قامت شبكة الآغا خان للتنمية بزراعة أكثر من 100 مليون شجرة خلال نصف القرن الماضي، وهي تهتم بتشجيع طلاب المدارس والجامعات على المشاركة في زراعة الأشجار بالتعاون مع مجتمعاتهم المحلية، ما مكّنها من زراعة 33.5 مليون شجرة في إقليمي غيلغيت - بالتستان وخيبر باختونخوا بباكستان. بالإضافة إلى قيام الوكالة بتدريب الشباب العاطلين عن العمل في كينيا على زراعة الشتلات، والحد من استهلاك الحطب من خلال تشجيعهم على استخدام مواقد فعالة وإنشاء محطات صغيرة لتوليد الطاقة الكهرومائية.
تمتد الفوائد إلى ما هو أبعد من الأهمية الكبيرة للأشجار في امتصاص غاز الكربون لمواجهة التغيّرات المناخية، حيث يسهم الاهتمام الكبير والمسؤول بزراعة الأشجار في توفير الغذاء والوصول لبيئة ممتعة وصحية. كما تسهم الأشجار في زيادة التنوع البيولوجي، وتشجع على إعادة استثمار المزيد من الأراضي المهمشة، وتحسين إدارة التربة والمياه، فضلاً عن توفير الحماية من الأخطار الطبيعية وتنشيط المجتمعات الريفية.
الحد من مخاطر الكوارث
تشير البيانات غير الرسمية إلى أن المناطق المغطاة بالأشجار في جميع أنحاء طاجيكستان قد انخفضت من 20% في عام 1991 إلى أقل من 3% في عام 2019. لهذا تقدم وكالة الآغا خان للسكن (AKAH) المساعدة لطاجيكستان من خلال تشجيع مشاركة المجتمعات المحلية في زراعة الأشجار وإحراز تقدم نحو تحقيق الأهداف الرامية للتخفيف من حدة التغيّرات المناخية في البلاد بموجب "المساهمة الوطنية المحددة".
akf-tajikistan-forest-planted-byakf.jpg
قامت وكالة الآغا خان للسكن مؤخراً وبالتعاون مع حكومة إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم (GBAO) بزراعة أكثر من 2000 شجرة في جميع أنحاء المنطقة. وقد موّل صندوق الأمير صدر الدين آغا خان للبيئة المبادرة كجزء من جهد أكبر لتشجيع زراعة الأشجار والاهتمام بالتشجير كحلول طبيعية للحد من مخاطر الكوارث. تتعاون وكالة الآغا خان للسكن مع الحكومة المحلية لتطوير مشتلين لمواجهة التغيّرات المناخية بشكل مستدام، فضلاً عن تشجيع زراعة شتلات الإرث (صنفٌ كان يُزرع ويؤكل بشكل شائع في تاريخ البشرية ولكنه لم يعد متاحاً على نطاق واسع بسبب ممارسات الزراعة التجارية الحالية) وذلك ضمن مبادرات الحد من مخاطر الكوارث البيئية في بامير. نقوم أيضاً بتركيب أنظمة إمدادات المياه ونتعاون مع السلطات المحلية وأفراد المجتمع لتحديد مواقع المزارع وتجهيزها ومراقبتها.
وبالمثل، أثّرت التغيّرات المناخية في أفغانستان على نحو كبير على المناظر الطبيعية وشكّلت تهديداً حقيقياً للغاية على السكان. كان لزيادة حالات الجفاف والتغيّر في معدلات هطول الأمطار وحدوث الفيضانات والانهيارات الثلجية آثار وخيمة على الناس والممتلكات. زرعت وكالة الآغا خان للسكن بالتعاون مع المجتمع المحلي 3500 شجرة في داشت دهخاو في باداخشان بأفغانستان في عام 2021، ما ساعد في تثبيت منحدر خطير وحماية القرية الواقعة أسفله من الانهيارات الصخرية والأرضية القاتلة.
تستهدف مبادرات وكالة الآغا خان للسكن زراعة الأشجار في المواقع المعرضة بشكل خاص للمخاطر الطبيعية، حيث تسهم الأشجار في توفير الحماية ضد الكوارث مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية مع توسيع المساحات الخضراء العامة.
زيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية
يمكن للمساحات الخضراء أن تسهم بتغيير نوعية حياة سكان المدينة، وتوفر مساحة للترفيه والاسترخاء وممارسة التمارين. تخلق المنتزهات "رئات خضراء" للمدن، وتحد من التلوث وتحافظ على الأنظمة البيئية المحلية. تدعم وكالة الآغا خان للسكن حملات زراعة الأشجار في المناطق الحضرية بقيادة المجتمع المحلي لتحسين نوعية الحياة وتعزيز المسؤولية البيئية.
قمنا بزراعة 300 شجرة في إحدى حدائق العاصمة دوشانبي وذلك بالتعاون مع لجنة حماية البيئة التابعة لحكومة طاجيكستان ومكتب عمدة دوشانبي وحكومة سويسرا.
aktc-afghanistan-189639.jpg
تؤدي التغيّرات المناخية في كابول إلى تفاقم آثار التحضّر غير المخطط له، ناهيك عن زيادة في عدد المركبات الآلية على الطرق، وإنشاء المباني الشاهقة، والتي تسهم جميعها في تقليص مساحة التجمعات العامة نتيجةً للاستغلال التجاري للأراضي.
قامت شبكة الآغا خان للتنمية ببناء منتزهين رئيسيين في العاصمة كابول: حدائق تشيهيلستون وحدائق بابور. بالإضافة إلى ذلك، عملت الشبكة على زراعة 50 ألف شجرة، ما يسهم بزيادة المساحات الخضراء في المدينة وتحقيق الاستدامة البيئية وتحسين نوعية حياة السكان.