أنت هنا

أنت هنا

  • على مدار الـ 28 عام الماضية، تميّز "منتجع سيرينا بيتش آند سبا" في مومباسا بكينيا كشركة رائدة في الحفاظ على السلاحف البحرية، حيث أطلق ما يقرب من 62 ألف سلحفاة صغيرة في المحيط الهندي منذ بدء المشروع.
    AKDN
فنادق سيرينا
حماية محيطاتنا وحياتنا البحرية: حالة "منتجع سيرينا بيتش آند سبا"

اقتُبس هذا النص من مقال نُشر بعد أخذ الإذن من السياحة البيئية في كينيا.

تغطي المياه أكثر من 70% من سطح الأرض، وتمثّل مياه البحار والمحيطات أكبر نسبة للماء على الأرض وتشكّل حوالي 94%، لهذا تلعب المحيطات دوراً مهماً في الحفاظ على الحياة على الأرض. ورغم ذلك، فإن هذه الأهمية والحياة البحرية بشكل عام تتعرض لتهديد كبير بسبب مجموعة واسعة من العوامل، ومن ضمنها التغيّرات المناخية وارتفاع درجات حرارة المياه، فضلاً عن ممارسات الصيد المدمرة، وعمليات السياحة غير الحساسة والتلوث وغير ذلك.

يُذكر أنه على سبيل المثال، ثمة إجماع عالمي بين العلماء على أن للتلوث البلاستيكي آثار مدمرة على الحياة البحرية، ما أدى إلى انخفاض أعداد بعض الأنواع مثل السلاحف البحرية. تشبه الأكياس البلاستيكية أسماك الهلام، وهي غذاء شائع للسلاحف البحرية ولبعض من الطيور البحرية، لهذا تقوم بأكل البلاستيك، والذي يطلق بدوره مادة كيميائية تجعل رائحته تشبه طعامها الطبيعي. بعد تناولهم المواد البلاستيكية، تمتلئ بطونهم بالحطام البلاستيكي، ما يجعلهم يبتعدون عن الطعام، وبالتالي حدوث الوفاة في النهاية. بالإضافة إلى تحديد معدات الصيد المتروكة أو المهملة والتي تُصنع إلى حد كبير من البلاستيك كسبب آخر لحدوث الوفاة عند العديد من الأحياء البحرية لأنها تشتبك وتعلق فيها.

تعتبر هذه الأمثلة تذكيراً واضحاً بأن محيطاتنا وحياتنا البحرية في خطر وأنه آن الأوان للقيام بعمل الآن. وتقديراً للحاجة إلى ضرورة تغيير علاقتنا مع الطبيعة، وإحداث تأثير إيجابي حقيقي وطويل الأمد، اتخذ "منتجع سيرينا بيتش آند سبا" إجراءات جريئة لحماية المحيط والحياة البحرية فيه، حيث يبرز المنتجع كنموذج يُحتذى به لكيفية لعب السياحة المسؤولة دوراً مهماً في مواجهة هذه التهديدات العالمية، ليس فقط لصالح الجيل الحالي ولكن أيضاً للأجيال القادمة.

تسلّط هذه المقالة الضوء على بعض الإجراءات التي تم اتخاذها وتنفيذها لتحقيق هذه الغاية.

الحفاظ على السلاحف

على مدار الـ28 عام الماضية، تميز "منتجع سيرينا بيتش آند سبا"، أحد الفنادق الحائزة على التصنيف الذهبي في كينيا، بأنه رائد في مجال الحفاظ على السلاحف البحرية. وتجدر الإشارة إلى أن السلاحف البحرية تواجه خطر الانقراض، ما يجعل حمايتها ذو أهمية كبيرة.

يتهدد نجاح تعشيش السلاحف البحرية حول مومباسا حيث يقع المنتجع عدة عوامل مثل الأنشطة البشرية والحيوانات المفترسة والفيضانات المدّية. وعلى هذا الأساس، بدأت المنشأة مشروع الحفاظ على السلاحف، حيث تم العثور على مواقع الأعشاش في الموائل البحرية في مناطق مثل خليج شانزو ومتوابا وكيكامبالا وكينماير لتوفير الحماية لها داخل ممتلكات سيرينا.

تم وضع أقفاص التفريخ المصنوعة من الخشب والمغلفة بشبكة ضوئية على حديقة الشاطئ بالمنشأة، حيث يتم مراقبتها يومياً لحماية البيض، واكتشاف الفقس المبكر والتأكد من سلامة الأقفاص.

ما بدأ كحلم أصبح معلماً هاماً وعالماً مصغراً للحفاظ على الحياة البحرية. ووفقاً لبيانات الشركة، فقد تم إطلاق حوالي 61.931 سلحفاة صغيرة في المحيط الهندي منذ بداية المشروع، ما يمثل نسبة نجاح بلغت 85%، وتم الإبلاغ عن 560 من الأعشاش في مناطق "غرين" و"هاوكسبيل" و"أوليف رايدلي" وتأمينها. واحتفالاً بنجاح جهود المنتجع في مشاركته لهذه المبادرة الحيوية، نظمت فنادق سيرينا فعاليةً أُطلق عليها تسمية "مهرجان السلاحف" والتي أُقيمت في فبراير 2021 وتضمنت تفريخ السلاحف وإطلاقها، فضلاً عن إتاحة الفرصة أما الضيوف للتعرف على المزيد من الدور المهم الذي تلعبه الشركة في حماية هذه الأنواع المهددة بالانقراض.

