للولادة وغرفة لإجراء العمليات ومختبر وجناح للمرضى الداخليين وحضانة وصيدلية. كما يحتوي المستشفى على مدرسة للقبالة، والتي توفر مرافق لإقامة القابلات المتدربات. هذه التوسعات ليست سوى مثال واحد على النمو الذي شهدته مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية على مدى 65 عاماً الماضية.

توفر مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية اليوم الرعاية الصحية الأولية والرعاية العلاجية في أفغانستان والهند وكينيا وباكستان وتنزانيا، من خلال أكثر من 230 مركزاً صحياً ومستوصفاً ومستشفى ومراكز تشخيص ومنافذ للصحة يستفيد منها مليون شخص من أبناء المجتمعات، فضلاً عن تقديمها الخدمات لـ1.2 مليون مريض زائر سنوياً. كما أنها توفر المساعدة الفنية للحكومات أثناء تقديم الخدمات الصحية في كينيا وسوريا وطاجيكستان، حيث يتمثل هدفها في التعاون مع الأنظمة الصحية الحكومية وما تقدمه من خدمات.

تتميّز مستشفيات الآغا خان في شرق إفريقيا وأجزاء من جنوب آسيا بالتزامها وعلى مستوى عالٍ تطبيق الممارسات الأخلاقية والابتكار، فضلاً عن تقديم رعاية عالية الجودة وآمنة ومرتكزة على الأدلة.

000_55481.jpeg

زيارة سموّه إلى مستشفى الآغا خان في نيروبي عام 2015.
Copyright: 
AKDN / Zahur Ramji

قال الدكتور وُلرافن: "نقوم بتكييف وتطوير نظامنا الصحي لتقديم الخدمات للسكان على نحو أفضل. تقوم العديد من الدول المتقدمة أو ذات الدخل المرتفع بالاستفادة من الإجراءات التي نقوم بها في بيئاتنا الخاصة".

ورغم أنه تم التركيز كثيراً خلال العامين الماضين على الأمراض المعدية أثناء جائحة كوفيد-19، إلا أن نهج مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية استمر في التطور والنمو بما يتماشى مع الطبيعة المتغيرة للمرض، إضافةً إلى التخطيط لبناء مرافق جديدة مثل مركز رعاية مرضى السرطان المتطور في مستشفى الآغا خان بدار السلام، الذي يجري التخطيط لبنائه مع أخذ هذه التغييرات في الاعتبار.

وأضاف الدكتور وُلرافن: "مع التغيّرات في التركيبة السكانية، والتغيّرات في أنماط الحياة، ثمة ظهور لأمراض أخرى، لهذا فإننا نولي الكثير من الاهتمام حالياً للتعامل مع ارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل الصحة العقلية".

اقرأ المزيد عن مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية

بناء وتعزيز مجتمعات قادرة على الصمود

في أوائل التسعينيات وبعد وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفيتي، اندلعت الحرب الأهلية في طاجيكستان، ما تسبب بحدوث نقص حاد في الغذاء والطاقة في منطقة باداخشان المعزولة جغرافياً في جبال بامير. وفي شتاء عام 1992، نشأت أزمة إنسانية حادة، ما عرّض حياة عدد لا يحصى من الأشخاص وسبل عيشهم للخطر.

لذلك أطلق سمو الآغا خان وبناءً على طلب من حكومة طاجيكستان جهود الإغاثة الطارئة، ما أدى لحدوث تغييرات إيجابية للأمة الناشئة حديثاً.

كما تمكنت شبكة الآغا خان للتنمية بحلول منتصف التسعينيات من الاستجابة للأزمات على نحو مميّز وذلك من خلال مؤسسة فوكاس للمساعدات الإنسانية (FOCUS)، التي استجابت للكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان، مع سعيها لتحقيق هدفها على المدى الطويل والمتمثل بالتقليل من الاعتماد على المساعدات الإنسانية ومساعدة المجتمعات على الانتقال لتنمية مستدامة تعتمد على الذات وطويلة الأجل.

