أنت هنا

أنت هنا

  • رئيس جامعة آسيا الوسطى البروفيسور سهيل حسين نقفي: "أنتم رواد ومغامرون وقادة لا نظير لكم، وأنتم أمل هذه المنطقة في المستقبل. إن ما يتمتع به الحرم الجامعي من بيئات جميلة، إلى جانب الأعمال الرائعة التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس، والدعم المُقدّم من جميع أفراد عائلاتكم وأقرانكم تعتبر جميعها مرتبطة بما تحققونه من تقدّم وتطوّر".
حفل توزيع الشهادات الأول لجامعة آسيا الوسطى

مساء الخير،

مستشار الجامعة، سمو الآغا خان،

رعاة الجامعة، أصحاب الفخامة رؤساء الدول المؤسِّسة لطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان،

سعادة وزراء التربية والتعليم،

السادة المحافظون،

رئيس مجلس الأمناء شمس قاسم لاكا،

أعضاء مجلس الأمناء،

عمداء وأعضاء هيئة التدريس وموظفو الجامعة،

أولياء الأمور والداعمون والضيوف الكرام،

والخريجون الأعزاء،

السلام عليكم

يتميّز حفل توزيع الشهادات الأول بطابعٍ خاصٍ، فهو يشبه لحظة انطلاق صاروخ من الأرض نحو الفضاء، حيث تنتظره رحلة طويلة، كما أنه ينفق خلال اجتيازه الكيلومترات القليلة الأولى نصف طاقته التي سينفقها أثناء رحلته الإجمالية. نحتفل اليوم بالجهود الهائلة التي مكّنت من انطلاق هذه الجامعة ووضع هؤلاء الخريجين الأوائل من كلية الآداب والعلوم على المسار الصحيح، الخريجون الذين نتوقع أن يلعبوا دوراً قيادياً في تعزيز مجالات النمو والتطور في هذه المناطق الجميلة.

حددت الرؤية الفريدة لسمو الآغا خان، مستشار جامعة آسيا الوسطى، ورعاة الجامعة طموحاً فريداً لهذه المؤسسة التعليمية، حيث قُرر وخُطط لهذه الجامعة أن تكون جامعة تهتم بالمجتمعات الجبلية في المنطقة، فضلاً عن اهتمامها بإجراء الأبحاث ليتم مقارنتها مع المؤسسات الرائدة في العالم، ولتكون رائدةً في تطبيق المعارف والأبحاث الجديدة، والتي من شأنها إحداث تأثير إيجابي على نوعية حياة سكان تلك المجتمعات.

ولمساعدتنا في تحقيق هذه الأهداف والرؤية، عمل أراتا إيسوزاكي، أحد أبرز مهندسي العمارة من أبناء جيلنا على ترجمة رؤية جامعة آسيا الوسطى على أرض الواقع وجعلها تحفةً معماريةً تحتفي بالعبقرية البشرية. ولتحقيق هذا الحلم الطموح، قام سمو الآغا خان من خلال شبكة الآغا خان للتنمية (وهي شراكة فريدة من نوعها من مؤسسات التنمية) بتوفير الأموال اللازمة. كما قدّمت حكومات الدول المؤسِّسة دعماً مالياً كبيراً، إلى جانب الدعم المُقدّم من الوكالات الدولية مثل البنك الدولي ومؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار ووزارة التنمية الدولية البريطانية، الأمر الذي نقطف ثماره هذا اليوم.

وفي الوقت نفسه، قام مجموعة متنوعة من العلماء بوضع منهاج يجمع بين أفضل تقاليد تعليم الفنون الليبرالية (مثل الأدب والتاريخ) مع أحدث الموضوعات في تخصصات مثل "الاقتصاد وعلوم الأرض والبيئة، وعلوم الكمبيوتر والاتصالات وعلوم الإعلام"، إضافةً لبذل المزيد من الجهود لتلبية المطالب الهامة التي تحتاجها المنطقة. كما اختارت جامعة آسيا الوسطى خلال هذه الرحلة مجموعة من الشركاء المؤسسيين على المستوى الدولي، مثل الكلية العليا للاقتصاد في موسكو وجامعة كولومبيا البريطانية وجامعة تورنتو وجامعة سيدني للتكنولوجيا، إضافةً إلى كلية سينيكا وكلية ستوكهولم للاقتصاد وجامعة فيكتوريا، حيث ساهم أولئك الشركاء وبدعمٍ من وزارتي التعليم والعلوم في الدول المؤسِّسة في الوصول لمناهج ذات مستوى عالمي، والتي لعبت دوراً مهماً بالمساعدة في الوصول لـ57 خريج من جامعة آسيا الوسطى من دُفعة عام 2021 من طاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان وباكستان وأفغانستان.

