أسس الممثل الطاجيكي الشهير والموسيقي غورمينج زافكيبكوف (1929-2003) متحف غورمينج للآلات الموسيقية عام 1990، وذلك بهدف عرض مجموعة خاصة وواسعة من الآلات الموسيقية الخاصة بتراث بلده الأم بدخشان، التي تضم منطقة جبال بامير شرقي طاجيكستان، وشمال شرقي أفغانستان. صوّر زافكيبكوف المتحف كمنزل للموسيقى، حيث يتم فيه العزف على آلات العود والطبل والمزامير وغيرها من الآلات من جميع أنحاء وسط وغرب آسيا. ويقوم ابنه إقبال حالياً بالاحتفاظ بإرث والده عبر الاستمرار بنشر روح والده زافكيبكوف المضيافة والملتزمة بالمحافظة على الموسيقى التقليدية، وإقبال هو ملحن حاز على جائزة السيد المحترم لمجموعة بامير.

وبعد ما يقرب من ثلاثة عقود، يقف متحف غورمينج كواحد من أكثر التحف الموسيقية المعاصرة والحيوية في الحياة الموسيقية لطاجيكستان. يشمل حرم المتحف المتواضع قاعات للمعارض وأمكنة للأداء وأرشيف للمكتبات، فضلاً عن ورشة عمل للآلات الموسيقية، واستوديو للتسجيل، ما يُسهم بخلق مجموعة واسعة من فرص اللقاء والتبادل الثقافي. يقوم الموسيقيون هناك بجولات مخصصة، إضافةً إلى إقامة حفلات حيّة لموسيقى بامير التقليدية، فضلاً عن تقديم معلومات خاصة حول الموسيقى للطلاب والباحثين المحليين والدوليين.

ويقوم الصحفيون، المخرجون، مسؤولو الحكومة والمنظمات غير الحكومية بزيارات منتظمة للمتحف، إلى جانب السياح، أطفال المدارس وأعضاء من مجتمع بامير في الشتات الذين يعيشون في دوشانبي. ويشجع إقبال زافكيبوف، الذي يعتقد أن مستقبل الموسيقى التقليدية يعتمد على العلاقة الصحية المتبادلة مع الإبداع الموسيقي الجديد، الموسيقيين الشباب على الاستلهام من الآلات الموضوعة على جدران المتحف لالتقاطها ومحاولة العزف عليها ومعرفة تاريخها، وإيجاد طرق جديدة لإعادة إحيائها. يقوم متطوعون بإدارة متحف غورمينج، إضافةً إلى إقامة برامج تمولها أحياناً الجهات المانحة الدولية. وبدعم من هذه المنظمات، ساعد متحف غورمينج في ترسيخ الصورة الدولية للتراث الموسيقي الغني في طاجيكستان، ولا سيما التراث الموسيقي الإسماعيلي في منطقة جبال بامير.