يعمل فرانسيس كيميو في مزرعة المانغو الخاصة به منذ 14 عاماً في قرية كينجيليتي بمقاطعة ماكويني، وهو أب لأربعة أطفال. تُعد هذه المقاطعة الواقعة في الإقليم الشرقي السابق في كينيا من بين المناطق الرائدة في إنتاج المانغو في البلاد. واجه العديد من صغار مزارعي المانغو مثل فرانسيس صعوبة في تغطية نفقاتهم.
يشير فرانسيس، البالغ من العمر 66 عاماً، أنه توجب على المزارعين في منطقته بيع منتجاتهم من ثمار المانغو بأسعار منخفضة رغم أدائهم الجيد، حيث يقوم الوسطاء بشرائها بأسعار منخفضة حوالي 3 شلن كيني للثمرة الواحدة وأحياناً بأقل من 1 شلن كيني (0.01-0.03 دولار أمريكي)، وبهذا لا يتمكن المزارعون من تغطية نفقاتهم.
يقول فرانسيس: "لم يكن ثمة تحسُّن ملحوظ في الأسعار التي يقدمها الوسطاء للمزارعين، وكانوا ماهرين في عملية الشراء حيث يقومون بشراء كميات صغيرة وبسعر أقل في كل مرة ثم يرجعوا لشراء الباقي، الأمر الذي سبب خسائر كبيرة لنا بعد الحصاد بسبب نقص الأسواق، وكنا في كثير من الأحيان نطعم الأبقار ثمار المانغو، وبهذا كان يذهب المحصول سدىً".
لا تختلف قصة ديانا مويما عن قصة فرانسيس، فقد كانت تساعد زوجها وهو أحد مزارعي المانغو منذ عام 2000. ولكن خلال السنوات العشرين الأخيرة، لم يحققا دخلاً مقبولاً رغم عملهما الشاق.
بدأت شركة "بريميير فوود للصناعات المحدودة" في عام 2019، إحدى شركات مشروع خدمات الترويج الصناعي وبدعم وتعاون من "مبادرة التمويل الزراعي" التي يمولها الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن المساعدة المقدمة من "الوكالة السلوفاكية للتعاون الإنمائي الدولي" مشروعاً تجريبياً للتعاقد مع مزارعي المانغو في منطقتين: مقاطعتي ماكوينى وكوالي، وتمثل الهدف من المشروع ربط المزارعين مباشرة مع شركة "بريميير فوود للصناعات المحدودة" للمساعدة في زيادة عائداتهم.
توفر شركة "بريميير فوود للصناعات المحدودة" من خلال التعاقد المباشر مع المزارعين سوقاً جاهزاً لمنتجاتهم، إضافة إلى أن المشروع يقدم خدمات إرشادية للمزارعين في تلك المناطق ويدرّبهم على ممارسات الزراعة المستدامة للحفاظ على منتجات عالية الجودة. وقد نجح هذا النموذج مع شركة "فريغوكن"، أكبر مصدّري الفاصوليا الخضراء المصنّعة في كينيا، وهي الشركة الشقيقة لـ "بريميير فوود للصناعات المحدودة"، والتي تدعم من خلال أعمالها الآلاف من صغار المزارعين في المناطق الريفية في كينيا.
يقول فرانسيس: "لقد لاحظت فرقاً كبيراً منذ أن التحقت للعمل مع مشروع شركة "بريميير فوود للصناعات المحدودة"، حيث أن الشركة قدمت لنا التدريبات الضرورية، الأمر الذي ساعدني وساعد المزارعين الآخرين، إضافةً إلى تدريبنا على الطرق الصحيحة للتخلص من الآفات والأمراض وكيفية التقليم، فضلاً عن أمور أخرى.
شكّل كتيّب الإرشادات الذي قدمته الشركة فائدة كبيرةً أيضاً، إلى جانب ما قدموه من معلومات جيدة تفيد المزارعين إذا قاموا بتطبيقها، ما يؤدي لحصولهم على محصول جيد من أشجار المانغو. وقد ساعدني الكتيّب شخصياً في الحفاظ على نظافة وصحة الأشجار للحيلولة دون إصابتها بالآفات".
يتلقى المزارعون إلى جانب التدريبات والإرشادات رسائل منتظمة من موظفي قسم الإرشاد في شركة "بريميير فوود للصناعات المحدودة" حول الممارسات الزراعية الجيدة. وبدعم من هذا المشروع، أصبح فرانسيس الآن قادراً على تلبية معظم احتياجات عائلته، الأمر الذي كان يُشكّل مهمة شاقة لسنوات.
تشعر ديانا وزوجها حالياً بالراحة خلال عملهما، وليس من داع للقلق بشأن مستقبل أسرتهما لأن عائدات المانغو تشكّل دعماً لهما، وتقول: "مع توفر سوق جاهز، الأمر الذي كان يشكّل تحدياً كبيراً بالنسبة لنا، إلى جانب التدريبات المنتظمة والمتابعة من قبل موظفي شركة "بريميير فوود للصناعات المحدودة"، فإن الظروف لزراعة أشجار مانغو جديدة مناسبة في الوقت الراهن".
قدمت شركة "بريميير فوود للصناعات المحدودة" حتى الآن الدعم لأكثر من 500 من مزارعي المانغو في مقاطعات ماكويني وكوالي وتانا ريفر. ويتمثل الهدف من المشروع في إنشاء سلسلة نشطة ومستدامة وذات قيمة في الإنتاج والتسويق تصبُّ في مصلحة المزارعين، فضلاً عن تقديم خطط لتوسيع نطاق المشروع، ما يصبُّ أيضاً في مصلحة الآلاف من صغار المزارعين في النهاية.
اقتُبس هذا المقال من قصة نُشرت على موقع خدمات الترويج الصناعي.