وفي خطوة تهدف لتطوير كلية الآداب والعلوم، اجتمع سمو المستشار مع مجلس أمناء جامعة آسيا الوسطى برئاسة الدكتور شمس قاسم لاكا، حيث تم مناقشة كافة جوانب عمل جامعة آسيا الوسطى وكلية الآداب والعلوم. ومن المؤكد أن حفل توزيع الشهادات الأول لهذا اليوم ما كان ليتم بدون توجيههم ودعمهم المستمرين.

ونظراً لأن أعضاء هيئة التدريس يشكّلون أهميةً كبيرةً في مؤسسة التعليم العالي، فقد بدأنا بالاستعدادات منذ أكثر من عقدٍ واستمرت جهودنا بلا هوادةٍ من أجل تحديد وإرسال أفضل وألمع الخريجين في المنطقة لدراسة الدكتوراه في أرقى المؤسسات في العالم مثل جامعة كامبريدج. كما عملت هيئة التدريس الدولية والإقليمية التي انضمت لجامعة آسيا الوسطى على تحقيق الانسجام مع المتطلبات المتنافسة للشركاء الدوليين وبالتوافق مع الحقائق المحلية والحدود التشريعية. وهنا لا بد من الإشادة بقيادة العميد ديانا باونا، التي قادت الكلية حتى العام الماضي، والعميد مكسيم كومياكوف، الذي ساهم إلى جانب العميدين المعاونين خوليقنازار كوتشاكشيف وسهيل أشرفي وأعضاء هيئة التدريس بالنهوض بالكلية لتكون على مستوىً عالمي، حيث عملوا جميعاً بلا كلل أو ملل لجعلنا نشهد حفل توزيع الشهادات لهذا اليوم.

لقد أثمرت الجهود الكبيرة والمليئة بالحب عن انطلاق عمل أول حرم جامعي سكني في المناطق الجبلية النائية في طاجيكستان وقيرغيزستان، رغم مواجهة العديد من التحديات، ومن ضمنها جائحة كورونا على مدار العام ونصف الماضية. لهذا نوجّه اليوم التهنئة لـ مظفر جروبوف، مدير العمليات لدينا ولكافة الموظفين الإداريين وموظفي الدعم، الذين يعملون في الخطوط الأمامية وخلف الكواليس، لتفانيهم والتزامهم اللامحدود لتحقيق رؤية جامعة آسيا الوسطى.

أغتنم هذه الفرصة أيضاً لأُوجه التحية لأولياء أمور الدُفعة الأولى من الطلاب المتخرجين، الذين وثقوا بنا وآمنوا بجامعة آسيا الوسطى قبل اكتمال إنشاء كلياتها، فضلاً عن تفهّمهم للكثير من الأمور التي لم تكن واضحةً بعد. واليوم لدينا الفرصة لرد ثقتكم بنا ولنوجّه لكم الشكر على ما قدمتموه من دعم ثابت على مدى هذه السنوات الخمس.

أيها الخريجون، لقد تمكّنتم من النجاح بعد اجتيازكم لكافة الاختبارات. أنتم رواد ومغامرون وقادة لا نظير لكم، وأنتم أمل هذه المنطقة في المستقبل. إن ما يتمتع به الحرم الجامعي من بيئات جميلة، إلى جانب الأعمال الرائعة التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس، والدعم المُقدّم من جميع أفراد عائلاتكم وأقرانكم تعتبر جميعها مرتبطة بما تحققونه من تقدّم وتطوّر. لقد حققتم اليوم ما طمحتم إليه، وأصبح بإمكانكم الإبحار وتحديد مساركم الخاص والانطلاق نحو تحقيق أهدافكم مع حبّنا ودعمنا وصلواتنا لكم.

شكراً لكم.