ساهم تدمير البنية التحتية الزراعية، ونقص التدريبات خلال سنوات الحرب في أفغانستان في إعاقة قدرة البلاد بشدة على تأمين حاجتها من الغذاء، وما ضاعف من تلك المشكلة التشوهات التي عانت منها الأسواق نتيجةً لتجارة المخدرات، والتي دفعت المزارعين للتخلي عن زراعة بعض المحاصيل الغذائية والتوجه نحو زراعة الأفيون. حتى وقت قريب في شمالي أفغانستان، على سبيل المثال، كان يتم استيراد معظم حاجة تلك المناطق من البيض من باكستان.
أدركت مؤسسة الآغا خان ضرورة تطوير سبل عيش بديلة ومستدامة لعدد كبير من الأفغان ممن يعيشون في المناطق الريفية، وممن يعتمد دخلهم على زراعة خشخاش الأفيون. أطلقت مؤسسة الآغا خان في عام 2005 مشروعاً تجريباً في قطاع الدواجن في بدخشان. يهتم برنامج تنمية المشاريع التابع لمؤسسة الآغا خان بمشاريع تربية الدواجن لما تمتلكه من إمكانيات كبيرة بوصفها تشكّل مصدر رزق بديل ومستدام لعدد كبير من الناس. تكللت جهود البرنامج بنجاح كبير في أوائل عام 2007، حيث ساهم الإنتاج المحلي بوقف استيراد البيض على نحو كامل.
علاوةً على ذلك، تراجع الإقبال على الحصول على الإعانات المالية التي يقدمها برنامج تنمية المشاريع، نظراً لأن إستراتيجية البرنامج تتضمن أيضاً إحياء الحرف والصناعات التقليدية مثل النسيج، إنتاج الحرير، صناعة السجاد والحرف اليدوية، فضلاً عن تطوير مشاريع مُربحة تتعلق بالموارد المحلية، ومن ضمنها تربية الدواجن، إنتاج العسل، الأحجار الكريمة، الكشمير(تربية ماعز كشمير والاستفادة من صوفها)، زراعة أشجار المشمش، الاهتمام بالمدخلات الزراعية، وإنشاء مؤسسات لإكثار البذور وإنتاج الألبان. يتضمن التدريب المهني أعمال النجارة ومهارات الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، إضافةً إلى أعمال القصدير المعدنية، تصفيف الشعر، صنع الأواني الخشبية وتعليم الخياطة.
يتم تنسيق البرنامج مع العديد من أنشطة شبكة الآغا خان للتنمية في أفغانستان. وقد حشدت شبكة الآغا خان للتنمية منذ عام 2002 أكثر من 700 مليون دولار أمريكي لتحقيق التنمية في أفغانستان.
