أنت هنا

أنت هنا

  • رئيس جامعة الآغا خان فيروز رسول: "يُعد المركز أحد أكبر الاستثمارات في مجال التعليم العالي في تاريخ كينيا الحديث، حيث تبلغ مساحته 37500 متر مربع أو 400 ألف قدم مربع، وقد بلغت تكلفة بنائه وتجهيزه 50 مليون دولار أو أكثر من 5.3 مليار شلن كيني. وهو يضم برجين بإجمالي 23 طابق فوق وتحت الأرض، ما يجعله مثالاً على أفضل حرم جامعي رأسي في فئته".
    AKDN / Dan Mchoraji
حفل منح ميثاق كينيا لجامعة الآغا خان

فخامة الرئيس أوهورو كينياتا، رئيس جمهورية كينيا،

سمو الآغا خان، مؤسس ومستشار جامعة الآغا خان،

عائلة جامعة الآغا خان وأنصارها وأصدقاؤها،

يُعد افتتاح مركز الجامعة علامةً فارقةً تظهر أهميتها بالنسبة لجامعة الآغا خان ولكينيا من خلال حضور الرئيس كينياتا، الذي أُوجّه الشكر لفخامته مرةً أخرى على انضمامه إلينا في حفل اليوم.

لقد استمعنا إلى كلمة مستشار الجامعة سمو الآغا خان، حيث أعرب عن امتنانه للحكومة لما توليه من ثقةٍ كبيرةٍ بجامعة الآغا خان. كما أن جامعة الآغا خان لديها ثقةٌ كبيرةٌ بنفسها وبكينيا وشعبها، الذي يتمتع بموهبةٍ وشغفٍ للمعرفة، والذي يُشكّل الأساس الذي تقوم عليه هذه الجامعة. ونظراً لثقتنا الكبيرة بكينيا ومستقبلها، قمنا ببناء مركز الجامعة الذي نفتتحه اليوم.

سيكون المركز نقطة انطلاقٍ نحو عصرٍ جديدٍ في تاريخ جامعة الآغا خان في كينيا، وحقبةً ستشهد تنفيذ خططنا الطموحة الرامية نحو تحقيق المزيد من النمو والتأثير، إضافةً إلى أنه سيكون بمثابة الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة الآغا خان في كينيا، حيث سيضم في مكانٍ واحدٍ ولأول مرةٍ كلية الطب وكلية التمريض والقبالة وكلية الدراسات العليا للإعلام والاتصالات ومعهد التنمية البشرية ومعهد الدماغ والعقل وبرامج أخرى. سيمكّننا ذلك من إنشاء برامج لافتتاح درجات أكاديمية جديدة، وتنفيذ مشاريع بحثية جديدة، فضلاً عن توسيع نطاق التسجيل والالتحاق على نحوٍ كبيرٍ. بالإضافة إلى أننا سنواصل تقديم برنامج المساعدة المالية لتمكين الطلاب الذين لا يستطيعون تحمل الرسوم الدراسية من الالتحاق بجامعتنا.

يُعد المركز أحد أكبر الاستثمارات في مجال التعليم العالي في تاريخ كينيا الحديث، حيث تبلغ مساحته 37500 متر مربع أو 400 ألف قدم مربع، وقد بلغت تكلفة بنائه وتجهيزه 50 مليون دولار أو أكثر من 5.3 مليار شلن كيني. وهو يضم برجين بإجمالي 23 طابق فوق وتحت الأرض، ما يجعله مثالاً على أفضل حرم جامعي رأسي في فئته، إضافةً إلى أنه وظّف حوالي 2000 كيني خلال عمليات تصميم وبناء وتجهيز هذا المرفق.

ولكن بعيداً عن حجمه وميزانيته الكبيرين، فإن القناعات التي يجسّدها المركز الجامعي هي التي تزيد من أهميته الكبيرة.

نعتقد في جامعة الآغا خان أن الكينيين يستحقون الأفضل، لهذا قمنا باختيار شركة "باييت" للهندسة المعمارية المشهورة عالمياً ومقرها في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية للقيام بتصميم المركز. بالإضافة إلى المقرات الجامعية الأخرى لجامعة الآغا خان، صممت شركة "باييت" مبانٍ لبعض الجامعات الرائدة في العالم، ومن ضمنها جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعتي برينستون وكولومبيا. كما تلقّت شركة "باييت" الدعم على نحوٍ بارعٍ من قبل شركة "سيمبيون" المحلية للهندسة المعمارية، في حين قامت شركة "لاكسمانبهاي" للإنشاءات المحدودة في كينيا بتنفيذ أعمال البناء وفقاً للمعايير الصارمة.

