Primary tabs
بقلم الدكتورة سويتا شاه، مؤسسة الآغا خان
ما الذي يشترك فيه جميع الأطفال حول العالم؟ حب اللعب! اللعب شيء أساسي وطبيعي يتوق إليه جميع البشر، وهو يساعد الأطفال (والبالغين) على فهم العالم ونقل تجاربهم. يجلب اللعب السعادة لحياة الأطفال، وهو ضروري أيضاً لنموهم العقلي وتعلمهم في المستقبل، فضلاً عما يمتلكه من قدرة في المساهمة تجاه المجتمع والعالم.
اكتشف مركز هارفارد لتنمية الطفل أنه خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، يمكن إجراء ما يصل إلى حوالي مليون اتصال عصبي في الثانية الواحدة أثناء محاولة الأطفال فهم العالم عبر الاستكشاف واللعب. يُمكّن اللعب الأطفال من تطوير مهارات القراءة والكتابة والرياضيات، إضافةً إلى المهارات الأخرى التي تشكل أهمية في الحياة مثل حل المشكلات والتفكير النقدي والتعاون والتواصل والتفاوض والإبداع والتعاطف، فضلاً عن الكثير من المهارات الأخرى.
akf-bangladesh-malinchora_ecd-1.akfc_.jpg
تلتزم برامجنا بالاستمرارية الكاملة للتعلم من خلال اللعب. تتضمن الأساليب الأساسية الثلاثة للاستمرارية: "اللعب الحر"، والذي يقوم به الطفل لوحده دون توجيه أو دعم من البالغين، "اللعب الموجّه"، الذي يقوم به الطفل ولكن بدعم من البالغين، و"الألعاب" المصممة للبالغين والمدعومة بقواعد يتبعها الأطفال (هذه الأفكار تم مناقشتها ضمن بحث للبروفيسورة جينيفر زوشن 2017). وعلى الطرف الآخر للطرق الأساسية الثلاثة للعب، "التعليم المباشر"، وهو نهج محوره المعلم والبالغين. في هذه الطريقة، يقوم المعلمون أو البالغون بتصميم النشاط والتحكم فيه، مع وجود مجموعة من القيود. وقد تم استخدام هذا النهج الرئيسي للتعلم في المدارس التمهيدية والفصول الدراسية لعقود من الزمن.
نظراً لأننا نعمل في العديد من السياقات الهشة والصراعات، أصبح اللعب يشكّل عنصراً حاسماً في الحد من التوتر عند الأطفال والأسر باعتباره ممتع ويسمح للأطفال بالاسترخاء. ويمكن أن يكون اللعب تدخلاً علاجياً يساعد الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة ليس فقط على النجاة، ولكن على النجاح في مواجهة العوائق التي تعترضهم. إن أحد الجوانب الحاسمة للأعمال التي نقوم بها بشكل عام، إضافةً إلى تركيزنا على اللعب تتمثل في أنه متأصل ضمن السياقات الثقافية والمحلية للأطفال.
وإننا نقدم الدعم ونتعاون مع المعلمين وأولياء الأمور والمجتمعات المحلية والأطفال لجعل ألعابهم الخاصة من المواد المتوفرة محلياً، وهذا من شأنه أن يسمح للعب والتعلم بأن يكونا ملائمين على الصعيد المحلي، إضافةً إلى الفعالية من حيث التكلفة وصديق للبيئة.
ولكن كيف نقوم بذلك؟ إننا نقوم بدمج ورش عمل صناعة الألعاب كجزء أساسي من التطوير المهني للمعلمين وأولياء الأمور، حيث يقوم المعلمون وأولياء الأمور بإحضار مواد من بيئتهم المباشرة وتصميم مواد تعليمية بشكل مبدع استناداً إلى أعمار أطفالهم.
تعتبر عملية صنع الألعاب أيضاً دليلاً مشجّعاً على اللعب. وقد أشار العديد من المعلمين وأولياء الأمور إلى أنهم تعلموا مما يقومون به حول تنمية الطفل، ووفّروا المال على الألعاب التي كانوا سيشترونها، فضلاً عن اكتسابهم الدعم من الأقران، والأهم من ذلك، أنهم أمضوا وقتاً ممتعاً!
يشكّل يوم الطفل العالمي فرصة لنتذكر أن الأطفال في جميع أنحاء العالم لديهم احتياجات متشابهة وأن اللعب يعتبر في صُلب تنمية الأطفال.
"يتعلم الأطفال أثناء اللعب، والأكثر أهمية أنهم خلال اللعب، يتعلمون كيفية التعلم."