سافر كوربون ألمشوف مسافةً طويلةً بالسيارة من إقليم غورنو-بدخشان ذاتي الحكم إلى دوشانبي، وقد استغرقت الرحلة خمس عشرة ساعة، وكل ذلك للحصول على نسخة من الكتاب، ويقول: "لقد كنت متحمساً جداً لقراءة الأخبار عن قيام جامعة آسيا الوسطى بإطلاق الكتاب، ولرؤية نسخة جديدة من كتاب "الطاجيك في وادي هوف" من تأليف المستشرق الشهير ميخائيل أندريف. اعتُبر هذا الكتاب منذ فترة طويلة نادر الوجود في المكتبات، ويخشى كثير منّا أن تختفي نسخه قريباً جداً. باعتباري صحفيٌ وباحثٌ أقوم بدراسة أرشيف أندريف لسنوات، يمكنني أن أقدّر الكم الهائل من العمل الذي استغرقه لإعادة نشر هذا الكتاب، فهذا الجهد يدل على التزام كبير من جامعة آسيا الوسطى في استعادة المواد الإثنوغرافية (عادات وثقافات الشعوب) القيّمة".
قامت وحدة التراث الثقافي والعلوم الإنسانية بجامعة آسيا الوسطى في 29 فبراير 2020 بإطلاق الكتاب، حيث أعلنت خلال الحفل عن ثلاثة إصدارات جديدة في سلسلة كتب التراث الثقافي. أُقيم الحفل في المركز الإسماعيلي في دوشانبي (طاجيكستان)، وحضره أكثر من 200 مشارك من المجتمع الأكاديمي، والمنظمات الدولية، فضلاً عن مسؤولين من الدولة.
وخلال حفل إصدار كتاب "الطاجيك في وادي هوف" للكاتب المستشرق الشهير ميخائيل أندريف، تم إصدار كتابين آخرين: "أندريه إيفلامبيفيتش مادجي: نصف قرن من البحث العلمي في آسيا الوسطى" للكاتب فيكتور دوبوفيتسكي، و"الأوديسة المعمارية": 'سفارناما' لـ ناصر خسرو"، للكاتب مونافار محمدنازاروف.
وفي معرض تعليقه خلال الحفل، قال الدكتور بوهدان كراوتشينكو، عميد كلية الدراسات العليا للتنمية بجامعة آسيا الوسطى: "تتميز بلدان آسيا الوسطى بتاريخ غني يتوجب دراسته، ومن الأهمية أن يقوم كبار العلماء بمشاركة تراثهم مع الجيل القادم. تتعاون جامعة آسيا الوسطى منذ عدة سنوات مع معهد التاريخ والآثار والإثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية طاجيكستان، وقد أثبتت هذه الشراكة نجاحها. يحتوي أرشيف الأكاديمية على كنز من المواد التي يتوجب علينا الحفاظ عليها، وتقديمها للعالم من خلال التقنيات الحديثة والرقمنة، نظراً لما تتمتع به تلك المواد من أهميةٍ كبيرةٍ."
وأشار الدكتور كراوتشينكو أيضاً إلى أن وحدة التراث الثقافي والعلوم الإنسانية أطلقت العام الماضي سلسلة أوراق بحثية بقصد تحويلها إلى مجلة علمية كاملة، والتي يمكن استخدامها من قبل الباحثين الإقليميين كمنصة للوصول إلى جمهور أكبر. الأوراق البحثية متاحة للتنزيل المجاني من موقع جامعة آسيا الوسطى على الرابط التالي: https://ucentralasia.org/Research/ResearchPapers/EN
في حين، أوضحت الدكتورة إلميرا كوتشومكولوفا، رئيسة وحدة التراث الثقافي والعلوم الإنسانية في جامعة آسيا الوسطى، أن سلسلة كتب التراث الثقافي تلك تهدف للمساهمة في الحفاظ ونشر تاريخ وثقافة السكان في آسيا الوسطى الذي يتميّز بالغنى والتنوع. على مدار الـ 12 عاماً الماضية، تم تطوير ونشر ما مجموعه 20 كتاباً من قبل جامعة آسيا الوسطى، والتي تقدم نتائج بحثية عن الآثار المعمارية والتاريخية، والتقاليد، والموسيقى، والفنون المنطوقة (محكية) لسكان بامير وتيان شان.
uca-book-launchdsc_0411_2r.jpg
عن الكتب
نُشر هذا المقال في الأصل على موقع جامعة آسيا الوسطى.