akfed-kenya-turtle_hatching_tag_cages_at_the_serena_beach_resort_spa_3r.jpg

للمساعدة في حماية هذه الأنواع المهددة بالانقراض، وضعت المنشأة أقفاصاً لتفقيس السلاحف البحرية في حديقة الشاطئ حيث تتم مراقبة البيض يومياً حتى تفقس.
Copyright: 
AKDN

تتمثل إحدى الأدوات التي يستخدمها "منتجع سيرينا بيتش آند سبا" لتعزيز الحفاظ على البيئة البحرية من خلال تخصيص مساحة صغيرة تشبه رقعة الشطرنج الكبيرة بالقرب من الشاطئ داخل المبنى.

تهتم هذه الرقعة بالتنبيه على أهمية الحفاظ على الحياة البحرية فضلاً عن الاطلاع على دورة حياة الفراشة وهي من ضمن مشاريع الحماية التي يديرها المنتجع، والتي تتمثل في الحفاظ على الفراشات بجانب إجراءات حماية السلاحف الموضحة أعلاه.

يُذكر أن "مؤسسة أوشن سول" قامت بصناعة قطع الشطرنج باستخدام الشباشب المعاد تدويرها، والتي تم التخلص منها على الشواطئ وعلى ضفاف الأنهار والبحيرات.

تشير التقديرات إلى أنه تم إعادة استخدام حوالي 2512 شبشب لصنع رقعة الشطرنج. وبهذه الطريقة، يعمل المنتجع على خلق الوعي حول تأثير الحطام البحري على البيئة وأهمية الحفاظ على الحياة البحرية.

akfed-kenya-188331-r.jpg

تم تخصيص مساحة صغيرة تشبه رقعة الشطرنج الكبيرة للمساهمة في تعزيز مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على الحياة البحرية من خلال استخدام أكثر من 2500 شبشب معاد تدويرها جُمعت من شواطئ مقاطعة الساحل.
Copyright: 
AKDN / Lucas Cuervo Moura

التخلص من المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة

قد تبدو الشلمونة البلاستيكية التي نستخدمها لتناول مشروباتنا المفضلة وقنينة المياه البلاستيكية التي نحملها معنا لإرواء عطشنا غير ضارة للغاية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المواد المصنوعة أساساً من الوقود الأحفوري لا يتم التخلص منها في كثير من الأحيان مباشرة بعد الاستخدام. ورغم ذلك، فهي لها "ثمن باهظ على البيئة" في الواقع، ويجب دفعه كما هو موضح أعلاه. كان لإدمان العالم على استخدام المواد البلاستيكية آثار مدمرة ليس فقط على الحياة البحرية ولكن أيضاً على صحة الإنسان.

رغم أن التلوث الذي تسببه المواد البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة هي الأكثر وضوحاً في شوارع بلداتنا ومدننا، إلا أن تأثيرها على موارد المياه بعيد المدى. يمكن أن تكون القمامة هي المرحلة الأولى في مجرى النفايات الذي يدخل المجاري المائية مثل البلاستيك ويتم التخلص منه في الشارع، ثم يتم غسله بواسطة المطر وينتهي به المطاف في الأنهار والبحيرات والمحيطات.

اتخذ "منتجع سيرينا بيتش آند سبا"، مثل جميع فنادق سيرينا الأخرى، خطوات للحد من استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في عملياته، حيث قام بالتحول من استخدام المياه المعبأة في قناني بلاستيكية إلى المياه المعبأة في قناني زجاجية، فضلاً عن استخدام الشلمونات الورقية بدلاً من الشلمونات البلاستيكية. بالإضافةً إلى استخدام العبوات القابلة لإعادة التعبئة في مرافق النزلاء (مثل الشامبو وجل الاستحمام والمستحضرات) بدلاً من الزجاجات المصغرة ذات الاستخدام الفردي.

يُذكر أن كل عمل فردي، سواء كان كبيراً أو صغيراً، يشكّل أمراً بالغ الأهمية في ترك عالمنا مكاناً أفضل.

akfed-kenya-188327-r.jpg

تسهم عمليات جمع المواد البلاستيكية في "منتجع سيرينا بيتش آند سبا" في نظافة واجهة الشاطئ وتساعد على تحسين النظام البيئي للمحيط من خلال التقليل من نسبة المواد السامة التي تهدد الحياة البحرية.
Copyright: 
AKDN / Lucas Cuervo Moura

يجب أن تأتي مهمة حماية محيطاتنا وحياتنا البحرية في صميم أعمالنا اليوم وفي السنوات القادمة. وتتمثل الأخبار المشجّعة في أن العقارات المصنفة بيئياً مثل "منتجع سيرينا بيتش آند سبا" تقود الطريق نحو مواجهة تلك التحديات البيئية الخطرة. ورغم ذلك، لا يمكن لشخص أو شركة معالجة هذه المشكلات بمفردهما، بل يتطلب جهداً جماعياً منا جميعاً. لذلك، نأمل أن تكونوا أنتم أيضاً جزءاً من الحلول لتأمين مستقبل كوكبنا!