أنت هنا

أنت هنا

  • في يوليو 2009، قامت جين وانياما بمرافقة سمو الآغا خان أثناء قيامه بجولة في وحدة طب الأطفال التي تم تجديدها حديثاً في مستشفى جامعة الآغا خان في نيروبي.
    AKDN / Aziz Islamshah
جين وانياما: من الرعاية إلى قيادة مجلس الإدارة

يتم الاحتفال باليوم العالمي للممرضات في جميع أنحاء العالم بتاريخ 12 مايو من كل عام، وهو ذكرى ميلاد فلورنس نايتنجيل (رائدة التمريض الحديث). مع مرور السنين، تطور اليوم ليصبح مناسبة للاحتفال بأهمية الممرضات في تحقيق رفاهية الإنسانية. موضوع احتفال هذا العام هو الممرضات: تحت شعار

"صوت للقيادة - الصحة للجميع". مع أخذا هذا الأمر بعين الاعتبار، كان من الضروري التحدث إلى إحدى قادة التمريض التي تُجسّد موضوع العام للقيادة وتقوم بدورها في سبيل تقديم الغطاء وتأمين الرعاية الصحية لأكبر عدد ممكن من الناس.

لنعرفكم على جين وانياما، الرئيس التنفيذي لمستشفى الآغا خان في كيسومو. في عام 2010، كانت جين تترأس برنامج صحة الأم والطفل في مستشفى جامعة الآغا خان في نيروبي، عندما ظهرت في مقالة قصيرة في صحيفة "ديلي نيشن" بعنوان "العناية بالطفل في المنزل". قدمت في المقال نصائح للأمهات حول كيفية رعاية أطفالهن وتحدثت عن أهمية الرضاعة الطبيعية والنظافة أثناء التعامل مع الأطفال. اليوم، تشغل جين منصب الرئيس التنفيذي لمستشفى الآغا خان في كيسومو. في عام 2017، ظهرت في مقال في مجلة "بيزنيس تودي" بعنوان "منشأة صحية جديدة من طراز ""Sh5b تم افتتاحها في كيسومو". تحدثت هذه المرة عن تقوية الشراكات بين القطاعين العام والخاص والاهتمام بتعزيز الصحة لدى السكان.

تواصلت كلية التمريض والقبالة في شرق إفريقيا التابعة لجامعة الآغا خان مع جين في مايو 2019 للاطلاع على ما يحفّزها وما قدمته لها تجربتها. قصة جين هي قصة التعلم والتغلب على التحديات، وهي تعمل دائماً لتكون مصدر إلهام للنساء: "إن ارتباطي بمجتمع الآغا خان جعلني ما أنا عليه اليوم، حيث أنه لعب الدور الأكبر في حياتي عبر قيامه بتوفير بيئة مواتية للتعلم. ساعدت جامعة الآغا خان في إطلاق العنان لإمكانياتي، وأظهرتُ للعالم أنه بإمكان النساء أن يكنّ ممرضات وأصوات رائدات في قاعة الاجتماعات".

فيما يلي المقابلة الكاملة:

في أي مرحلة كنت في مهنة التمريض عندما تم التقاط هذه الصورة مع سمو الآغا خان عام 2009؟

كنت ممرضة مسجلة حاصلة على شهادة في تمريض الأم والوليد. شغلت لمدة تسع سنوات منصب مديرة برنامج صحة الأم والطفل في مستشفى جامعة الآغا خان في نيروبي.

ماذا كانت تطلعاتك وآمالك آنذاك؟

أردت الارتقاء إلى منصب أعلى في إدارة المستشفى. كنت أعرف أن هذا سيكون ممكناً إذا عززت مهاراتي الإدارية وتعرفت أكثر على وظيفتي. كنت آمل أن أكون عضواً في فريق القيادة العليا لمنظمة الرعاية الصحية، أولاً كرئيس تنفيذي للعمليات، ثم بصفتي الرئيس التنفيذي.