نعتقد أن التعليم يجب أن يتطور لمواكبة العصر المتغيّر والمتطلبات المتغيّرة، لهذا تم تجهيز فصولنا الدراسية بأحدث التقنيات للتعليم والتعلم، فضلاً عن أن مختبراتنا تضم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا. تتميز كلية الدراسات العليا للإعلام والاتصالات بوجود غرفة أخبار متعددة الوسائط واستوديوهات إذاعية وتلفزيونية. كما قمنا باستثمار 2.5 مليون دولار أو 270 مليون شلن كيني لإنشاء أول مرفق متطور في شرق إفريقيا للتعليم الصحي القائم على المحاكاة في الطابق الأول بمركز الجامعة.

سيمكّن مركز الابتكار في التعليم الطبي طلاب التمريض والطب لدينا من صقل مهاراتهم السريرية وتطبيقها عملياً على تماثيل المانيكان المشابهة تماماً للمرضى، والتي تتمتع بتقنية عالية في أجنحة المستشفى التي تهتم بعمليات المحاكاة. وهذا من شأنه تمكين الطلاب من تطبيق مهاراتهم وعلى نحوٍ آمنٍ خلال عمليات الولادة، فضلاً عن تقديم الرعاية للمرضى الذين يعانون من أمراض شديدة العدوى مثل فيروس كوفيد-19. ونتيجةً لذلك، سيكون طلابنا على أتمّ الاستعداد لمواجهة التحديات وتقديم مختلف أنواع الرعاية ذات الجودة العالية.

إننا نؤمن بأن التعليم وخلق المعرفة هي جهود اجتماعية وجماعية، إضافةً إلى أن الأبحاث، التي نقوم بها، تجري بشكل تعاوني وعلى عدة اختصاصات، ويتزايد نطاقها على المستوى الدولي، ولهذا قمنا بالاهتمام بتصميم مركز الجامعة ليكون مكاناً من شأنه تحفيز التفاعل والتبادل الفكري.

لدينا ساحات فناء وشرفات وردهة كبيرة ومذهلة، فضلاً عن مدرج خارجي، حيث تُعتبر جميع المساحات التي ستجمع أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب والزائرين معاً أماكن راقية وتبعث على الإلهام. بالإضافة لوجود صالةٍ مخصصة للعرض وقاعة محاضرات تستضيف مؤتمرات الفيديو وأنظمة البث، ما سيمكّننا من استضافة الباحثين وأفراد الجمهور من جميع أنحاء كينيا وخارجها. نمتلك مزيجاً من التأثيرات المتنوعة التي تميّز جامعة الآغا خان، ومن ضمنها استخدام القرميد الأحمر المميّز الخاص بنيروبي وخشب الساج من السودان، إلى جانب اعتماد الأنماط المستوحاة من الهندسة المعمارية الإسلامية، وبوابة الدخول التي تربط هذا الحرم الجامعي بحرم جامعة الآغا خان في كراتشي.

بعد الانتهاء من عمليات التسجيل والالتحاق، سينضح مركز الجامعة في نيروبي بالطاقة على المستوى العالمي في القرن الحادي والعشرين، إلى جانب حرص المركز على إقامة اتصالات مع الجميع عبر الحدود. هذا وسيشكّل المركز مكاناً رائعاً للعمل والتعلم والتدريس وتوسيع حدود المعرفة، الأمر الذي ظهر جلياً خلال التجارب السريرية الدولية للعلاج من فيروس كوفيد-19. وكما كان مستشفى جامعة الآغا خان في طليعة الجهود المبذولة لتحسين جودة الرعاية الصحية في شرق إفريقيا من خلال تقيّده الصارم بالمعايير والاعتماد الدولي، فإن الحرم الجامعي الجديد لجامعة الآغا خان سيكون في صُلب الحملةٍ الرامية لرفع معايير التعليم الجامعي والاهتمام بإجراء الأبحاث.

يأتي تواجد مركز الجامعة في مثل هذا المكان نتيجةً للجهود التي بذلها الكثير من الأشخاص، وإننا عاجزون عن توجيه الشكر للمانحين في كينيا والخارج، فلولا كرمهم لما تمكّنا من إنشاء هذا المركز. وإنني أُوجّه الشكر والتقدير لجميع أولئك الذين مكّنتهم شجاعتهم وتفانيهم من إكمال هذا المشروع الضخم رغم التحديات الكبيرة والعديدة التي شكّلتها جائحة كورونا. كما أُعبّر عن شكري لوزارة التربية والتعليم ولجنة التعليم الجامعي على دعمهما وشراكتهما.

أخيراً، أود أن أشكر المؤسس والمستشار، سمو الآغا خان، الذي مكّنت رؤيته وإلهامه وإصراره على الجودة، التي لا هوادة فيها، الجامعة من إحداث تغييرٍ ملموسٍ في حياة الكثير من الناس.

ستتمكن جامعة الآغا خان بفضل جهود كافة المؤيدين من تعليم القادة وتطوير المعرفة وتحسين نوعية حياة الناس في كينيا في هذا المبنى المميّز والفريد من نوعه ولعقودٍ عديدةٍ قادمةٍ.

شكراً لكم.