رئيس جامعة الآغا خان، فيروز رسول
الممثل الدبلوماسي لشبكة الآغا خان للتنمية، الدكتور عظيم لاخاني،
أمناء جامعة الآغا خان والسيد العميد،
ممثلو الحكومة، وأعضاء السلك الدبلوماسي،
عمداء وأعضاء هيئة التدريس وموظفو الجامعة،
الآباء والأمهات،
طلابنا المتخرجين الذين يشكلون أهمية كبرى،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه لمن دواعي سروري البالغ تولي مهمة إدارة فعاليات حفل توزيع الشهادات السادس عشر لجامعة الآغا خان. يُشكّل اليوم مناسبةً رائعةً، ليس فقط لكم أيها الخريجون، لكن أيضاً لأولياء أموركم والأوصياء وأعضاء هيئة التدريس والعاملين في الجامعة، بل ولنا جميعاً.
أشاطر مشاعر الفرح والفخر مع كل من ساهم في تحقيق إنجازات الـخريجين الـ94 من كلية الطب وكلية التمريض والقبالة وكلية الدراسات العليا للإعلام والاتصالات ومعهد التطوير التعليمي بالجامعة.
أيها الخريجون، تقبلوا منّي أحر التهاني!
قامت الجامعة بإعدادكم جيداً للتعامل بفعالية مع القضايا الطارئة، وتقديم حلول للتحديات المجتمعية أثناء دخولكم عالم الممارسة المهنية كأطباء وممرضين وباحثين ومعلمين وخبراء في الصحافة الرقمية.
أود أيضاً أن أقدم أحر التهاني لشبكة الآغا خان للتنمية على النمو المطرد الذي تمكنت من تحقيقه على مدار الأعوام، وإنني ألاحظ وبكل فخر أن شبكة الآغا خان للتنمية من خلال مؤسساتها كافةً تواصل تقديم مساهماتها الإيجابية الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية والفرص في مناطق محددة من العالم النامي، ولا سيّما في المجالات التي تتراوح بين الصحة والتعليم، والتنمية الريفية وتعزيز مشاريع القطاع الخاص. في الواقع، كان لتركيزكم على مجالات التميّز والإنسانية والعدالة والإغاثة والشراكة الأثر الكبير في نموكم المستمر.
السيدات والسادة الكرام، التعليم هو أعظم وسيلة لإجراء تغيير في المجتمع، فهو يمكّنه من رعاية القيادة الشابة وتزويدها بالقدرات المطلوبة لدفع أجندة التنمية نحو زيادة الثروة وتوفير الرعاية الصحية، إضافةً إلى تخفيض نسب الفقر واستدامة البيئة.
أعلم أن شبكة الآغا خان للتنمية تقوم أيضاً ببناء مركز جامعي متعدد الطوابق في نيروبي لتوفير أحدث مرافق البحوث والتعلم، فضلاً عن خطط لإضافة مجموعة جديدة من شهادات البكالوريوس والدراسات العليا. إضافةً إلى علمي كذلك أن خططكم المستقبلية تشمل إنشاء مستشفى تخصصي للأطفال، وتحقيقاً لهذه الغاية، تؤكد الحكومة على دعمها الكامل لجامعة الآغا خان أثناء تنفيذكم لتلك التوسعات الكبيرة.
لا تزال الرعاية الصحية المتخصصة، والحاجة إلى تخفيض نسبة الإصابة بالأمراض غير المعدية، وخاصة السرطان، مصدر قلق رئيسي للحكومة، وهذا أمر لا يمكننا التهاون فيه أبداً. وإن قيامكم مؤخراً بالتوسع في مجال خدمات التصوير الجزيئي وعلاج الأورام، يشكّل أهمية خاصة للحكومة باعتبارها توفر فرصة لزيادة الحصول على الرعاية الصحية المتخصصة في هذه المنطقة، ما يجعل كينيا مركزاً للسياحة الطبية بما يتماشى مع رؤية البلاد عام 2030.
