الدعوة إلى ثورة خضراء في إفريقيا ليست جديدةً، لكنها لم تلق حتى الآن آفاقاً واقعية لتحقيقها.
ورغم ذلك، أظهرت البرامج الحديثة التي أجرتها مؤسسة الآغا خان في مدغشقر أن الجمع بين المعرفة المحلية التقليدية وأفضل الممارسات الدولية يمكن أن يخلق ثورة خضراء في منطقة تشتهر بزراعة الأرز في شمالي مدغشقر. ارتفع محصول الأرز بنسبة 100% وسطياً، وزادت مساحة الأراضي المزروعة بنسبة 600% عند بعض المزارعين ممن نجحت تجاربهم. تبشّر تلك المكاسب بخير وفير في بلد تعتمد فيه 80% من الأسر القاطنة في المناطق الريفية على زراعة الأرز.
يبدو أن الأساس يرمي لتجنب النهج الإلزامي، وتقديم "مجموعة من الأدوات" يمكن للمزارعين الاستعانة بها أثناء تجربة زراعة مخبر حقلي تبلغ مساحته 10 أمتار مربعة، وتتضمن مجموعة الأدوات تلك معلومات حول البذور والأسمدة وإدارة المياه، ما مكّن المزارعين من تبنّي التقنيات حسب تقديرهم. وبهذه الطريقة، تمكّن المزارعون من الجمع بين معرفتهم المحلية والتجربة التي أدت لانتهاج تقنيات جديدة تتكيف بشكل أفضل مع الظروف المحلية.
تجاوز متوسط إنتاج المحاصيل نسبة 100% في عام 2006 في المجالات التي تم فيها اعتماد ممارسات مختارة، ما دفع بالمزارعين في المناطق القريبة من مجموعة المخابر الحقلية إلى البدء بتطبيق أساليب معينة، مثل الزراعة ضمن صفوف.
يقوم البرنامج حالياً بتدريب المزارعين من مجموعة المخابر الحقلية ليصبحوا مساهمين في تسهيل إجراء الدورات التدريبية حتى يتمكّنوا من تبادل معارفهم وخبراتهم.