في الوقت نفسه، كانت مؤسسة الآغا خان لخدمات التخطيط والبناء، والتي أسسها سموّه في عام 1980، تعمل على تحسين البيئة المبنية من خلال تصميم وبناء المساكن، وتخطيط القرى، وإنشاء شبكات للمياه والصرف الصحي وما إلى ذلك في العديد من المناطق التي تعمل فيها مؤسسة فوكاس للمساعدات الإنسانية.

تم دمج تلك المؤسسات في عام 2016 ضمن كيان جديد بعنوان وكالة الآغا خان للسكن (AKAH)، والتي عملت على الجمع بين المشاريع الجارية مع الاعتراف بالدور المؤثر والمتزايد للتغيّرات المناخية على كل من البيئة المبنية ومخاطر الكوارث.

أظهرت الدراسات الحديثة أن المناخ يتغير بسرعة أكبر في المناطق الجبلية مقارنةً مع المناطق الأخرى، لهذا فإن الأشخاص الذين يعيشون هناك معرضون بشكل خاص لخطر الزلازل والانهيارات الثلجية والفيضانات والانهيارات الأرضية. لذلك تقوم وكالة الآغا خان للسكن بتركيز تدخلاتها على تلك المناطق.

من جانبه، تحدث أونو روهل، المدير العام لوكالة الآغا خان للسكن، عن المجتمعات التي تعيش فيما يسمى بسقف العالم، قائلاً: "لاحظ سموّه قبل الجميع أن المخاطر تزداد سوءاً، مدركاً أنه من أجل تحسين نوعية الحياة في المجتمعات الريفية والجبلية، ينبغي التسلّح بطموح كبير لمعرفة كيفية التعامل مع تلك المخاطر وضرورة الاستعداد لمواجهتها حتى يتمكن الناس من العيش والازدهار رغم المخاطر".

00_gabion_weaving_04.jpeg

تتعلم المجتمعات تدابير التخفيف من حدة الكوارث الطبيعية مثل صناعة صناديق معدنية يتم ملؤها بالحجارة والتراب لبناء جدران تسهم في تثبيت المنحدرات وضفاف الأنهار في طاجيكستان.
Copyright: 
AKAH Tajikistan

وأضاف السيد روهل أن هذا يتطلب تعاوناً بين الوكالات العاملة وبين الوحدات الحكومية والوكالة الرئيسية التي تتمتع بمقدرات فكرية، قائلاً: "لهذا السبب أنشأ سموّه وكالة الآغا خان للسكن للقيام بتلك المهمات".

تقدم وكالة الآغا خان للسكن حالياً المساعدة للمجتمعات المحلية في كل من المراكز الحضرية ذات الكثافة السكانية والقرى الجبلية النائية على مواجهة آثار التغيّرات المناخية من خلال إعادة التفكير بطرق تصميم المباني وتشييدها وتشغيلها، ما يضع مبادئ المباني الصديقة للبيئة في صميم عملية التنمية.

تقود هذه المبادئ وعلى نطاق أوسع جهود شبكة الآغا خان للتنمية للاهتمام بالبيئة المبنية في جميع مؤسساتها وبرامجها من أجل الوصول لنسبة صفر في انبعاثات غاز الكربون بحلول عام 2030.

اقرأ المزيد عن وكالة الآغا خان للسكن

لكي تزدهر المجتمعات بشكلٍ كاملٍ، يجب تعزيز شعور الانتماء لديها، إضافةً إلى حاجتها لتقوية علاقاتها مع جيرانها والعالم الأوسع.

تأسست جامعة آسيا الوسطى (UCA) في عام 2000 كجامعة علمانية خاصة غير هادفة للربح من خلال معاهدة دولية وقعها سمو الأغا خان بالإضافة إلى كل من جمهورية طاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان، حيث قامت البرلمانات المعنية بالمصادقة على هذه الاتفاقية وجرى رسمياً تسجيل الجامعة لدى الأمم المتحدة.

