تأسست مؤسسة التمويل الصغير الأولى في ساحل العاج عام 2008 في بونديالي، وافتتحت فرعاً ثانٍ لها خلال السنة التالية في كورهوغو. ونتيجة تركيز البنوك التجارية على الشركات بشكلٍ أساسي اعتمد كثير من السكان على القروض الصغيرة، إلا أن التعاونيات أو المؤسسات المتبادلة تهيمن على هذا القطاع، وهي تعمل أساساً في المناطق الحضرية الواقعة جنوب البلاد وفي جزئها الشرقي، إلا أنه وفي السنوات الأخيرة، بدأت مؤسسات التمويل الصغير تستكشف الفرص المتواجدة في المناطق الريفية، والتي تشكّل أهمية كبيرة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية للبلاد، حيث يشكل القطاع الزراعي الجزء الأهم من مواردها، ويمثل حوالي 18% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني ويعمل به حوالي ثلثا السكان.
بلغ الناتج المحلي الإجمالي في ساحل العاج 35.5 مليار دولار أمريكي عام 2016، وهي تعتبر في ذلك بلداً ذو دخل منخفض، ورغم هذا فهي تشكل ثاني أكبر اقتصادات غرب إفريقيا، حيث تعتمد في مواردها على إنتاج الكاكاو والكاجو وغيرها من المحاصيل الغذائية، إضافة إلى القطن. وأدى عودة الإستقرار السياسي، بعد سنوات الحرب الأهلية، إلى إعادة إفتتاح مقر بنك التنمية الإفريقي في أبيدجان، ما عزز التوقعات بحدوث إنتعاش اقتصادي عام 2013. هذا ويساهم المناخ المناسب في البلاد الواقعة على الساحل في تنوع الإنتاج الزراعي، إضافةً إلى تحقيق نمو في الإنتاج الصناعي أيضاً مع القيام بتنفيذ مشاريع البنية التحتية العامة الرئيسية.
تمارس شبكة الآغا خان للتنمية نشاطها في الهياكل الإقتصادية والإجتماعية الكبيرة في البلاد، حيث تدير محطة كهرباء "أزيتو"، وهي استثمار بقيمة 615 مليون دولار أمريكي، وتعتبر أكبر محطة توليد كهرباء في القطاع الخاص في إفريقيا جنوب الصحراء، وتساهم في توفير أكثر من 25% من حاجة ساح العاج من الكهرباء.
وتستثمر الشبكة أيضاً في ساحل العاج في قطاع القروض الصغيرة، وخلافاً لمعظم مؤسسات التمويل الصغير، فإن مؤسسة التمويل الصغير الأولى التابعة لشبكة الآغا خان في ساحل العاج تقوم بالتركيز على نحو كبير على الريف، إضافة إلى قيام المؤسسة بتوسيع القروض على نحو كبير وتنويع محفظتها بهدف تحسين الإنتاجية الزراعية وزيادة الثروة الحيوانية، إضافة إلى تقديم المساعدة في إنشاء المشروعات الصغيرة في المناطق الريفية والحضرية. ورغم عدم توفر الأمان السياسي، فإن مؤسسة التمويل الصغير الأولى في ساحل العاج تعتبر إحدى مؤسسات التمويل الصغير القليلة التي بقيت تمارس عملها في المناطق الريفية في الشمال. وقد حققت مؤسسة التمويل الصغير الأولى في ساحل العاج في السنوات القليلة الماضية نمواً سنوياً كبيراً في الودائع، بعد تبنّي إستراتيجية تهدف لتعزيز قاعدة راسخة للودائع، مع وجود 40% من المقترضين الذين يقومون أيضاً بالإدّخار لتمويل أنشطتهم.
كما سعت مؤسسة التمويل الصغير الأولى في ساحل العاج إلى موازنة محفظة قروضها بين المناطق الريفية والحضرية، لينال كل منهما ما يقارب 50% من المحفظة، الأمر الذي سمح لها بالازدهار جنباً إلى جنب مع النمو الاقتصادي المستمر للبلد الذي يقع معظمه في المناطق الحضرية، مع حفاظها على رسالتها الإجتماعية المتمثلة بتنمية المناطق الريفية. هذا وارتفعت نسبة النساء المستفيدات من برنامج القروض ليشكّلن أكثر من ثلث المقترضين في مؤسسة التمويل الصغير الأولى في ساحل العاج، ويبقى برنامج الإقراض الجماعي طويل الأجل والناجح الذي حققته مؤسسة التمويل الصغير الأولى في ساحل العاج أحد أكثر الأشكال شعبية في الحصول على الائتمان، فضلاً عن توفيره قاعدة وفية من العملاء. يتم توسيع القروض في المقام الأول من أجل تحسين الإنتاجية الزراعية، وامتلاك الثروة الحيوانية، وتنويع المنتجات، إضافة إلى تقديم المساعدة لإنشاء مؤسسات صغيرة في المناطق الريفية والحضرية.
وتقدم القروض الجماعية لكل من العملاء ولمؤسسة التمويل الصغير الأولى مخطط قروض أكثر أمناً، حيث يمكن سداد القروض بعد الحصول على المنتج النهائي. كما تتعاون مؤسسة التمويل الصغير الأولى في ساحل العاج مع شركة "إيفوار كَتن" التابعة لصندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية. وفي إطار جهودها المبذولة لتوسيع نطاق وصولها وتسهيل حصول العملاء الحاليين على الخدمات المالية، أجرت مؤسسة التمويل الصغير الأولى في ساحل العاج أبحاثاً متعمقة في السوق حول تقديم الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، إضافة ًإلى تركيزها على توفير الخدمات المالية الرقمية كجزء من أهدافها لعام 2018.