وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر تغيُّر المناخ أكبر تهديد للصحة العالمية في القرن الحادي والعشرين، فهو يهدد المكونات الأساسية للصحة الجيدة: الهواء النظيف، مياه الشرب الآمنة والكافية، إمدادات الغذاء المغذي والمأوى الآمن. ولمواجهة هذه الآثار، ثمة حاجة كبيرة للتقليل من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
كبديل لحرق الوقود التي تطلق غاز الكربون، يسمح لنا العلم بالاستفادة من طاقة الشمس، حيث تقوم تقنيات الطاقة الشمسية بتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء وحرارة، وهي أكثر استدامة وغير ملوثة مقارنة مع احتراق الوقود الأحفوري، إضافةً لكونها أكثر مرونةً. تتسم المنشآت الشمسية بسهولة نشرها، نظراً لأنها تتكون من عدة أجهزة منفصلة، ما يجعلها تتمتع بحماية أفضل خلال التغيرات المناخية المدمرة مثل العواصف، والتي يمكن أن تقطع التيار الكهربائي عن عدد كبير من الناس عبر تخريب مولد واحد في شبكة مركزية. وبمجرد تثبيتها، فإن تكلفة تشغيل تكنولوجيا الطاقة الشمسية منخفضة نسبياً، حيث أن وقودها مجانية: الضوء والحرارة من الشمس. يمكن توفير الطاقة الكهربائية للمنازل والمدارس والشركات والمرافق الصحية في المناطق النائية، التي تدفع نفقات باهظة للحصول على الكهرباء من شبكة مركزية، من خلال منشآت صغيرة للطاقة الشمسية، الأمر الذي يوفر الكثير من المال.
ونتيجةً لذلك، تعمل تجهيزات الطاقة الشمسية المحلية بشكل جيد في المناطق النائية والهشة، نظراً لأن تكلفة طاقة الشبكة باهظة وغير موثوقة، أو ببساطة غير متوفرة. وهذا هو حال العديد من برامج ومؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية: من "كيلاغوني سيرينا سفاري لودج" في متنزه تسافو ويست الوطني - أول فندق في كينيا يعمل بالطاقة الشمسية بالكامل، إلى مستشفى باميان الإقليمي المقاوم للزلازل وذو الكفاءة العالية في استخدام الطاقة، الذي يقع في المرتفعات المغلقة وسط أفغانستان، إلى "المراحيض الذكية" التي تعمل بالطاقة الشمسية وأنظمة الري الشمسية التي تعمل على تغيير نوعية الحياة في بيهار، الهند.
كينيا: "كيلاغوني سيرينا سفاري لودج"
akfed-kenya-dji_0027bis.jpg
akfed-kenya-kssl-lobby-2bis.jpg
فاز "كيلاغوني سيرينا سفاري لودج"، الذي تم الانتهاء منه عام 2017، بجائزة "المسؤولية الاجتماعية للشركات والخدمات الاستثنائية" خلال فعاليات حفل توزيع جوائز أفضل الممارسات العالمية لعام 2018 في إيطاليا. يقدم "لودج" خدمات عناية متميّزة تعمل على الطاقة الشمسية بنسبة 100٪ من خلال تقديم خدمات مستدامة لغسيل الملابس، وفعّالة من حيث استهلاك الطاقة، نظراً لأن قطاع الفنادق يستهلك طاقةً كبيرةً للقيام بتلك الواجبات اليومية. ساهم هذا النجاح في جعل فنادق سيرينا منذ ذلك الحين تعمل على تركيب أربع محطات إضافية للطاقة الشمسية.
أفغانستان: مستشفى باميان
akhs-afghanistan-hayeri_akf_bamiyan_2016-10-19_0548_r.jpg
akhs-afghanistan-hayeri_akf_bamiyan_2016-10-20_0981_r.jpg
منذ اكتماله عام 2017، تمكن مستشفى باميان الإقليمي الجديد من تقديم خدمات الرعاية الصحية بجودة عالية وبأسعار معقولة، وخاصةً للمجتمعات الريفية النائية. مع توفير أكثر من نصف ما تحتاجه من الطاقة الكهربائية بواسطة الألواح الشمسية، يتم ضمان العمل في المستشفى بعيداً عن التشويش، فضلاً عن حدوث انقطاعات أقل في التيار الكهربائي، ما يساهم في تدخلات أكثر أماناً.
يعتبر المستشفى، الذي يحتوي على 141 سريراً، حديثاً للغاية وهو يتمتع بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة، وآمن من الناحية الهيكلية ومقاوم للزلازل. تم إنشاء هذا المرفق، الذي يركّز على صحة النساء والأطفال ويتضمن جناحاً مخصصاً للأمومة، على أسس متينة، ويتمتع بعزلٍ جيدٍ، ما يسبب انخفاضاً في استهلاك الطاقة.
الهند: "المراحيض الذكية" وأنظمة الري الشمسية
في بيهار، إحدى أفقر الولايات في الهند، بدأت مؤسسة الآغا خان في تركيب "مراحيض ذكية" من صناعة شركة "غارف" في المدارس الحكومية كجزء من جهودها لتسهيل الوصول إلى خدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية بشكل أفضل عبر ست ولايات في الهند. هذه المراحيض تتدفق ذاتياً وتعمل على تنظيف الأرضيات تلقائياً بعد عدة استخدامات. يمكن تشغيل جميع الوحدات بالطاقة الشمسية، ما يضمن كفاءتها بالطاقة وتشغيلها الدائم، وهي مجهزة بجهاز للمعالجة الحيوية للتعامل مع مياه المجاري والصرف الصحي، حيث يعمل أولاً على التخلص من كافة مسببات الأمراض، ثم يعالج النفايات بفعالية ليتم استخدامها من قبل المزارعين كأسمدة عضوية.
إلى ذلك، أشارت أنشال كوماري، البالغة من العمر 14 عاماً، أنه قبل تثبيت مراحيض "غارف"، كانت المدرسة المتوسطة في منطقة باتنا فولواري شريف تحتوي على مرحاض واحد فقط صالح للاستعمال، وقالت: "... كان الكثير من الأولاد يقضون حاجتهم في العراء، في حين يتوجب على الفتيات الذهاب إلى المنزل عندما يرغبن باستخدام الحمام". ولكن بعد إنشاء "المراحيض الذكية"، لم تعد أنشال والفتيات الأخريات في المدرسة بحاجة للذهاب إلى المنزل لقضاء حاجتهن، ما ساهم بقضاء المزيد من الوقت في التعلم في الفصل.