تتمثل مهمة الجامعة في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في دول آسيا الوسطى، ولا سيّما المجتمعات الجبلية لتقديم معيار معترف به دولياً للتعليم العالي. كما تهدف إلى ربط المجتمعات الريفية المعزولة مع المجتمع العالمي وبناء رأس المال البشري اللازم للاقتصادات الحديثة والحكم المستقر.

أنشأت جامعة آسيا الوسطى ثلاثة حُرم جامعية بعيداً عن المراكز الحضرية الرئيسية، والتي تجذب ثلثي طلابها من المدن الثانوية والقرى الصغيرة والمناطق الريفية، وهي تراعي المساواة بين الذكور والإناث. تم بناء أول حرم جامعي سكني في نارين بقرغيزستان في عام 2016، والثاني في خوروغ عام 2017، ومن المتوقع افتتاح الحرم الثالث في كازاخستان خلال السنوات المقبلة.

يتلقى طلاب جامعة آسيا الوسطى تعليماً واسع النطاق في الفنون الليبرالية (مثل الأدب والتاريخ)، التي تفتح عقولهم على العلوم الإنسانية والفنون والعلوم قبل أن يتخصصوا في المجالات التي يختارونها.

قال سموّ الآغا خان خلال حفل توزيع الشهادات الأول لجامعة آسيا الوسطى العام الماضي: "يذكرنا طلاب قسم التاريخ العالمي كيف قادت آسيا الوسطى منذ ألف عام العالــم

0_61055.jpeg

يُرحب سمو الآغا خان بطلاب الدُفعة التأسيسية لجامعة آسيا الوسطى في نارين بجمهورية قيرغيزستان عام 2016.
Copyright: 
Iskender Ermekov
في مجال الإنجازات الثقافية والفكرية، ففي هذه المنطقة نشأ الطب، وفيها حصل الجبر على اسمه، وفيها تم حساب قطر الأرض بدقة، فضلاً عن كتابة بعض من أعظم الأشعار في العالم".

 

وأضاف سموّه: "حدث هذا لأن المجتمعات كانت منفتحة على الأفكار الجديدة، ومنفتحة على التغيير، إلى جانب انفتاحها على العلماء والأشخاص من خلفيات عديدة. يمكن لهذا النوع من الانفتاح أن يفتح الأبواب أمام المستقبل مرةً أخرى، ويسمح لنا بالإجابة على الأسئلة العظيمة في زماننا ومكاننا".

أصبحت جامعة آسيا الوسطى بعد سنوات من الاستثمار في البحث والتعليم عبر الحدود في وضع جيد يسمح لها بفتح هذه الأبواب والإجابة على هذه الأسئلة الرائعة.

اقرأ المزيد عن جامعة آسيا الوسطى

تكريم التراث الثقافي

عندما كان الازدهار الاقتصادي في الغرب يقترب من نهايته في سبعينيات القرن الماضي، كان سمو الآغا خان يفكر في حالة العمارة في العالم الإسلامي. كان ثمة تطور سريع في الوضع العمراني نتيجةً لتوفر نسخ رخيصة من تصاميم المباني الأجنبية، التي أصبحت سائدة في العالم الإسلامي، إلى جانب التراجع الكبير وعدم الاهتمام بتقاليد العمارة الإسلامية.

كان ثمة عدد قليل من الجوائز في مجال العمارة على المستوى الدولي في عام 1977، لهذا اتخذ سموّه خطوةً لتأسيس جائزة الآغا خان للعمارة، رداً على الأسئلة والاستفسارات التي أثارتها تلك الأعمال والمواقف. وقد جاء ذلك نتيجةً لولع سمو الآغا خان بمجال وممارسة العمارة، واصفاً الهندسة المعمارية بأنها الشكل الفني الوحيد الذي يمتلك تأثيراً مباشراً ويومياً على نوعية حياة الإنسان.

تُمنح الجائزة كل ثلاث سنوات للمشاريع التي تضع معايير جديدة للتميّز في هندسة العمارة وممارسات التخطيط والمحافظة على التاريخ، إضافةً إلى هندسة المناظر الطبيعية. تسعى الجائزة من خلال جهودها إلى تحديد وتشجيع بناء المفاهيم التي تلبي بنجاح احتياجات وتطلعات المجتمعات التي يتواجد المسلمون فيها بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.

