أطلقت جامعة الآغا خان وحدة مخصصة للأبحاث السريرية، والتي من شأنها الإشراف على التجارب السريرية لمرضى السرطان، ولتشكّل حجر الزاوية للأبحاث الخاصة بالسرطان في شرق إفريقيا.
تهدف وحدة الأبحاث السريرية، التي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، إلى جذب وإجراء التجارب السريرية عند مرضى السرطان في كينيا، وهو أمر لم يكن موجوداً في الماضي نظراً لإجراء معظم التجارب السريرية في جنوب إفريقيا، إضافةً إلى أنه نادراً ما تم إجراء تجارب في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
من جانبه، أشار السكرتير الإداري لشؤون الصحة الدكتور رشيد أمان خلال حفل الافتتاح إلى أهمية مشاركة إفريقيا في الأبحاث السريرية نتيجةً لعدم إمكانية استخدام أو اختبار أي دواء يأتي من الغرب على المرضى في كينيا.
وقال الدكتور أمان: "اكتشفت الأبحاث وجود اختلافات جينية بين سكاننا وبقية العالم، وهذا يعني ضرورة القيام بتعديلات وإجراءات تتناسب مع طبيعة سكان بلادنا. ولسوء الحظ، لا يتم تمثيل السكان في إفريقيا حالياً بشكل جيدٍ في التجارب السريرية الخاصة بالسرطان على مستوى العالم".
يقوم فريق من المتخصصين في مجال الأبحاث السريرية بالإشراف على عمل المنشأة الحديثة، ومن ضمنهم الأطباء والممرضات ومدراء قسم البيانات وموظفون من الطاقم التنظيمي، حيث يتمتع جميعهم بالخبرة الواسعة في التجارب السريرية.
إلى ذلك، قال البروفيسور منصور صالح، رئيس قسم أمراض الدم والأورام ومدير وحدة الأبحاث السريرية: "ستشكّل هذه الوحدة ميداناً نشطاً لتدريب الممرضات والأطباء ليصبحوا متخصصين بالأبحاث السريرية، وبالتالي تقديم المساعدة في تطوير مشاريع وأبحاث سريرية جديدة في بلدنا ولخدمة شعبنا".
يأتي السرطان في المرتبة الثالثة لحدوث الوفيات في كينيا، بعد الأمراض المعدية وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتشير التقديرات إلى أن 33 ألف كيني فقدوا حياتهم بسببه في عام 2018، فضلاً عن الإبلاغ في نفس العام عن 48 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان في كينيا.
استثمر مستشفى جامعة الآغا خان في نيروبي بشكل كبير في الموظفين والأجهزة والتكنولوجيا كجزء من جهوده الرامية لتوفير رعاية تخصصية فرعية ومتعددة لمرضى السرطان. وفي وقت سابق من هذا العام، أنشأ المستشفى قسماً لأمراض الدم والأورام، ووحدة مخصصة لمرضى السرطان، إضافةً إلى عيادة سرطان الثدي متعددة التخصصات.
شكّل الحصول على جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني* الوحيد في المنطقة في عام 2018 إنجازاً مهماً في تشخيص ومعرفة كيفية التعامل مع مرضى السرطان. وفي وقت سابق من هذا العام، بدأ المستشفى في تقديم اختبار مستضد البروستاتا النوعي، والمخصص تحديداً للكشف عن سرطان البروستاتا، وهو الأول من نوعه في المنطقة.
وأضاف الدكتور أمان: "رغم أننا نسلّط الضوء على التحديات التي نواجهها حالياً، لا بد من توجيه الشكر والتقدير لجامعة الآغا خان في نيروبي لما تقوم به من أعمال تهدف لسد الفجوات الموجودة في تقديم الرعاية الجيدة لمرضى السرطان، وإنني ألتزم باسم وزارة الصحة بتقديم الدعم لجهودكم الرامية لجعل هذه الوحدة مركزاً للتميّز في التجارب السريرية للسرطان".
تشارك وحدة الأبحاث السريرية بالفعل في عدد من مشاريع الأبحاث السريرية، ومن ضمنها المرحلة 3 من تجربة كوفيد-19 السريرية لسلامة دواء "روش أنتي إيل6 أكتيمرا"، والذي لاقى القبول لزيادة إنتاجه في يوليو من هذا العام.
اقتُبس هذا النص من مقال نُشر على موقع جامعة الآغا خان على الإنترنت.
*جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني/ التصوير المقطعي بالكومبيوتر وهو عبارة عن تقنيتان للتصوير تم جمعهما في نظام واحد بهدف الحصول على معلومات حول التمثيل الحيوي للأعضاء الحيوية أو الأورام السرطانية، ما يسمح بتشخيص الأعضاء المصابة بشكل دقيق من خلال الصورة المقطعية الإشعاعية للخلايا السرطانية النشطة جداً في شكل نقاط لامعة تميّزها بوضوح عن الخلايا السليمة.