Primary tabs
تُعتبر أمرين فالي، إحدى خريجات دُفعة عام 2015 من أكاديمية الآغا خان في مومباسا بكينيا، المسؤولة عن وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة الخريجين في شبكة خريجي أكاديمية الآغا خان. انضمت أمرين إلى الأكاديمية عندما تم افتتاحها في عام 2003، وكانت جزءاً من الدُفعة الأولى من الطلاب الذين درسوا في الأكاديمية من الصف الأول وصولاً لبرنامج الدبلوم 2.
التحقت بعد التخرج بكلية "كينغز كوليدج لندن" (King’s College London) في المملكة المتحدة حيث تخرّجت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في بكالوريوس العلوم في إدارة الأعمال. ستنضم أمرين في مارس 2022 للعمل في شركة "لينك ليترز" ((Linklaters في لندن، وهي شركة محاماة مرموقة ومتعددة الجنسيات. عملت أمرين في السابق في شركة تقنية ناشئة مدعومة من شركة "تويتر" ومقرها حرم شركة غوغل للشركات الناشئة في لندن (Google Campus for Startups).
تهتم أمرين كثيراً بالأعمال التطوعية والمساهمة في المجتمع المدني، وهي ترغب في تعزيز خبرتها والعودة إلى شرق إفريقيا في المستقبل للعمل على تطوير المؤسسات في المنطقة بالتعاون مع شبكة الآغا خان للتنمية وما إلى ذلك.
aka-kenya-image0.png
بصفتكِ إحدى خريجات أكاديمية الآغا خان في مومباسا، كيف تسهم التعددية بلعب دور من خلال تجربتك الأكاديمية؟
ولدتُ ونشأتُ في مدينة مومباسا الصغيرة جداً في كينيا. ومع تقدمي في السن، أدركتُ أنني عشت حياةً انطوائية في مومباسا، حيث لم أفكر منذ فترة طويلة بالتحدث والتفاعل مع الأشخاص الآخرين من حولي. لكن تغيّر كل ذلك عندما انضممت لأكاديمية الآغا خان في مومباسا في عام 2003، ولا سيّما عند إطلاق البرنامج السكني حينما كنت في الصف السادس. رحب البرنامج بأشخاص من أجزاء مختلفة من إفريقيا وآسيا، وقدم منحاً دراسية لأفراد متميّزين من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة. وقد وسّع هذا الأمر من آفاقي وعرّفني على أصدقاء حقيقيين لم أكن لألتقي بهم لولا ذلك. بعد أن قابلت أشخاصاً من أجزاء مختلفة من كينيا وباكستان وطاجيكستان، بدأتُ في تقدير الثقافات المختلفة وتعلمتُ أن لكل شخص قيمته الخاصة.
تعلمت خلال الوقت الذي قضيته في الأكاديمية أن الاختلاف يشكّل نقطة قوة وليس نقطة ضعف، وقد رافقني هذا الدرس خلال تعليمي العالي وفي مسيرتي المهنية. كما قام الطلاب والمدرسون وأعضاء هيئة التدريس بالترويج لثقافة التعددية بطريقة ساعدتني على تقدير التأثير الذي يمكن أن نحققه في مجتمعاتنا، مهما كان الأمر صغيراً من خلال تبادل الأفكار ووجهات النظر والآراء المختلفة.
aka-kenya-image1.png
لماذا تعتقدين أنه من الأهمية الدراسة في بيئة تشجع على التعددية؟
أعتقد أنه ثمة ثلاثة أشياء مهمة يمكنك الاستفادة منها خلال الدراسة في بيئة تتسم بالتعددية. أولاً، تعلمك أن تكون منفتح الذهن. كما أنه ثمة فرق بين المدارس التي تروّج للتنوع والمدارس التي تحتفل بالتعددية والشمول. شعرتُ في أكاديمية الآغا خان في مومباسا بإحساس الانتماء، فالأكاديمية مجتمع فريد من نوعه، وهذا ما جعل التعلم ممتعاً وكنت متحمسةً لتعلم ليس فقط منهاج البكالوريا الدولية الذي كنا نتعلمه، بل وكنت حريصةً أيضاً على التعلم وتقدير الثقافات الفريدة للجميع.
ثانياً، تمنحك الدراسة في الأكاديمية ثقةً كبيرةً. عندما كنت أصغر سناً، كنت خجولةً للغاية، وكنت أخاف من التعبير عن أفكاري أو مشاركتها أو التحدث بصوت عالٍ لأنني لم أكن أعتقد دائماً أنه بإمكاني إحداث فرقٍ. ورغم ذلك، تمنحك الأكاديمية الشعور بالراحة والأمان والثقة، فهي تسمح للطلاب بمشاركة أفكارهم مع الجميع دون خوف من الحكم عليهم أو مضايقتهم. ساعدني هذا الأمر باعتباري طالبةً على تقدير أفكار الآخرين وشجّعني على المساهمة أيضاً. يشجّع هذا النوع من الأجواء الطلاب في الأكاديميات على أن يكونوا صُناع التغيير ويحفّزهم على تحدّي القواعد والمعايير للوصول نحو الأفضل.