الضيوف الكرام، سيداتي وسادتي، كما تعلمون، فإن بلدنا على عتبة النمو والتحول المتسارع غير المسبوق، وذلك بفضل النقاط الأربعة الأساسية في جدول أعمال فخامة الرئيس أوهورو كينياتا، والتي تشمل التغطية الصحية الشاملة، تشجيع الصناعة، توفير السكن الميسور التكلفة، والاهتمام بالأمن الغذائي.
تلتزم وزارة الصحة بمواصلة تنفيذ النظم والإصلاحات الصحية لتسريع الوصول إلى التغطية الصحية الشاملة. يتركز النهج الذي نتبعه تجاه التغطية الصحية الشاملة على ثلاثة عوامل حساسة، وهي: (1) زيادة عدد السكان الذين يحصلون على التدخلات الصحية الأساسية، (2) تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية المُقدَّمة، (3) وتطوير نماذج تمويل مستدامة للصحة وتوفير الحماية المالية لأولئك الذين يسعون نحو الرعاية الصحية.
نشعر بالامتنان لما تقوم به شبكة الآغا خان للتنمية من مساهمات كبيرة، فضلاً عن تعاونها معنا في العديد من المجالات المهمة، ومن ضمنها عمليات التوسّع بمستشفى جامعة الآغا خان الذي يضم 300 سرير، وفي مراكزكم الطبية التي يبلغ عددها 42 مركزاً في كينيا، إضافةً إلى المعسكرات الطبية المجانية، وبرنامج رعاية المرضى الذي تديره الشبكة، ولا ننسى سبب وجودنا هنا اليوم، الأمر الذي يساهم في النهوض بالموارد البشرية في قطاع الصحة، والتي نحتاجها من أجل تنفيذ التغطية الصحية الشاملة.
سيداتي وسادتي، كما تعلمون جيداً، الموارد محدودة، لهذا تعمل وزارة الصحة وحكومات المقاطعات لدينا ضمن ميزانيات محدودة الموارد. يساهم الدعم والتعاون والاستثمارات في مجال الرعاية الصحية من القطاع الخاص، وشركاء التنمية، والمنظمات الدينية وغير الحكومية، في إكمال مهمة الحكومة في القطاع الصحي، ويحظى هذا الأمر بتقدير كبير.
للإسراع في تحقيق التغطية الصحية الشاملة في كينيا، ستواصل الوزارة تعزيز الشراكات التعاونية بين أصحاب المصلحة المتعددين في العديد من القطاعات. في الواقع، سنطلق قريباً نظاماً لتنسيق الشراكة، الذي من شأنه تعزيز المزيد من المشاركات المنتظمة ودعم تقديم التقارير وتحقيق المساءلة المتبادلة بين مختلف أصحاب المصلحة في القطاع الصحي.
بالنسبة لكم أيها الخريجون، لن ندخر أي جهد في ضمان مواصلة نجاحكم الذي تحتفلون به اليوم. تذكروا دائماً أن النمو الحقيقي هو ثمرة للعمل الجاد والتفاني والتركيز. إنكم تدخلون عالماً ليس جاهزاً لكم فحسب، بل يشكّل أيضاً اختباراً لحلولكم وخدماتكم الإبداعية كمقدمين محترفين في مجالات الرعاية الصحية ومهارات التعليم والأخلاقيات الصحفية. أتمنى أن تتحلوا دائماً بالمنطق وتجلبوا الأمل لجميع من تتواصلون معهم في حياتكم المهنية والشخصية، وأتمنى أيضاً أن تُتوج مساعيكم المستقبلية بالنجاح الكبير.
أخيراً، أيها الضيوف الكرام، سيداتي سادتي، أغتنم هذه الفرصة لأتمنى للجامعة وللشبكة بأكملها دوام النجاح في السنوات القادمة.
شكراً لكم.