أسفرت الفيضانات الغزيرة إلى تدمير منطقة كبيرة من باكستان في عام 2010. وتشير أرقام حكومة باكستان إلى تضرّر ما يزيد عن 20 مليون شخص بصورةٍ مباشرة من الفيضانات في منطقةٍ تمتد من الحدود الصينية إلى ضفاف بحر العرب. وبفضل ما تحظى به من خبرة في مجال تحسين البيئة المبنية في المناطق الريفية من الدولة، فقد قامت خدمات الآغا خان للتخطيط والبناء بتطبيق سلسلةٍ من المشاريع للمساهمة في التعافي المبكّر للمجتمعات المتضرّرة من الفيضان في مناطق غيلغيت بالتستان والسند وخيبر باختوانخوا الباكستانية.
وشهد نفس العام مواجهة منطقتي غيلغيت بالتستان وتشيترال الباكستانيتين اللتين تقعان بين ثلاثٍ من أعلى السلاسل الجبلية ارتفاعاً في العالم – وهي جبال قرة قورام، وهندكوش وهيمالايا – لموجتين من الأمطار الغزيرة والذوبان الجليدي، ما أدى إلى وقوع دمار كبير في جميع المقاطعات السبعة من المنطقة. كما كانت المنطقة مصدراً للفيضانات التي انتشرت في جميع أنحاء الدولة. وأشارت تقديرات الهيئة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث والأمم المتحدة إلى تضرّر 87 ألف شخص في غيلغيت بالتستان وتشيترال من الفيضانات، بالتزامن مع تعرَض ما يزيد عن 2830 منزل للدمار أو لضررٍ شديد.
وقامت خدمات الآغا خان للتخطيط والبناء بإعادة تأهيل مشاريع إمدادات المياه ومرافق الصرف الصحي المتضرّرة، بالتزامن مع إنشاء الملاجى المخصّصة لفصل الشتاء وتركيب المراحيض ونقاط إمداد المياه.
وقامت خدمات الآغا خان للتخطيط والبناء خلال عام 2011 بتوفير 2815 من الملاجئ المؤقتة والمجهزة بـ234 من نقاط إمداد المياه و1028 من المراحيض العامة في مقاطعة السند الباكستانية. كما تم عقد جلسات للتوعية بالصحة والنظافة بين المجتمعات حول الممارسات الصحية. وبصفةٍ إجمالية، تم توفير 767 من الملاجئ الشتوية الانتقالية و483 من عمليات التصليح للعائلات المتضرّرة من الفيضان وتضرّرت أو تدمرت منازلهم بسبب الفيضانات في غيلغيت بالتستان وتشيترال. وقامت خدمات الآغا خان للتخطيط والبناء في باكستان بتوفير المزيد لتلك العائلات المعرّضة لخطرٍ كبير وتمت حمايتها من فصول الشتاء القاسية في المنطقة عبر الاستفادة مما قدمه برنامج تحسين المباني والبناء التابع لها من منتجات تحسين المنازل التي تتميز بكفاءة استهلاكها للطاقة.
وبعد الانتهاء من برنامج الإغاثة والتعافي، تعكف خدمات الآغا خان للتخطيط والبناء حالياً على البدء بنشاطاتها المخصصة للمرحلة التالية من عملية إعادة تأهيل المجتمعات المتضرّرة بعد الفيضان، بالتزامن مع تقديم رؤية طويلة الأمد لتطوير منازل دائمة واقتصادية ومقاومة للكوارث وتتميز بكفاءة استهلاكها للطاقة.
وستتحلى نماذج الإسكان المقترحة بالقدرة على مقاومة الكوارث وبالصلابة وستتمتع بالعوامل الجمالية وبالراحة الحرارية، بالتزامن مع مراعاة العوامل الثقافية والبيئية. وسيتم تزويد المستفيدين من الإسكان الدائم في كلا المنطقتين بحلول إسكانٍ أفضل مقارنةً مع منازلهم القديمة التي كانت غير مهندسة وغير آمنة من الناحية الزلزالية.