أخيراً، تسهم الدراسة في بيئة تتسم بالتعددية في جعل الطلاب متواضعين، ولا سيّما وأنه من السهل أحياناً في هذه السن المبكرة التركيز على الأشياء المادية. لكننا علمنا في الأكاديمية أن قيمة الفرد لا علاقة لها بخلفيته الاجتماعية والاقتصادية أو وضعه أو مكانته في المجتمع، فالأمر يتعلق بالأفكار والمشاعر. كما أن المشاعر تلعب دوراً كبيراً في تقديم الأشخاص للمشاركة في طاولة المفاوضات. وتعلمت أيضاً أن أكون متواضعةً وشجاعةً في كل ما أقوم به.
كيف تتبنى شبكة خريجي الأكاديمية التعددية في عملها؟
لدينا مجموعة من الطلاب الخريجين الموهوبين الذين يقومون بمجموعة من الوظائف التقليدية وغير التقليدية، حيث يقوم بعضهم بتعزيز التقنيات المتطورة، بينما يطمح البعض الآخر لأن يصبحوا صانعي أفلام، فالطموحات كبيرةٌ ومذهلةٌ. تسعى شبكة خريجي أكاديمية الآغا خان إلى إنشاء مساحة تمكّن جميع خريجينا من الاجتماع معاً لمشاركة أفكارهم والتعلم من بعضهم البعض لإحداث تأثير في العالم في الوقت الراهن. عندما كنت طالبةً في الأكاديمية، تعلمت الكثير من زملائي. تخيل ما يمكننا تعلمه من بعضنا البعض بعد أن دخلنا العالم واكتسبنا خبرةً كبيرةً.
يشكّل الإشراف جزءاً كبيراً من تعليمنا في الأكاديميات، فقد تعلمنا أهمية الالتحاق بالجامعة، والاهتمام بوظائفنا ومتابعتها، فضلاً عن ضرورة رد الجميل لمجتمعاتنا من خلال ما اكتسبناه من معرفة والمساهمة في تحسين نوعية حياة جميع السكان. آمل أن نتمكن من الاهتمام بهذا النوع من الفلسفة من خلال شبكة خريجي أكاديمية الآغا خان.
كيف تروجين للتعددية من خلال دورك كمسؤولة عن وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة الخريجين في شبكة خريجي الأكاديمية؟
أركز على مشاركة أخبار وقصص ومواهب خريجينا على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا، حيث تتمثل رؤيتي في تعزيز شبكة يشعر فيها الخريجون بالفخر وبما أنجزوه، إضافةً لشعورهم بالأمان والثقة الكافية لمشاركة إنجازاتهم مع الأشخاص الآخرين. كما أننا نشجّع الجميع على المشاركة في شبكة خريجي أكاديمية الآغا خان بغض النظر عمّا يفعلونه، سواء أكان الأمر كبيراً أم صغيراً، إضافةً لتسليط الضوء على مؤهلاتهم وإمكاناتهم.
كما أنني أركز على إعادة ربط الخريجين مع مدارسهم وإنشاء اتصالات جديدة بين الأكاديميين، وهذا يُعتبر ضرورةً كبيرةً لأنه بمثابة استمرار للتواصل بين أفراد المجتمع الشامل الذي يشكّل جزءاً كبيراً من تجربة الأكاديمية. عندما تقابل الخريجين بشكل شخصي أو افتراضي، تشعر بسرعةٍ بمدى التشابه في طريقة التفكير، وقد اختبرت هذا شخصياً عندما قابلت خريجين آخرين. ورغم أنهم كانوا من أكاديمية الآغا خان في حيدر أباد بالهند إلا أنني شعرت معهم بإحساس الألفة.
يسهم التواصل بين الخريجين في تشجيعهم على التعلّم من بعضهم البعض، كما أنهم يوجّهون بعضهم البعض ويخرجون بأفكار جديدة تهتم بتحسين نوعية حياة بعضهم البعض وكيفية المساهمة في الأكاديميات ومجتمعاتنا. ومع استمرار شبكة خريجي أكاديمية الآغا خان الخاصة بنا في النمو إلى جانب أكاديمية الآغا خان في مابوتو بموزمبيق وأكاديمية الآغا خان في دكا ببنغلاديش، واللواتي سيخرّجن طلاباً جدداً في وقت قريب، فإننا متحمسون كفريق لمواجهة ما يخبئه لنا المستقبل.
يتم الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر سنوياً لتعزيز التفاهم المتبادل بين مختلف الثقافات والشعوب.
شاهد هذا الفيديو الترويجي الذي تبلغ مدته 40 ثانية من أكاديمية الآغا خان في مابوتو.