أنت هنا

أنت هنا

  • سمو الآغا خان يلقي كلمته بعد استلامه مفتاح مدينة بورتو.
    AKDN / 4See
سمو الآغا خان يتلقى مفاتيح مدينة بورتو

سعادة العمدة،

الضيوف الكرام،

أودّ أن أبدأ تعليقي بالحديث كيف لامسني تكريمكم لي ظهيرة هذا اليوم.

إنني أنظر خلال عملي إلى كافة الناس من مختلف البيئات: المدن، المناطق الحضرية والريفية، الصحاري، والمناطق الصناعية، وأتابع تفاصيل معيشة هؤلاء، وأسأل نفسي، كيف يمكننا تحسين ظروفهم المعيشية في مختلف هذه البيئات؟

إننا نتعلم طوال الوقت من تواصلنا مع كافة المدن التي نعمل معها، وقد قدمت البرتغال أنموذجاً عن المجتمع التعددي، وهو أمر رائع، يجب احترامه، والاعتراف به، كما علينا تعميمه كتجربة ناجحة. لذلك أود أن أغتنم هذه المناسبة لأهنئكم على ما قمتم به في سبيل خلق مجتمع فعال وسعيد وتعددي.

في جميع أنحاء العالم، في إفريقيا، آسيا، الشرق الأوسط، وأمريكا الجنوبية، لا توجد بقعة جغرافية في عالمنا لم تستفد من التعلم من التجربة البرتغالية، إنها تجربة تاريخية، وليست تجربة جديدة، فالبرتغال دافعت عن هذا الأمر على مر السنين في أنحاء مختلفة من العالم، حيث قامت ببناء منشآت صحية للمجتمع المدني، وهنا أغتنم الفرصة لأعبّر لكم نيابةً - عنّا جميعاً - ممن يعيشون في العالم النامي عن امتناننا وتقديرنا للقيادة المثالية التي تمارسونها منذ عقود من الزمن هنا في أوروبا الغربية، وكذلك في أجزاء أخرى كثيرة من العالم.

ساهمت طريقتكم في القيادة في إلهامنا في أجزاء كثيرة من العالم، وإنني أفكر على نحو خاص في بلد قمت فيه إلى جانب مجتمعي (الإسماعيلي) بعمل الكثير وهو موزامبيق. إن الأسس التي قمتم بوضعها في موزامبيق، فيما يتعلق بأهمية النقاش والحديث وتبادل الأفكار ومناقشة القضايا، تعتبر نماذج مثالية. لذلك، يسعدني أن أعبر لكم ظهيرة هذا اليوم عن امتناني وشكري على تقديمكم لهذا المثال العالمي الرائع.

وأود أيضاً أن أشكركم على مفاتيح هذه المدينة الرائعة، فهذا تقليد قديم وتاريخي كان موجود في العديد من البلدان في أجزاء كثيرة من العالم، لكنني سأستخدم هذه المفاتيح لفتح أكبر عدد ممكن من الأبواب. أبواب السعادة، أبواب السلام، أبواب الوحدة، أبواب تَقدّم الإنسان. لذا، أشكركم وأُقدّر هذه المفاتيح حقاً، وإنني لن أقوم بعمل نسخ عنها.