يبدو أنك تعرفين ماذا تريدين لنفسك، بالمقابل: ماذا تريدين لمجتمعك وللناس من حولك؟

تقليدياً، يتم تقييد أدوار الفتيات والنساء في كينيا عندما يتعلق الأمر بالمساهمة في صنع القرار، وهذا واضح عندما يتعلق الأمر بالمسائل المتعلقة بالتنمية، ولا سيّما في مجال الصحة. لا يُسمح لنا باتخاذ القرارات المتعلقة بصحتنا إلى حد كبير. في ذلك الوقت، رأيت نفسي مثالاً حيّاً على الإمكانات غير المستغلة عند النساء والفتيات في كينيا. كنت مقتنعةً أيضاً بأن العمل الشاق المترافق مع الموقف الصحيح سيكون له نتيجةً طالما بقيت ملتزمةً بتقديم أفضل ما لدي في العمل. إنني لا أُفوّت أي فرصة للتعلم، لأنني أعلم أنني سأحقق أحلامي. أردت أن أُظهر أن الاستثمار في الفتيات والنساء ليس مضيعة للموارد.

akhs-aku-kenya-4_jane_and_suleiman_r.jpg

تنقّلت جين وانياما في مهنة التمريض من رعاية المرضى بجانب السرير إلى قيادة مجلس الإدارة وصنع القرار. هنا، تتحدث مع سليمان شهاب الدين (الرئيس التنفيذي الإقليمي في مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية في شرق إفريقيا).
Copyright: 
AKU

ماذا عن العالم؟ هل أردت إظهار أي شيء للعالم آنذاك؟

لا يقدّر الجمهور دائماً مهارات وكفاءات وقدرات الممرضات. شعرت بحاجة قوية لتحسين الصورة العامة للمهنة، إضافةً إلى ضمان أن نتولى مناصب أقوى في منظمات الرعاية الصحية، ولا سيّما في مجالس الإدارة بصفتنا صُناع قرار.

هذا يبدو وكأنه حملٌ ثقيلٌ، كيف استطعتِ القيام بذلك؟

شعرت بالقدرة على القيام بذلك بصفتي ممرضة ممارسة وقابلة وقائدة في مجال التمريض، تمكنت من معايشة حياة النساء في مراحل الإنجاب والتربية، فضلاً عن المهنيين الشباب في صناعة الرعاية الصحية في كينيا. من أجل الوصول إلى قاعة مجلس الإدارة، أدركت أنه يتوجب عليّ مواصلة تعليمي. اكتشفت أيضاً أنه من الأهمية العمل في بيئة مليئة بالتحديات تشجع الممرضات على تولي مناصب استراتيجية. وبهذه الطريقة، استخدمت مهنيتي لجعل الجمهور والإدارة يرون مدى أهمية أن تكون هناك ممرضة في مجلس الإدارة.

أين أنت الآن في حياتك المهنية والتمريض؟ هل حققت طموحاتك وآمالك، سواء أكانت شخصية أم عامّة؟

بينما أنا في ذروة مسيرتي في التمريض، ما زلت مقتنعة بأنني لم أحقق طموحاتي بعد. مع شغفي بصحة المرأة، آمل أن أشغل منصباً مؤثراً في مجال الدعوة ووضع السياسات المتعلقة بالمرأة في جميع مراحل الحياة. لقد فكرت في التسجيل في مؤسسة التعليم العالي لمتابعة القانون الطبي أو صحة السكان. وإنني آمل أن أحقق المزيد من التقدم، وأتمنى أن أكون منارة للتأثير على الصعيد الشخصي، فحدودي هي  السماء.

هل لعب مجتمع الآغا خان أي دور في نجاحك؟

إن ارتباطي بمجتمع الآغا خان جعلني ما أنا عليه اليوم، لقد لعب الدور الأكبر في حياتي من خلال توفير بيئة مواتية للتعلم. التدريبات الرسمية وغير الرسمية التي تلقيتها، فضلاً عن الاطلاع على النظام الصحي المتكامل مع جامعة الآغا خان في كراتشي، لم يعطني ثروة من المعرفة والخبرة فحسب، بل شحذ بصيرتي السريرية، وفي تنمية التفكير النقدي ومهاراتي القيادية. ساعدت جامعة الآغا خان في إطلاق العنان لقدراتي، وأظهرتُ للعالم أنه يمكن للمرأة أن تكون ممرضة استثنائيةً وصوتاً رائداً في مجلس الإدارة.