عندما ينتقل المزارعون من زراعة الكفاف نحو إنتاج الفوائض، فإن الاقتصادات المحلية تشهد ضخ رأسمال يؤدي بدوره إلى تنمية المشاريع الصغيرة، فضلاً عن تشكيل أسواق جديدة وحقن الاقتصادات المتعطشة للنقد. ومع ذلك، غالباً ما يواجه استمرار النمو هذا عقبات رئيسية، ومن ضمنها الطبيعة الموسمية للزراعة، والوصول المحدود إلى التمويل لشراء مدخلات الزراعة ذات النوعية الجيدة، إضافةً إلى الوصول المحدود إلى المعرفة بشأن الممارسات الزراعية الجيدة والتكنولوجيات المناسبة، وصعوبة الوصول إلى الأسواق.
ولمعالجة هذه القضايا، تسعى شركة فريغوكن المحدودة، وهي إحدى شركات صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية، إلى صياغة مستقبل أفضل لصغار المزارعين في المناطق الريفية في كينيا. وبدلاً من الزراعة في المزارع الكبيرة المملوكة للشركة أو المتعاقد عليها، تعمل شركة فريغوكن مباشرة مع صغار المزارعين لإنتاج أنواع مختلفة من المنتجات الزراعية، بما في ذلك الفاصولياء الخضراء. توفر شركة فريغوكن للمزارعين مجموعة من الخدمات بما في ذلك ضمانات السعر، وسوق مضمون يساهم في توفير أعلى مدخلات الجودة المعتمدة، وخدمات الإرشاد الزراعي دون أي تكلفة على المزارعين، إضافة إلى خدمات أخرى.
من خلال المعالجة على مدار السنة (وليس فقط عندما يكون هناك طلب خلال فصول الشتاء في أوروبا كما هو الحال في الصادرات الطازجة)، توفر شركة فريغوكن دخلاً ثابتاً للمزارعين، الذين يمتلك معظمهم قطعاً من الأراضي تقل مساحتها عن 2 فدان، يخصصون منها حوالي 200 متر مربع لزراعة الخضراوات المنزلية.
تعتبر شركة فريغوكن حالياً أكبر مصدر للفاصولياء الخضراء المصنعة من كينيا، وهي تقوم بتزويد المنتجات المتخصصة لسلسلة المتاجر الكبرى في أوروبا، فضلاً عن توفير الشركة حالياً فرص عمل مباشرة لأكثر من ثلاثة آلاف شخص، معظمهم من النساء، وتقدم الدعم لحوالي 100 ألف من صغار المزارعين في المناطق الريفية في كينيا.
تمتلك شركة فريغوكن العديد من الشهادات الدولية، وقد حصلت على العديد من الجوائز لنموذج العمل الشامل والممارسات التجارية المسؤولة. وإدراكاً منها لأهمية موظفيها في العمل، تقوم شركة فريغوكن بتنفيذ برنامج العافية الناجح في مكان العمل، فضلاً عن توفير مرفق للحضانة لأطفال الموظفين، إضافةً إلى قيام الشركة بتنفيذ العديد من المشاريع الاجتماعية والبيئية ضمن المجتمعات التي تعمل بها. وحتى الآن، على سبيل المثال، قامت شركة فريغوكن بزراعة أكثر من 3.5 مليون شجرة في غاباتها الزراعية.