سمو الآغا خان،
رئيس الوزراء سورونباي جينبيكوف،
ممثلو الحكومات القيرغيزية والطاجيكية والكازاخستانية،
أعضاء شبكة الآغا خان للتنمية،
الضيوف الكرام،
أعضاء هيئة التدريس، وموظفو جامعة آسيا الوسطى،
وبالطبع زملائي الطلاب،
اسمي إيراج أوزوقوف، ويشرفني أن أُلقي هذه الكلمة نيابةً عن خريجي الدُفعة الأولى الافتتاحية لعام 2021.
وطأت أقدامنا لأول مرة الحرم الأول لجامعة آسيا الوسطى في جبال نارين منذ ستة أسابيع. أتذكر أنني رأيت صوراً للجامعة عبر الإنترنت، وقد انتابني شعورٌ كبيرٌ بأن الصور شُغلت على برنامج "الفوتوشوب"، حيث واجهنا صعوبةً في تصديق الصور التي رأيناها على الإنترنت لأننا لم نفكر أبداً في وجود جامعة على هذا المستوى والرقي في جبال آسيا الوسطى. أتذكر اليوم الأول الذي وصلنا فيه إلى الحرم الجامعي، حيث شعرنا جميعاً بالرهبة من مدى جمال جامعتنا، وهذه اللحظة سنعتز بها لبقية حياتنا.
عندما تُولد وتترعرع في آسيا الوسطى، ينتابك شعور بأنك تعرف المنطقة جيداً، ولكن بعد قدومي إلى هنا، أدركت مقدار ما يجب أن أتعلمه. على سبيل المثال، يعيش زميلي في السكن نورلان في أتباشي، وهي على بعد حوالي ساعة من هنا، بينما أعيش في دوشانبي على بعد حوالي 24 ساعة من هنا، ولكن خلال ستة أسابيع فقط أصبحنا قريبين جداً لدرجة أنه دعاني لزيارة منزله.
عرّفتني عائلته على الثقافة القرغيزية وأظهروا لي جانباً من آسيا الوسطى لم أعرفه من قبل. هذا وقابلت خلال دراستي في هذا الحرم الجامعي أشخاصاً من قيرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان، إضافةً لأشخاص من مناطق جبلية أخرى مثل أفغانستان وباكستان.
لم أعتقد أبداً بأنه ستُتاح لي الفرصة لمقابلة أشخاص من مناطق أخرى من بلدي الأم طاجيكستان. لا يقتصر الأمر على تنوع زملائي في الفصل فحسب، بل إن أعضاء هيئة التدريس والموظفين لدينا في جامعة آسيا الوسطى هم أيضاً من مناطق مختلفة من العالم. يأتون من أماكن بعيدة مثل كندا والولايات المتحدة والفلبين وألمانيا وأذربيجان وباكستان ومن الدول المجاورة مثل قيرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان.
سمو الآغا خان، لقد قضيتَ سنواتٍ في الدفاع عن التعددية والتنوع في جميع أنحاء العالم، وأعتقد حقاً أن حرم جامعة آسيا الوسطى في نارين خير مثال عن رؤيتك. ساهمت الطبيعة الجغرافية الجميلة التي تتميز بها الجبال المحيطة بنا بتقسيم وتوزيع الناس على مدى مئات من السنين في آسيا الوسطى، الأمر الذي شكّل تحدياً كبيراً لمنطقتنا. ورغم ذلك، أدركنا في جامعة آسيا الوسطى أن التعليم يمكن أن يوحّد الناس رغم الحدود المادية والجبال الشاهقة.
نشأتُ مع بعض من زملائي في الفصل في المدن، وكنا على دراية بالتحديات التي يواجهها سكان تلك الجبال، ولكننا كنا بعيدين عن تأثيرها إلى أن أتاحت لنا جامعة آسيا الوسطى الفرصة للتعرف على تلك التحديات، ليس فقط من خلال مناهجنا متعددة الاختصاصات فحسب، بل ومن خلال التعلم والعيش في الجبال واكتساب الخبرة المباشرة أيضاً. وقد جعلنا هذا الأمر نفكر بشكل بنّاء حول ما يمكننا فعله باعتبارنا جيل جديد، جيل المستقبل في آسيا الوسطى من أجل تحويل تلك التحديات إلى أصول تصبُّ في مصلحتنا جميعاً في آسيا الوسطى.
مضى على وجودنا هنا شهر ونصف، وقد لاحظنا حقاً تقدماً في مهاراتنا الأكاديمية وغير الأكاديمية، إضافةً إلى أننا طوّرنا من كفاءتنا في اللغة الإنجليزية، وعززنا من نقاط قوتنا في مهارات الاتصال، فضلاً عن قيامنا بتطوير وتنمية استقلاليتنا وثقتنا، وقدرتنا على تحمّل المزيد من المسؤولية في مختلف جوانب حياتنا. رغم أن الانتقال لبيئة جديدة شكّل تحدياً، إلا أن الدعم الذي نحصل عليه من كافة أعضاء هيئة التدريس وفريق الحياة الطلابية (يهتم برفاهية الطلاب وتعزيز تجربتهم ونشاطهم، ويستضيف مجموعة من الفعاليات لدعم المجتمع الطلابي) يجعل الأمر سلساً وسهلاً للغاية.
ندرك نحن خريجو الدُفعة الأولى الافتتاحية لعام 2021 أنه بينما نتمتع بفوائد وميّزات هذا الحرم الجامعي، فإنه يقع على عاتقنا أيضاً مسؤوليات مهمة للغاية، فكل واحد منا مسؤول عن توظيف المعرفة التي نتلقاها وتطبيقها على أرض الواقع في العالم الأكبر.
تقع على عاتقنا مسؤولية تقديم الخدمات للأشخاص الذين يقيمون ليس فقط في مجتمعاتنا المحلية، بل وفي جميع أنحاء العالم. نتعهد بإتباع وتطبيق رؤية سموّك لما يجب أن يكون عليه المواطن العالمي عندما نبدأ رحلة التعليم والاكتشاف.
سمو الآغا خان، نحن ممتنون للغاية لك وللدول المؤسِّسة لهذه الجامعة لتزويدنا بفرصةٍ لتحقيق طموحاتنا وتوسيع مداركنا في جامعة آسيا الوسطى. وإننا ممتنون للغاية لكل ما قدمته وتقدمه لخلق المزيد من الفرص في المناطق الجبلية مثل منطقتنا.
معالي رئيس الوزراء جينبيكوف، نود أن نعرب عن امتناننا لتخصيص هذه الأرض الجميلة لتكون بمثابة وطن لنا للسنوات الخمس القادمة.
ونيابةً عن الطلاب، أود أن أُوجه الشكر لكل من ساهم في جعل هذا الأمر ممكناً لنا كأعضاء في الفصل الافتتاحي بجامعة آسيا الوسطى.
نتمنى وبصدق أن تستمتعوا بوقتكم هنا في وسط الجبال التي نطلق عليها تسمية الوطن، ونتطلع لرؤيتكم مرة أخرى بعد خمس سنوات خلال حفل التخرّج.
شكراً لكم.