بقلم فاروخ دراخشاني، مدير جائزة الآغا خان للعمارة.
تركز جائزة الآغا خان للعمارة على عمليات التغيير في جزءٍ من العالم يشهد فيه المحيط المبني تحولاً سريعاً، يتسبب بحدوث عواقب وخيمة في بعض الأحيان. على مدى العقود الأربعة الماضية، سعت الجائزة إلى فهم طبيعة هذا التغيير، وضرورة أن يكون لها تأثير على التصميم والبناء على أمل المساهمة في خلق نوعية حياة أفضل للأشخاص الذين يعيشون في هذه البيئات. وتحقيقاً لهذه الغاية، فهي تقدّر المشاريع المثالية، وتشارك الدروس التي تقدمها تلك المشاريع مع كل من يلعب دوراً في هذا المسعى، مهندسي العمارة والمخططين والوكالات الحكومية والعملاء، وقبل كل شيء، المستخدمين النهائيين للمباني. تتضمن كل دورة من دورات الجائزة، التي تُعقد كل ثلاث سنوات، بحثاً شاملاً عن حلول مبتكرة وإنجازات إيجابية تسلط الضوء على المساهمة الكبيرة التي يمكن أن تقدمها هندسة العمارة في تشكيل وتحسين حياتنا.
منذ البداية، عملت الجائزة على جعل مهنة العمارة والجمهور الأوسع مدركين لمقاربة جديدة واسعة لما تشكله هندسة العمارة. شارك 15 مشروعاً تم اختيارها في أول دورة 1977-1980 مع مجموعة واسعة من القضايا، بدءاً بقضية الحفظ وصولاً إلى ترقية الأحياء الفقيرة، وقد اعتمدت تلك المشاريع على التصميمات التقليدية والجديدة. تم الاحتفال بأعمال كل من المواهب الناشئة والممارسات المحترفة في هندسة العمارة إلى جانب جهود العملاء والبنائين. تحدثت هذه المشروعات معاً عن تعدد المجتمعات في البلدان التي يتمتع فيها المسلمون بحضور مهم، من إندونيسيا إلى المغرب.
وقد اتُّبع هذا النهج التعددي من قبل لجان التحكيم العليا المستقلة المتعاقبة، وذلك استجابةً للاهتمامات المتنوعة التي حددتها اللجنة التوجيهية الدورية لكل دورة من دورات الجائزة التي تُعقد كل ثلاث سنوات. يتولى سمو الآغا خان رئاسة اللجنة التوجيهية، وقد أسس الجائزة عام 1977 تقديراً للدور الأساسي الذي تلعبه العمارة في تحسين نوعية الحياة في المجتمعات الإسلامية التي تتسم بتغييرات سريعة.
يتمثل أحد أكثر جوانب هذا التغيير إلحاحاً في حركة الشعوب البعيدة عن أوطانها، وقد تمثلت هذه الهجرة الجماعية، سواء أكانت قسرية أو طوعية في بعض الأحيان، من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، أو من بلد أو قارة إلى أخرى، ما ساهم بإعطاء المجتمعات التقليدية أحادية الثقافة طابعاً جديداً على شكل هويات متعددة الطبقات، لكنها فرضت أيضاً تحديات. كيف يمكنك خلق شعور بالتماسك بين أعداد السكان المتباينين؟ وكيف يمكنك جذب مجتمعات جديدة إلى المجال العام، وتسهيل مشاركتها مع المجتمع المدني؟ تواجه جائزة الآغا خان للعمارة مثل هذه القضايا مباشرة، حيث تعرض المشاريع المتميّزة التي تلبي تطلعات تلك المجتمعات.
اقتُبس هذا النص من مقدمة نشرة العمارة والتعددية لعام 2016، قام بتحريرها محسن مصطفوي، وهو عضو في جائزة الآغا خان للعمارة في لجنة التحكيم العليا لدورة 2014-2016، وعميد كلية الدراسات العليا للتصميم بجامعة هارفارد، قسم ألكسندر وفكتوريا وايلي للتصميم.
تم الإعلان عن 20 مشروعاً مدرجاً في القائمة المختصرة لجائزة الآغا خان للعمارة لعام 2019 في أبريل 2019. وستتنافس هذه المشاريع على جائزة قدرها مليون دولار أمريكي. انقر هنا لمشاهدة الفيديو التمهيدي لجائزة الآغا خان للعمارة لدورة 2017-2019.