تُعد تدابير الرعاية الصحية الأولية، مثل اللقاحات، مكونات أساسية لصحة المجتمع، ولكن غالباً ما تتحسن الصحة العامة فقط عندما يفهم أفراد المجتمع أسباب الأمراض، ويعرفون كيفية تجنبها، ويكونوا منفتحين على السلوكيات المتغيّرة.
تُعد معرفة مزايا وأهمية الرضاعة الطبيعية والحاجة إلى الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثالين عن كيفية تأثير حملات التوعية بشكل كبير على الصحة العامة. في المجتمعات الواقعة بالمناطق الجبلية النائية والمرتفعة في منطقتي "ألاي" و"تشون ألاي" في جمهورية قيرغيزستان، يُكمّل برنامج شبكة الآغا خان للتنمية التدابير الصحية الأولية، مثل اللقاحات، من خلال برنامجٍ للتوعية يستهدف أكثر من 90 ألف شخص في أفقر منطقتين في أوش أوبلاست. واستجابةً لنقص الفيتامينات، قام أحد المشاريع بالترويج للحدائق المنزلية، مع التركيز على زراعة البندورة والجزر.
يُذكر أنه من الصعب زراعة هذه الخضروات في المناطق المرتفعة، لكن وبدعم من شبكة الآغا خان للتنمية وشركائها، تم إنشاء 160 حديقة منزلية في أكثر من 20 قرية. وأظهرت تقنيات التعليب التي يشرف موظفو مؤسسة الآغا خان على تعليمها للسكان المحليين كيفية الحفاظ على الخضار في أشهر الشتاء.
هذا ويتعلق مثال آخر بتوجّه النساء في القرى وعلى نطاق واسع لاستخدام بدائل عن حليب الأم (الرضاعة الطبيعية)، حيث عندما بدأت شبكة الآغا خان للتنمية العمل في تلك القرى، لم تكن معظم النساء يدركن أهمية الرضاعة الطبيعية وما لها من تأثير كبير على الحالة الغذائية والنمو والتطور وتحسّن الصحة ونجاة أطفالهن. لقد أصبحن حالياً يمتلكن الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية الحصرية (عدم إعطاء الأطفال حديثي الولادة أي طعام أو شراب أو حتى الماء، والاعتماد فقط على حليب الأم الطبيعي خلال الأشهر الستة الأولى) وبلغت نسبتهنّ 90%. وقد أدت هذه الممارسة إلى تقليل عدد الوفيات عند الرضع في البلدان النامية على نحو كبير.
وفي معرض كلمته خلال "مؤتمر آسيا الوسطى وأوروبا: شراكة اقتصادية جديدة للقرن الحادي والعشرين" في برلين، ألمانيا، في 13 نوفمبر 2007، قال سمو الآغا خان: " لقد تعرفت على شعوب آسيا الوسطى وأحلامهم وطموحاتهم، وأعلم روح الريادة التي يتحلّون ويفتخرون بها، والتي تتجلى في كثير من الأحيان على مستوى القرية والأسرة. من الأهمية جداً أثناء قيامنا بالتخطيط لتحقيق التنمية على المستوى"الكلي" أن نعزز من ذلك أيضاً على المستوى "الجزئي".