أنت هنا

أنت هنا

  • يقوم أحد المحترفين ومجموعة من المتطوعين، الذين كانت قد أرسلتهم وكالة الآغا خان للسكن، بمناقشة خطط إعادة البناء مع أحد أفراد المجتمع الذي تضرر منزله وذلك في أعقاب إعصار توكتاي الذي ضرب ولاية غوجارات في 17 مايو 2021.
    AKDN / Alinawaz Nanjee
وكالة الآغا خان للسكن
وكالة الآغا خان للسكن تقود جهود الإغاثة بعد حدوث إعصار توكتاي في الهند

تُعد منطقة سوراشترا في ولاية غوجارات موطناً لأعلى خط ساحلي في الهند، ما يجعلها عرضةً بشكل استثنائي للأعاصير والفيضانات وأمواج تسونامي. لهذا السبب، كانت ولاية غوجارات بشكلٍ دائمٍ على رأس أولويات وكالة الآغا خان للسكن فيما يتعلق بأنشطة الحد من مخاطر الكوارث ومبادرات التأهب والاستجابة.

عندما وصل إعصار توكتاي إلى اليابسة في ولاية غوجارات في 17 مايو 2021 وخلّف دماراً كبيراً، كانت وكالة الآغا خان للسكن على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة، حيث أجرت تقييمات لنقاط الخطر والضعف، وهو جزء لا يتجزأ من مبادرةٍ للحد من مخاطر الكوارث.

تقوم وكالة الآغا خان للسكن باستخدام المسوحات الميدانية وبيانات الاستشعار عن بُعد والمعرفة المجتمعية وكذلك البيانات من الوكالات الإدارية التابعة لحكومة الهند، حيث تهدف الوكالة لإجراء تقييم للمناطق التي تعمل فيها لتحديد نوعية الكوارث ونقاط الضعف ومدى التعرّض للمخاطر. وبناءً على تلك المعلومات، تتعاون الوكالة مع المجتمعات المحلية والشركاء المحليين لوضع مخططات تتعلق بكيفية الاستعداد والاستجابة عند وقوع أي كارثةٍ.

يُذكر أن توفّر تلك الخطط والمعلومات بسهولة قبل حدوث "إعصار توكتاي" قد مكّن وكالة الآغا خان للسكن من الإشراف على جهود الإخلاء المركّزة والسريعة. هذا وتم تصنيف "توكتاي" على أنه عاصفة إعصارية شديدة الخطورة، إضافةً لأنه أعنف عاصفة تضرب ولاية غوجارات منذ أكثر من عقدين، فقد تسببت بوفاة أكثر من 100 شخص، فضلاً عمّا ألحقته من أضرارٍ جسيمةٍ بالممتلكات.

مع بدء تشكل "إعصار توكتاي" في بحر العرب، بدأت وكالة الآغا خان للسكن بمراقبة العاصفة وتقييم أحدث المعلومات اعتماداً على إدارة الأرصاد الجوية الهندية وعلى مصادر أخرى لتتبع مساره المتغيّر. وما إن توضّحت المعلومات بأن إعصار توكتاي سيصل إلى اليابسة في ولاية غوجارات، أطلقت وكالة الآغا خان للسكن على الفور الاستعدادات للقيام بجهود الإغاثة والإجلاء.

akah-india-img_20210519_192947r.jpg

يقوم أحد محترفي وكالة الآغا خان للسكن ومجموعة من المتطوعين بتحميل مواد الإغاثة.
Copyright: 
AKDN / Nazim Kachchhi

أنشأت وكالة الآغا خان للسكن مركزاً افتراضياً لعمليات الطوارئ ومركزاً لقيادة الحوادث لتولي الإشراف على أعمال الاستجابة من خلال الاتصال بالمستجيبين الأوائل وقيادة المجتمع والوكالات الحكومية وأصحاب المصلحة الآخرين. كما نقلت الوكالة مخزونات من إمدادات الإغاثة المخصصة لحالات الطوارئ إلى مراكز توزيع محددة بالقرب من المناطق الواقعة في مسار العاصفة. وشملت مخزونات الإغاثة معدات الوقاية الشخصية ومعدات السلامة من الفيضانات لأول المستجيبين. بالإضافة إلى نشر أعضاء من فريق البحث والإنقاذ في مواقع إستراتيجية للوقوف على أهبة الاستعداد لتولي الإشراف على عمليات الاستجابة كما هو مطلوب وفقاً للأوضاع على الأرض.

كما قامت قيادة المجتمع المحلي وفرق الاستجابة المجتمعية المدرّبة على حالات الطوارئ بإجلاء العائلات الضعيفة من المستوطنات عالية الخطورة أو المنخفضة في المدن والبلدات الصغيرة في جميع أنحاء ولاية غوجارات، إضافةً إلى إيواء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في مراكز مجتمعية ومجمّعات سكنية وملاجئ آمنة أخرى.