تم على مدار الـ45 عاماً الماضية تجميع وثائق لأكثر من 7500 مشروع بناء منتشر في جميع أنحاء العالم، وقد حصل أكثر من مائة مشروع على جوائز. تعتبر الجائزة في الوقت الراهن إحدى أعرق الجوائز في مجال العمارة.

هذا وقام سمو الآغا خان منذ إنشاء الجائزة بمنح المزيد من الاهتمام للثقافة من أجل التركيز أيضاً على تنشيط وإحياء المجتمعات في العالم النامي من الناحية المادية والاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي تولى القيام به صندوق الآغا خان للثقافة (AKTC).

بدوره، أعرب لويس مونريال، المدير العام لصندوق الآغا خان للثقافة قائلاً: "عندما أنظر إلى ما قام به سموّه ومسار تفكيره، أعتقد أنه أحدث تقدماً رائعاً بشكل تدريجي. كما أنه نتيجةً لأنشطة الجائزة، حدد سموّه أهمية الاهتمام بالمباني العامة (غير الفردية)، وضرورة التعامل مع النسيج الحضري، المنطقة التي يعيش معظم الناس فيها حالياً".

000_india_05_08_0230.jpeg

قام سمو الآغا خان بزيارة للاطلاع على أعمال ترميم حضانة "نيلا غومباد" ومنتزه سَنْدر نيرْسَري في دلهي بالهند.
Copyright: 
AKDN / Gary Otte

أظهر برنامج الآغا خان للمدن التاريخية، على سبيل المثال، كيف أن إنشاء المنتزهات والحدائق، والحفاظ على المباني التاريخية، فضلاً عن تحسين النسيج الحضري وإعادة إحياء التراث الثقافي تُعتبر في كثير من الحالات الأصول الوحيدة المتاحة أمام أبناء المجتمع، والتي يمكن أن توفر نقطة انطلاق لتحقيق التنمية الاجتماعية.

قام صندوق الآغا خان للثقافة منذ التسعينيات بربط أعمال التراث الثقافي بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية في مدن تضم القاهرة و كابول و حيدر أباد و دلهي و جيني. أثبتت هذه المشاريع أن الاستثمار في إعادة تأهيل الأصول الثقافية والأماكن العامة، إلى جانب إدخال برامج التمويل الصغير والخدمات الصحية تمتلك تأثيراً مباشراً في تحسين نوعية حياة الناس، فضلاً عن منحهم القدرة على توليد الدخل.

قام سمو الآغا خان مؤخراً بإنشاء متحف الآغا خان في تورنتو بكندا، والذي يضم أكثر من 1000 قطعة من روائع معروضات الفنون الخاصة بالحضارة الإسلامية من شبه الجزيرة الأيبيرية إلى الصين. وتستمر مجموعته الحيوية المؤلفة من المخطوطات والأدوات العلمية واللوحات الفنية والأواني الخزفية، فضلاً عن الأعمال المعدنية بالتطور عبر عمليات الاستحواذ الجديدة التي يقوم بها المتحف، والذي تم افتتاحه أمام الجمهور لأول مرة في عام 2014.

كما يقدم المتحف برامج تعليمية تسلّط الضوء على الروابط بين العصور والثقافات، إضافةً إلى أهمية تعزيز قيمة الثقافة لدى مختلف الجماهير لما لها من فائدة إضافية تتمثل في تشجيع التعددية واحتضان الاختلاف الذي يمكن أن يساعد المجتمعات في معالجة قضايا الظلم وعدم المساواة والإقصاء.

قال سموّه خلال الاجتماع السنوي لبرنامج البكالوريا الدولية في عام 2008: "علمتنا التجربة أيضاً أن الناس لا يولدون ولديهم القدرة الفطرية أو الرغبة في أن يروا الآخر كشريك لهم في المجتمع، لهذا يجب الاهتمام بالتعددية وتدريسها".

وهكذا، يتم تدريسها والاحتفال بها ومكافأتها.

akmi-akma-2019-sangare_dsc3717_r.jpeg

أُقيم حفل توزيع جوائز الآغا خان للموسيقى الافتتاحي في لشبونة بالبرتغال في عام 2019.
Copyright: 
AKDN / Antonio Pedrosa
سعت مبادرة الآغا خان للموسيقى، التي تأسست في عام 2000، إلى المساعدة في إحياء جزء من التراث العالمي الذي كان يختفي بسرعة: التقاليد الموسيقية الحية للمجتمعات المتنوعة في جميع أنحاء العالم حيث يتمتع المسلمون بحضور كبير. ثم تحوّل عمل المبادرة، التي كانت تركّز على تعزيز تعليم الموسيقى والتوجيه، والإبداع والأداء، والإنتاج والتوثيق والنشر، إلى برنامج الآغا خان للموسيقى، الذي يحتفي بالقدرات الإبداعية الاستثنائية والواعدة وذلك من خلال جوائز الآغا خان للموسيقى، التي أنشأها سموّه في عام 2018.

قال سموّه في حفل توزيع الجوائز الافتتاحي عام 2019: "إن القوى التكنولوجية التي تعيد تشكيل عالمنا تعني الآن أن الجيران الذين يعيشون على الجانب الآخر من الكوكب قريبون منا مثل جيراننا الذين يعيشون في الشارع. في مثل هذا العالم، يتطلب منا السلام والتقدم أن نعزز أجندة تعددية، وأن نستثمر في أخلاقيات عالمية. تهدف جوائز الموسيقى هذه إلى أن تكون استثماراً وترويجاً في هذا المجال.

 

اقرأ المزيد عن صندوق الآغا خان للثقافة

قائد ذو رؤية

نمت شبكة الآغا خان للتنمية تحت قيادة سموّه وتطورت على مر العقود. وقد فازت وكالاتها بالعديد من الجوائز، إضافةً إلى أن عملها المبكر في مجال التنمية الريفية على مدى عقود كان بمثابة مخطط لإنشاء منظمات أخرى.

يُعتبر نهج الشبكة طويل الأجل إحدى السمات المميزة لها، والذي غالباً ما تتولى عدة أجيال تنفيذ أنشطته، فضلاً عن الالتزام بمبادئ الأخلاق التي تُعتبر أساس عملها إلى جانب التركيز على الجودة.

قال السيد كوكر، المدير العام لمؤسسة الآغا خان: "يؤكد سمو الآغا خان كثيراً على أهمية الجودة في كل ما نقوم به، بغض النظر عن السياق، إضافةً إلى تأكيده الشديد خلال اجتماعنا الأول مع سموّه بضرورة القيام بأفضل ما نستطيع فعله".

وهذا من شأنه المساعدة في ضمان أن تضع شبكة الآغا خان للتنمية الأساس للتقدم للأجيال القادمة، وتحسين نوعية حياة الناس، مع مراعاة المساواة بين الجنسين، إلى جانب تعزيز التعددية، والعمل بانسجام مع البيئة الطبيعية.

حصل سمو الآغا خان على مدار الـ65 عاماً الماضية على أكثر من 70 تكريماً وجائزة وشهادة فخرية دولية من مختلف الحكومات والجامعات ومنظمات المجتمع المدني، ما يوضح أن عمله، من خلال شبكة الآغا خان للتنمية وغيرها، كان ولا يزال موضع تقدير جماعي واسع.

واختتم السيد كوكر كلامه قائلاً: "أبلغ من العمر 63 عاماً، وقد قمت بالكثير من الأشياء. عندما أستيقظ كل صباح، أشعر بالنشاط والإلهام والامتياز العميق للعمل هنا، وهذا يشجعني على الاستمرار للقيام بدوري المتواضع لتحقيق رؤية سموّه".

0_82_1a3_r15_n18.jpeg

يلتقي سمو الآغا خان مع قادة المجتمع لمناقشة سبل توفير وصول أكبر إلى التعليم الجيد لأطفالهم في مومباسا بكينيا عام 1982.
Copyright: 
AKDN / Christopher Little