ونتيجةً للموجة الثانية المدمرة من جائحة كوفيد-19 التي تجتاح الهند، كانت ثمة حاجة لاتخاذ تدابير السلامة للتقليل من مخاطر انتقال العدوى، حيث تم إجراء جميع جهود عمليات الإغاثة والإخلاء مع تطبيق كافة الاحتياطات مثل ارتداء الكمامات واستخدام المطهرات ومراعاة التباعد الجسدي إلى أقصى حدٍ ممكنٍ.

قامت فرق تقييم الكوارث والاستجابة في أعقاب الإعصار بإجراء تقييمات للاحتياجات ما بعد الكارثة لتحديد احتياجات المجتمعات في المناطق التي تضررت فيها المنازل والمستوطنات، إضافةً إلى مساهمة التقييمات في تحديد الاحتياجات قصيرة الأجل مثل تأمين المياه والغذاء والصرف الصحي والمأوى وتوفير الأمن، فضلاً عن الاحتياجات طويلة الأجل لدعم عمليات الانتعاش وإعادة البناء.

يُعد الاستعداد للكوارث والتخفيف من حدتها والاستجابة لها حجر الزاوية ضمن إستراتيجية وكالة الآغا خان للسكن لإدارة الكوارث. يتم تحديد فعالية الاستجابة للكوارث ليس فقط من خلال الإجراءات المتخذة بمجرد أن تكون الكارثة وشيكة الحدوث، ولكن أيضاً من خلال التدابير الاستباقية المتخذة استعداداً للكوارث التي قد تحدث في المستقبل. تعزز وكالة الآغا خان للسكن من قدراتها وإمكاناتها لترجمة التحذيرات من الكوارث إلى معلومات فعلية، إلى جانب تقييم المخاطر والتخفيف من حدتها، وتنفيذ جهود الإغاثة ودعم عمليات إعادة التأهيل بعد الكوارث.

كما يتضح من جهود الاستجابة لإعصار توكتاي، فإن تطبيق الإجراءات المعنية والأسس المعمول بها يمكِّن وكالة الآغا خان للسكن من العمل بسرعةٍ وكفاءةٍ عند وقوع الكوارث، إضافةً إلى أن التأهب للكوارث يقلل من تعرض أبناء المجتمع للأضرار ويقصّر من أوقات الاستجابة ويسهم في إنقاذ حياة الكثيرين ممن هم عرضةً للخطر.

كجزء من جهود التأهب والاستجابة، تجري وكالة الآغا خان للسكن بانتظام أنشطة محاكاة مثل تمارين الطاولة ("المناقشات المكتبية" وهي جلسات قائمة على المناقشة حيث يلتقي أعضاء الفريق لمناقشة أدوارهم أثناء حالة الطوارئ وكيفية تقديم الاستجابة) عبر أجزاء مختلفة من الهند. يُذكر أنه على غرار التدريبات الوهمية، تُكلف هذه التمارين الفرق المحلية بالاستجابة لكارثة افتراضية. تم قبل عامين إجراء تمارين الطاولة استناداً إلى حادثة مشابهة لإعصار توكتاي مع أفراد القيادة المحلية في بلدية أُونا وبحضور متطوعين مدربين من وكالة الآغا خان للسكن.

من جانبها، قالت تاميزا أليبهاي، الرئيسة التنفيذية لوكالة الآغا خان للسكن في الهند: "كان هذا الإعصار شديداً للغاية وتسبب بالكثير من الأضرار. لقد عملت أنظمتنا على نحوٍ جيدٍ، وإن خبرتنا ومهارتنا تزداد مع كل حادثة، ما يجعلنا دوماً على أهبة الاستعداد".

يتمثل المبدأ التوجيهي الآخر لإستراتيجية وكالة الآغا خان للسكن في إدارة الكوارث في حشد أبناء المجتمعات وتعزيز الشراكات. يؤدي تدريب أفراد المجتمع المحلي إلى تقصير أوقات الاستجابة بشكلٍ كبيرٍ ويسمح لهم بتقديم المساعدة في اللحظات الحاسمة فور وقوع الكارثة. تتكون فرق الاستجابة للحالات الطارئة على سبيل المثال من متطوعين مجتمعيين مدربين على تقديم الإسعافات الأولية ويتمتعون بقدرات الاستجابة الأولية الأساسية. يمكن لأفراد المجتمع عند وقوع أي كارثةٍ البدء بجهود الإغاثة دون الحاجة لانتظار الفرق الخارجية التي قد لا تتمكن من الوصول إليهم بسبب الظروف المعاكسة.

أثبت التعاون بين وكالة الآغا خان للسكن والمجتمعات المحلية أنه يمثل قوةً رئيسيةً في أوقات الكوارث. وأضافت أليبهاي: "إننا محظوظون جداً لأنه لدينا تعاوناً قوياً على مستوى القاعدة مع المجتمعات التي نقدم لها الخدمات، ولكننا نحتاج لإجراء المزيد من التحسينات نظراً لكثافة الأحداث التي نشهدها، فضلاً عن ضرورة وأهمية الاستعداد حتى على مستوى الأسرة".